Announcement

Collapse
No announcement yet.

نصوص مسرحية جديدة بأقلام سورية شابة تتميز بجرأة الطرح

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • نصوص مسرحية جديدة بأقلام سورية شابة تتميز بجرأة الطرح

    تتميز بجرأة الطرح وملامسة أدق التفاصيل اليومية ..نصوص مسرحية جديدة بأقلام سورية شابة


    دمشق-سانا
    يسجل الكتاب المسرحيون الشباب حضوراً متزايداً في الحركة المسرحية السورية عبر أكثر من مقترح ثقافي أهمها ورشة الشارع المسرحية لاسيما أن العروض الجديدة للمسرح السوري تعتمد بشكل مباشر على أفكار الكتاب الشباب الذين تعبر نصوصهم من فعالية حركية على الخشبة تطرح صياغة معاصرة لفنون اللعب المسرحي.
    ويركز الكتاب الشباب في نصوصهم الجديدة على طرح مغاير للبنية الدرامية المسرحية حيث يتكئ الكاتب الشاب يامن محمد في مسرحيته "قدم إلى الوراء قدم إلى الأمام" على الحوارات الخاطفة الرشيقة التي تعتمد على بيئة الريف السوري مكاناً للترميز وإطلاق الدلالات عبر كمّ من الشخصيات التي تتكلم بلهجة القرية السورية.
    ونكتشف عبر مسرحية محمد الحكاية الدائرة عن هموم المرأة الريفية حيث يعول الكاتب على الكوميديا اللفظية لتقديم مناخاته المسرحية فلا يحدد ميزانسيناته بل يتركها حرة مفتوحة لقراءة إخراجية متعددة من خلال المقاربة بين عدة اعتبارات تخص البيئة السورية التي تناولها مقاطعا الاجتماعي بالعقائدي الذي يرسم الخطوط الرئيسة لحياة الشخصيات.
    ويختم يامن محمد حكاية زواج شخصية مريم في مسرحيته بطريقة الفلاش باك ناقلاً القارئ من خمسينيات القرن الفائت إلى زمن الألفية الثالثة لنكون أمام الشخصيات ذاتها حيث تكون بطلة المسرحية مريم الصبية التي أكرهت على الزواج كجدة في سنيها الأخيرة مبرزاً عبر هذه النقلة الزمنية الكثير من الجرأة التي جعلت من نص قدم إلى الوراء قدم إلى الخلف تعويضاً منطقياً للأحداث التي تقدم الواقعي على أنه سيرة رسمية للسريالي.
    كما يجترح الكاتب الشاب كفاح الخوص فناً كتابياً جديداً بإضافة فن المقامة الزجلية إلى فن التأليف المسرحي حيث يروي عبر لهجة زجلية أقرب إلى الغنائية في نص مسرحيته حكاية بلاد ما فيها موت متخذاً من الشاب الذي أطلق عليه اسم هو مأساة بطلاً جلجامشياً يبحث عن الخلود.
    ويعوض الخوص أبطال ملحمة أوروك السومرية بالترجمات المعروفة لبطل سومر بشخصيات أخرى لنرى شخصية جنية الحكاية سيدوري وعشتار وشخصيات اقتبسها الكاتب من الملحمة وفق قالب تراثي مكون من شخصيات الختيار الأول والثاني والثالث معوضاً بذلك عن شخصية أتوبنشتم.
    ويصل الخوص بين الأهزوجة الشعبية وبين القص الملحمي الفجائعي للبطل الذي يرفض موت أمه كبديل رفض جلجامش لموت أنكيدو وذلك عبر شخصية المغني الذي يصعد من النبرة الحزينة والهائمة لبطل القصة الحالم.
    ويعتمد الكاتب الشاب على أسلوب الكتابة للخشبة مباشرة رغم المطولات الزجلية والمنولوجات المسهبة في توصيف حال الشخصيات إلا أن الخوص ظل في المدى المجدي للنوع الذي يحاول تقديمه عبر السجع الكلامي المتواصل موفراً الكثير من الموتيفات الصوتية لمجاميع غنائية ضخمة على خشبة المسرح.
    وتأخذنا الكاتبة الشابة ليندا الأحمد إلى ما يشبه مسرحية الغرفة في مسرحيتها الملحق لنتعرف على بطلي مسرحيتها العجوزين الرسام نجيب وصديقه المدرس أدهم اللذين يلتقيان بعد غياب في شقة أدهم ليقصا علينا حكاية العمر الجميل الذي انتهى للتوّ.
