Tweet
الشاعر بدر عبود ((يكرمه الجبل والوادي ))
أحمد محمد شاهين
في أمسية جبلية اشرأب الجبل فيها فعانق السموات وضمن فعاليات مهرجان القلعة والوادي للثقافة والفنون للعام 2010م وبين أحضان القرية الغافية على كتف جبل القصير/رباح/كرم الجبل والشعر والجمال الشاعر بدر ديب عبود في اجواء يلفها الحب والوئام ففي عام 1936م وفي قرية رباح رأت عينا شاعرنا النور وفي كنف تلك السمفونية العذبة كتب الشعر باكراً ليسير خطه الشعري في مسارين اثنين الأول:
حمل خفقات القلب المشبعة بالحب والهيام بينما ارتسمت في ملامح الثاني الهم الوطني والقومي.
إن الكتابة عن (بدر عبود) ليست بالامر السهل وتحتاج إلى قراءة متأنية واعية .... فالشاعر غزير الانتاج الى حد الادمان فكأنه ينظم حياته كلها شعراً أينما اتجه التقط حادثة أو صورة أو فكرة أو اي شيء فكتب فيه شعراً0 في مجالس أنسه كتب،في أماكن لهوه كتب 000في الفقر في الوطن 000في التعليم وأحواله وأهواله كتب، عن حامل الهم وحامل الوجع والراية القائد الخالد: حافظ الأسد0 كتب وعن متمم الرسالة والمسيرة القائد المفدى : بشار الاسد كتب.
كتب قصائد على عتباتها يقف الشعر مؤدياً التحية والسلام كان مؤمناً بالشعر 0000رثىالاحبة والاصدقاء والرموز. كان ومازال يتدفق بالشعر في زمن القصيدة العجفاء احتضن الطبيعة وعايش كائناتها0 أما المرأة فتسكن الشاعر هاجساً دائماً وجميع قصائده تحمل صوراً عن الألفة والمحبة وكلماته منتقاة ومستقاة بعناية فائقة والشعر عند( بدر عبود) موهبة وشعور وتعبير عن الشعور وموسيقا وروح وعمق وشيء آخر هو لايعرفه .... شعره مرآة لنفسه وزمنه لقد كشف بأشعاره علائق خفية ومما لاشك فيه ان قصيدة الشاعر هي الشاعر نفسه من هنا نرى ان الحياة والأدب توءمان لاينفصلان والأدب يتوكأ على الحياة والحياة على الادب.
يوم تكريمه القى قصيدة امتزج فيها الاعتزاز بالنفس والهم الاجتماعي والوطني بأبهى الصور وأعذب الكلام .....
أختار من هذه القصيدة:
يمضي الزمان وأنت لاتتكلم
مداً بلا جزرِ فبحرك مفعم
لايقبل الاحباب منك قطيعة
وسكوت مثلك لاسكت محرم
لاتجمل الدنيا بلا شعر فإن
سكت البلابل فالحياة جهنم
خوضت في السبعين لكن الذي
في الصدر طفل في الهوى لايفطم
عشق الجمال ولايزال وربما
عشق الرجال ـ وللرجولة مغرم
ويردف ليقول في القصيدة نفسها :
وطني هواك على القلوب مسيطر
ملك بكل الساكنيك محكم
أرواحنا لك والجسوم فإن دعا
داعيك لا نألو ولانتبرم
فخراً بسورية وإنّ رئيسها
فخر العروبة والشعار الأكرم
بشار بشارنا وسبط موكل
فينا دعانا فاستفاق النّوم
ويختتم الفارس قصيدته فيقول:
أنا ياربيع العمر بين أحبة
جاؤوا لتكريمي وكيف أكرّم
هو واجبي أديته لاطالباً
مالا ولاجاهاً وذلك أقوم
لايحزننك فارس متقاعد
إني على حمل السلاح مصممّ
ياشاعر القلب والروح والعقل لم نكرمك بل أنت الذي كرمتنا بهذا الحب الكبير الدفاق والمال والجاه هو هذا الارث الأدبي الكبير الرائع الذي تركت.
طبعاً لن نحزن بل إنه الفرح الغامر فتقاعدك بداية الرحلة والطريق.
وفي غزليته الرائعة«أبنت الشمس» كان ساحراً أدخلنا الى الكهف المسحور :
أبنت الشمس كم غامرت حتى
لمست سناك فابتعد القريب
نعم ونعم أنا العربي قلباً
وسيماء وذا الحسب الحسيب
جعلتك في العروبة صنو نفسي
تعالي -ليس في حب غريب
أبا التمام شعرك من القلب الى القلب من الوطن ومع الوطن.
أما حفلة التكريم فقد بدأ مع عريف الحفل الاستاذ ممدوح غالي ـ العاشق المتعمق في أدب بدر عبود ثم سلط الاستاذ غسان منصور ـ رئيس المركز الثقافي العربي في بلدة القبو الضوء على شعر وفكر وحياة الشاعر بدر عبود بصوته الاجش المليء بالحب والوفاء وكيف لا وهو العارف بخبايا شعره وكان لي وقفة ألقيت فيها السلام على حروف ونقاط وكلمات وقلب الشاعر
أما المحامي يوسف غاله فقد حلّق بنا في ذرى النشوة الروحانية في محطاته الرائعة التي توقف فيها مع الشاعر برهافة واحساس وعمق منقطع النظير.
وكانت الخاتمة مع الباحث الدكتور : جودت ابراهيم الذي توقف مع الشاعر بمنهجية أكاديمية متعمقة مسلطاً الانوار الكاشفة على أشعاره وحياته ...
حقاً إنه عرس الشعر عرس الشاعر الكبير بدر عبود .. بوركت وطوبى لك .