إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نشرة الأخبار التلفزيونية: من إيصال الخبر إلى إنتاج تمثل الآخر - رسالة دكتوراه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نشرة الأخبار التلفزيونية: من إيصال الخبر إلى إنتاج تمثل الآخر - رسالة دكتوراه

    دكتوراه: التغطية الأخبارية الفرنسية.. العراق نموذجا

    نشرة الأخبار التلفزيونية: من إيصال الخبر إلى إنتاج تمثل الآخر
    تقوم هذه الأطروحة بدراسة تغطية التلفزيون الفرنسي للمجتمع العراقي خلال الحرب على العراق سنة 2003، وتتناول نتائج ذلك على تمثل صورة الثقافة العربية الإسلامية، والسؤال الرئيس الذي تطرحه يتلخص كالتالي: كيف للتلفزيون وخصوصا "تي أف 1" (TF1)، و"فرانس 2" (Fr2) أن يشكلا "تلفزيونيا" صورة لثقافة أخرى في سياق الحرب؟

    الباحث: جاد عويدات
    الجامعة:ميشيل دي مونتينْ بوردو3(فرنسا)
    إشراف: البروفسور تييري لانسيين (معهد علوم الإعلام والاتصال)
    السنة: 2008

    وتبين الدراسة أن الروابط بين الغرب والشرق في سياق العمل الصحافي، لا تزال تؤثر على الخطاب الإعلامي، لذلك فإن تشكيل فضاء لمرجعية عراقية داخل العمل التلفزيوني إنما يتم وفق معالجة جامدة لمعلومة منغرسة في سياق الصور النمطية المتأصلة في سياق المخيال الجمعي.

    تدخل القصص الإخبارية وإنتاج الصور ضمن مجال المعلومات الخاضعة لعمليات السيناريو والمندرجة ضمن رؤيتين: عقد وسائل الاتصال، أي عقد المعلومة وعقد الالتقاط. وفي هذا الصدد، يبدو كما لو كان الخبر التلفزيوني يشرح مشكلة مجتمعية من خلال إجراءات "سيناريوهية" حددناها في الدراسة بوصفها استعانة بالتاريخ، وبالطابع الشخصي للمعلومة، وبتفسيرها والتنبؤ الصحافي.

    وهذه الإجراءات "السيناريوهية" تجعل على سبيل المثال الشخصيات الدينية في الواجهة بوصفهم أبطال المجتمع العراقي، كما أن هذه الإجراءات تنتج خطاب خوف مؤسس على هيمنة الأغلبية (الشيعية) على الأقلية المسيحية.

    وتمنح هذه الفرضية تفكيرا منصبا على الحدث الإعلامي وإجراءاته في التمثل، وفي هذا الصدد يقود التمثل التلفزيوني إلى معالجة المجتمع العراقي في إطار رمزي، ومن خلال الرموز يأتي التمثل ليتجاوز الخبر والحياة المعيشة.

    ووجدت الدراسة أنه من خلال جعل الحدث مادة إعلامية فإن المجتمع العراقي يصبح موضوعا للتحول من فضاء ملموس هو الميدان الذي يجري فيه الحدث، إلى مستوى مجرد ورمزي. وبالتالي فإن التقاطع بين الخطاب الإخباري وعلامات العالم الرمزي يسبب أزمة في تمثل الآخر.

    وفي هذه الفترة من النزاعات المسلحة، صارت الأخبار التلفزيونية منتجا للتمثل الاجتماعي أكثر من كونها تقديما للوقائع. وهنا يطرح التساؤل حول الكيفية التي يمكن بها للتلفزيون أن يساهم في حوار الثقافات والاعتراف بالآخر.

    العلاقة بين الغرب والشرق لا تزال تؤثر في الخطاب الإعلامي، وأثر ذلك في تشكل الفضاء المرجعي العراقي انطلاقا من معالجة أخبارية متجمدة للمعلومة، وهي معالجة منغرسة في القوالب النمطية المتأصلة في المخيال الجمعي الفرنسي

    تأثير المخيال الجمعي على الإعلام
    تدرس هذه الأطروحة التغطية الإعلامية للمجتمع العراقي خلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق عام 2003 والتي أنجزها التلفزيون الفرنسي، ونتائج تلك التغطية المترتبة على تمثل الثقافة العربية الإسلامية.

    ويمكن تلخيص السؤال الرئيس المطروح على النحو التالي: كيف يشكل التلفزيون الفرنسي، خصوصاTF1وFrance2 صورة ثقافة الآخر، أي الثقافة العربية الإسلامية خلال الحرب على العراق عام 2003؟ كيف تتحدث تلك القنوات عن الآخر؟ كيف يتصرف الصحفيون وهم يحضرون الفضاء الذي يعالج المجتمع العراقي، علما أن الرسائل التلفزيونية معدة لجمهور فرنسي؟ ما هي الحالة التي يتم بها إيصال الخبر أثناء التغطية الإعلامية؟ ما هي آثار التمثل التلفزيوني المترتبة على ما تعكسه الثقافة العربية الإسلامية؟

    وتدور الإشكالية الأولي حول صورة الآخر، وكيف يتم تصور الآخر في الخطاب الإعلامي؟ وكيف يتم استحضاره في زمن الحرب؟ إن تمثل العالم العربي والإسلامي من خلال الوضع في العراق، وخلال فترة حرب لها زخم إعلامي قوي هو فرصة لتحليل التغطية الإعلامية التي حظي بها الآخر.

