إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"الغارية"... من معالم الحضارة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "الغارية"... من معالم الحضارة

    "الغارية"... من معالم الحضارة

    علاء الجمّال


    هي تاريخ حافل بصور البطولة والكفاح لأناسها سواء في الثورة أو في حياة العمل والشقاء، تجمعهم روابط حميمة من ألفة وصدق ووفاء، عدا الطابع المعرفي الذي يغلب عليهم في مجتمعهم من حيث محبتهم للحكمة والعلم والحياة الأدبية...

    ومن أعلامها الشاعر "إسماعيل حمد فرج" والأديب الشاعر "بيان الصفدي" والأديب "موفق نادر" والفنان التشكيلي "معن أبو لطيف" والجليل الراحل "يوسف عبد الوهاب".





    موقع eSuweda التقى السيد "بسام أبو لطيف" رئيس مجلس بلدة "الغارية" الذي حدثنا عن تاريخ البلدة وسماتها من الجانب المعرفي والجغرافي والحضاري بالقول: «تقع "الغارية" في أقصى الجنوب من محافظة "السويداء" بحوالي /45/ كم عن طريق "القريا" وترتفع بحوالي 1204م عن سطح البحر، يحدها من الشرق أراضي قرية "عنز" ومن "الغرب" أراضي قرية "أم الرمان" ومن "الشمال" أراضي مشاع للدولة ومن "الجنوب" الحدود السورية الأردنية، عدد سكانها ما يقارب /700/ نسمة، يعملون في زراعة الحبوب والمحاصيل الحقلية، وقسم كبير منهم لجأ إلى الاغتراب إثر سنوات الجفاف المتلاحقة، والبلدة تمتاز بمناخها المعتدل وكثرة أشجارها المثمرة الدائمة الخضرة مثل "الزيتون" والمتساقطة الأوراق مثل "العنب" و"التفاح"، وهي مركز ناحية يتبع لها قرى "عنز" و"المغير" و"خربة عواد"».


    وأضاف: «يحيط بالبلدة عدة تلال، مثل: التل الشرقي وتل "بركات" من الغرب ويحتويان عدداً من المغر التي تعود إلى حقب زمنية قديمة، كما يخترقها واد انقطع جريان مائه نتيجة للجفاف الحاصل. أما تربتها الزراعية فهي خصبة جداً، ولكن صلاحيتها للبناء غير جيدة كونها طينية غضارية قابلة للانتفاخ والانكماش، وهذا أمر متعب للسكان رغم ذلك هناك نهضة عمرانية مميزة يصل تطورها إلى /100/ رخصة بناء سنوياً، وفي جانبها الشمالي ومنذ /20/ عاماً تقريباً أقيم مشروع تشجير مثمر، والآن يحتاج لمياه من أجل ري الأشجار التي تأثرت بالجفاف».





    الأستاذ "بسام أبو لطيف"


    أما عن الجانب التاريخي الحضاري فقد أتى لنا رئيس المركز بدراسة توثيقية أعدها أحد الباحثين سابقاً عن تاريخ وحضارة هذه البلدة، ومما جاء فيها: «سكن الإنسان القديم بلدة "الغارية" في العصر الحجري الوسيط والحديث، وترك آثار رسومه ونقوشه على جدران المغاور الموجودة في تلالها كمغارتي تل "شيح" وتل "بركات"، ويتبع لها مواقع أثرية هامة كموقع "الشبيح" و"الرشيدة" و"النديبة" و"دير المياس"، وتوافدت إليها منذ الألف الثالثة قبل الميلاد مجموعة قبائل عربية قادمة من شبه الجزيرة العربية استقرت بها، مثل: "الأكاديين" و"الأموريين" و"الآراميين" و"الأنباط" و"الصفائيين" و"الغساسنة"، وشهدت منذ العصر القديم وصولاً إلى العصر العربي الإسلامي تطوراً حضارياً، والآثار الباقية تشهد على روعة هذا التطور».

    وأشارت الدراسة إلى وجود معابد قديمة في "الغارية" بنيت وكرّست لبعض الآلهة العربية، مثل: الإله "ذو الشراه" رب الخصب والخمرة، والإله "بعل شامين" رب السموات، ودلّت إلى وجود تمثال لشخصية بارزة ارتفاعه /115/ سم في متحف "السويداء" يحمل بيده اليمنى كأساً وفي اليسرى "قرن الخصب والوفرة" يمثل واحداً من أولئك الآلهة».




    نصب تذكاري عند مدخل البلدة


    وبالنسبة للمشاريع الخدمية التي قام بها مجلس البلدة، جاء في الدراسة: «تم تنظيم العمران في "الغارية" بموجب المخطط التنظيمي الصادر عام 1983، حيث يوجد فيها /3/ مدارس ابتدائية وإعداديتان ومدرسة ثانوية بفروعها العلمي والأدبي والمهني، ويوجد مركز صحي ومستوصف ومركز للهلال الأحمر يقدم الخدمات الصحية للبلدة والقرى المجاورة لها، ويوجد معمل للسجاد اليدوي ووحدة إرشادية زراعية، ومركز للهاتف الآلي وفيها شبكة مياه قديمة بحاجة إلى صيانة واستبدال وشبكة كهرباء جيدة وشبكة طرقية يبلغ طولها /27/ كم، وهناك مشروع شبكة صرف صحي عُملَ على تنفيذه منذ العام 2002 وإنما التكلفة المالية المعدّة لإنجازه عالية قدرت بـ /75/ مليون ليرة سورية قبل توسيع المخطط التنظيمي، والمجلس نفذ بنسبة 25% من المشروع وعجز بإمكانيته الذاتية عن إكماله نظراً للمال الذي يتطلبه».





    آثار نبطية عثر عليها حديثاً


    وفيما يتعلق بالمشاريع السنوية للمجلس، قال الأستاذ "أبو لطيف": «هناك مشاريع سنوية سيتم تنفيذها، مثل: شق وتوسيع بعض الطرق الضرورية ومد قمصان إسفلتية للطرق اللازمة، علماً أن الخدمات الفنية في "السويداء" تقوم بإعادة تأهيل مدخل البلدة من تعريض ومد قميص إسفلتي كامل للطريق».
يعمل...
X