    وتختار الأحمد لنصها حواراً شفافاً صادماً، لتتم المكاشفات بين بطلي مسرحيتها لنكتشف عبر التصعيد الدرامي أن شخصية نجيب كان له علاقة عاطفية مع حبيبة ادهم لتنتهي رواية القصة بقتل ادهم لصديقه.
    وتدير الكاتبة هذه المأساة المسرحية باقترابها من المسرحية النفسية ذات اللغة العميقة متخذةً من السرد الكلامي أدوات باهرة للغوص في الإنساني عبر وحوشه الداخلية و وحشته المزمنة فضلاً عن الاضطرابات العنيفة التي حاولت ليندا التقاطها عبر المكاشفة المستمرة بين الشخصيتين.
    وتعتمد الكاتبة الشابة على مفارقة مسرحية خالصة بالكلام عن أماكن واقعية معروفة في مدينة دمشق بلغة عربية فصحى ما جعل النص يقع في المغايرة مع الواقع الذي يفترضه إلا أن إعداداً ماهراً لهذا النص سيمكننا من الإطلالة مرةً أخرى على شخصيات تشبه ما تقوله الأحمد خارج الصيغة التي رسختها مئات النصوص المسرحية المترجمة إلى العربية.
    كما يأخذنا الكاتب موفق مسعود في مسرحيته الرجل الدائري نحو مونولوج مطول للفردية الاستثنائية في مواجهة الجماعية إذ يحاول بالغمز على المسكوت عنه نتيجة خوف المجتمع من الإدانة واتهامها بالقطيعية حيث يعتبر نص مسعود من المونودرامات النفسية التي تعلي شأن الغائب في الأنا المتمثلة على الخشبة دون تبيان الذروة التي تبدأ غالباً منها نصوص المونودراما بل من خلال المكاشفة الكلامية التي تتجلى في الرجل الدائري بجلد الذات ومحاكمتها على أخطائها.
    وينهي الكاتب الشاب نص الرجل الدائري بالانتحار كنهاية دراماتيكية لجملة الاعترافات التي أقرّ بها في مونولوجه مع نفسه بعد ذهاب كل شيء منه الفرح والحزن والجنون فمسرحية الرجل الدائري مونودراما تحتاج إلى قراءة اخراجية تجترح لها مناخا مسرحيا خارج الشكل الادبي الذي يركز عليه الكاتب كأسلوب قصصي وحيد الفعل بسبب غياب السبب الذي يعرفنا به على ماضي الشخصية او الذروة التي دفعته لقول كل هذا مباشرة لما يحتاجه فن المونودراما من احداث تدفع بالشخصية الوحيدة على الخشبة لقول ماتقوله.
    من جانب آخر يعتمد الكاتب المسرحي الشاب هوزان عكو في نصه بروانه أو الحرائق نحو قصة ريفية تحكي عن امرأة تدعى بروانه تحلم بالسفر عن قريتها إلى المدينة وذلك بمساعدة "أنور" الشاب العامل في محطة قطار تورط أنور مع جماعة من المخربين يمنعه من الوفاء بوعده لبروانه التي تتعرض للقتل على أيدي المخربين الذين يحرقون كل شيء ويحولون بينها وبين تحقيق حلمها.
    ويركز الكاتب الشاب على قوة النص محاولاً منذ البداية أن يقدم الصدمة المسرحية عبر الاتكاء على الحبكة الدرامية التي ينسجها عكو بين شخصياته من خلال الغموض والغرابة التي يحققها بظهور وغياب الشخصيات من على خشبة المسرح.
    كما يميل الكاتب الشاب وائل قدور في مسرحيبه الفيروس إلى التعرض لمشاكل الشباب وعلاقاتهم العاطفية الأولى عبر علاقة الاباء بجيل الأبناء ممثلاً على ذلك بشخصية الشاب يزن الذي يقع ضحية حبه حيث يركز الكاتب على شبكة من العلاقات التي ينشئها في أربعة عشر مشهداً عبر صراع مكثف بين شخصياته يمكنّ القارئ من ملامسة الحياة التي تعيشها الشخصيات المسرحية على خشبة العرض المفترض لاسيما أن الحوارات مكتوبة بطريقة حساسة جداً خصوصاً بين الأب وابنه.
    وتتمتع النصوص المسرحية الجديدة بجرأة الطرح وملامسته لأدق التفاصيل اليومية عبر يوميات عابقة بالصراع والبوح الداخلي للشخصية المسرحية من أجل الوصول إلى صيغة مختلفة في فهم الكتابة للخشبة معولةً على مفردات الواقع لاسيما في اقتراح الفضاء وإدارة عناصره المسرحية.
Working...
X