    ينطلق محور الدراسة من المادة التي تقدمها نشرات أخبار الساعة الثامنة مساء التي تبثها القناتين: (TF1) و(France2) وتغطي الفترة المدروسة ثلاثة أسابيع تبدأ من 20 مارس/ آذار، تاريخ اندلاع الحرب حتى سقوط النظام العراقي في 15 أبريل/ نيسان. ولإجراء هذا التحليل استخدمنا الطريقة السيميائية الاستدلالية في تحليل الخطاب، لاستكشاف التقاطع الحاصل بين العديد من التخصصات كالسيميائية وتحليل الخطاب الإعلامي.

    ومن هنا أوجدنا هدف الدراسة الذي لم يكن تحليل الخطاب بشكل منفرد أو التواصل بين الثقافات فقط، ولكن من خلال التقائهما، وهذا الأمر يتجلى من خلال مفهوم الحدث الإعلامي وتمثلاته. ولذلك كان اهتمامنا منصبا على التواصل بين الثقافات باعتباره مجالا يلزم استكشاف علاقته بأحداث الساعة.

    تم التركيز إذن على هذه الرؤية الاجتماعية التاريخية التي تتضمن الخبر وتعطيه معايير مندرجة فيما يسمى النموذج الغربي، كما تم تقديم توضيح اجتماعي تاريخي لتشكيل المخيال الجمعي داخل الفكر الغربي.

    ومعلوم أنه على مر التاريخ ظلت الفروقات العرقية والجغرافية والدينية تعمق الهوة بين الغرب والشرق، وما فتئت تلك الفروقات تتخذ يوما بعد يوم بعدا صداميا تعمق بشكل خاص في الخطاب المعاصر وخصوصا الخطاب الإعلامي.

    وتوضح هذه الفرضية أن العلاقة بين الغرب والشرق لا تزال تؤثر في الخطاب الإعلامي، وأثر ذلك في تشكل الفضاء المرجعي العراقي انطلاقا من معالجة متجمدة للمعلومة، وهي معالجة منغرسة في القوالب النمطية المتأصلة في المخيال الجمعي الفرنسي.

    وتوصلت الدراسة عبر التحليل الذي تم إجراؤه عن التغطية الإعلامية للحرب بتعيين مختلف الصور النمطية التي تعطيها وسائل الإعلام عن المجتمع العراقي. كما وقفت على وسائل معالجة الخبر عند قنوات التلفزيون الإخبارية الفرنسية والتي تذكرنا بظاهرة "ما تمت رؤيته مسبقا".

    إتفقت كلتا القناتين(TF1) و(France2) على تغييب الهوية العراقية، وتغليب صورة العراق المجزأ والمصنف حسب الطوائف والأعراق، كما أن ظهور المخيال الجمعي في الأخبار التلفزيونية، أعطى لنشرات القناتين طابعا تكراريا بالتركيز على الجهاد والمرأة المحجبة وأماكن العبادة

    واستخرجت الدراسة ثلاث فرضيات تتعلق بالتغطية الإعلامية للمجتمع العراقي خلال حرب 2003، تم من خلالها البرهنة على أن الإنتاج الجامد للتغطية الإعلامية يبدو كما لو كان نقصا في الأخبار.

    والبحث عن الاستعراضية في الأخبار يكشف عن مستوى من التبسيط، حيث يتحول الخطاب الإخباري إلى أداة تأويلية تختزل طريقة معرفة الآخر، لأن التلفزيون إنما يصنع الصور والتمثلات التي ستمر عن طريق قواعد رؤية تاريخية وصور نمطية ولغات خاصة. بعد ذلك تم فحص نتائج معالجة الأخبار الإعلامية على صورة الآخر.

    واتفقت كلتا القناتين (TF1) و(France2) على تغييب الهوية العراقية، وتغليب صورة العراق المجزأ والمصنف حسب الطوائف والأعراق والملل (أكراد، شيعة، سنة...). وقد استعانت التلفزيونات الفرنسية بصور وأخبار من وسائل إعلام عربية وخاصة قناة الجزيرة، سواء أكانت من نوع الأخبار الحصرية أو السبق الصحفي.

    إن ظهور المخيال الجمعي في الأخبار التلفزيونية، أعطى لنشرات قناتي TF1)) و(France2) طابعا تكراريا كما لو كانت نفس الصيغة (التركيز على الجهاد والمرأة المحجبة، وأماكن العبادة).

    فالتلفزيون الفرنسي يعطي صورة عن المجتمع العراقي كما لو كان ذلك الشرق الأوحد والقديم. بالإضافة إلى أن الخطاب الإعلامي يمزج ما بين الإسلام السياسي والدين الإسلامي، بين الإسلام كتعاليم وعقيدة وبين إسلام سياسي تهتم به وسائل الإعلام وتصفه بالفشل في مواجهة الحداثة وبالدعوة إلى العنف. فهذه الصورة عن الإسلام هي التي تغذي وسائل الأعلام وتشحذ العقول.

    وبعد فحص معالجة التلفزيون الفرنسي لأخبار شعوب أجنبية فإننا نرى أن التلفزيون يبدو غير قادر على سد الفجوة المتأتية من نظرة مجتمع ما لمجتمع آخر. فوسائل الإعلام السمعية البصرية لا يمكن أن تسهم في هذه الحالة، في نقل وتطوير فهم أفضل للثقافة العربية الإسلامية إلى الجمهور الفرنسي.

    المصدر:مركز الجزيرة للدراسات
يعمل...
X