تويت
تربية الخيل تقليد ورثه عن أبيه وأجداده
مربّ الخيول "زيدان الحلبي" لـ موقع "المفتاح":
الخيل الأصيل يميز بين الخيال الجيد والمبتدأ...
تربية الخيل الأصيل تجلب لحاضر مربيها البركة والرزق
دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
"زيدان الحلبي" مربّ الخيل الأصيل في بلدة "عرمان ـ السويداء" الذي يعد من القلة المجيدين لهذا العمل التراثي ...
○ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ○
يقول لموقع "المفتاح": «تربية الخيل تقليد ورثته عن أبي وأجدادي... وأعتقد أني من الندرة في "جبل العرب" الذين يختصون بتربية الخيل الأصيل، المهنة التي أحببتها منذ صغري، فأجدت تربية الخيل وامتطائه، وأجدت تدريبه على الاستجابة لي، فإن امتطيته جعلته يتحرك بشكل جميل، وبحركات ملفتة تسمى "رقصة الخيل"».
ويضيف: «ربيت مُهراً عمره 10 أشهر، أسميته "شهاب"، يده اليمنى بيضاء حتى ركبته، أما باقي جسده فلونه "أشقر" أي مزيج من اللونين الأحمر والذهبي، وتنزل من بين عينيه حتى فمه سيالة بيضاء أو خط أبيض إذا صحّ التعبير، فإن شرب تلامس نهايتها الماء. وهذا السمة في مصباحه أو وجهه دلالة إلى الجمال، حتى أن العرب قالوا في وصف مختصر لهذا الخيل:"خيل مُحنجلة من الثلاثة، مطلوقة اليمين وسيالة تشرب معها"، يعني أن أرجلها الثلاثة ذات لون واحد، والرابعة ذات لون مختلف».
وفيما يتعلق بالصفات التي أطلقت على الخيل الأصيل، يقول ضيفنا: «سميت الخيول العربية الأصيلة باسم "بنات الريح" نظراً لسرعتها، وانسياب حركتها أثناء العدو، ومن الأمثال التي قيلت عنها: أن ظهرها عز وبطنها كنز، فهي مركوب للسفر، تحتمل العطش، وفيّة لصاحبها، وأكثر من ذلك أنها تجلب لحاضره الرزق والبركة».
ويضيف: «ربيت 5 جياد تمّ اقتنائهم جميعاً بعد أن وصلوا إلى مراحل مميزة من الاستجابة والإطاعة للأوامر، وما أن يصل مال ابتياعهم إلى يدي حتى اشتري مهراً جديداً وأربيه، عموماً الخيل الأصيل يمنحني شعوراً بالاعتزاز والوقار، إنه رمز من رموز التاريخ».
وحول سماتها، يقول: «للخيل الأصيل سلالات متعددة... لعلّ أميزها "الكحيلة" وهي مضمرة الخواصر، إن ركضت لامس رأسها صدر خيالها، وتتسم "المعنقية" بخفة الحركة والاستجابة المذهلة لخيالها، وتتسم "السقلوية" بلونها الأزرق الذي يغلب عليها دائماً، وآخر من عمل على تربيتها آل "نصار" في بلدة "سالي" التي يفصلها مسافة 25 كم إلى الشمال الشرقي من بلدة "عرمان"».
ويضيف: «هناك نوع من الخيول العربية اسمه "أم عرقوب" وهو من سلالة خضرة "ذياب بن غانم بن هلال" التي قفزت خلف أمها عن سور "الزناتي" المرتفع حتى 3 أمتار وهي على ثلاثة أرجل بعد أن قطع "ذياب" إحداها، فبقيت هذه الخيل للإنجاب فقط. أما أسطورة هذه الرواية فهي من روائع التاريخ».
○ موقفاً مأثوراً حدث معه أثناء اغترابه في ليبيا:
○ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ○
يقول مرب الخيول "زيدان الحلبي" حول موقف حدث معه في أثناء اغترابه في ليبيا: «عملت في ليبيا فترة من الزمن عند عائلة تهتم بتربية الخيل الأصيل، وأثناء وجودي معهم لفت انتباهي خيل جميل الصورة لكنه متمرد وعنيد، ويأبى طريقتهم في تروضه، طلبت إلى صاحب العمل أن يسرجه لي ففعل، بعد أن سألني عما إذا كنت مربّ خيل أو لا؟
قلت له: تأتيك الإجابة بعد محاولتي، وفعلاً امتطيته وجعلته بأسلوبي يفعل حركات مذهلة أدهشت الجميع، وأكثر من ذلك استجابته لي وكأنني معه منذ سنين... تكيفت معه كيفما أريد، سيطرت على تمرده وعناده... دهش صاحب العمل ثم قال لي: «أنت أول سوري تراه عيني في ليبيا يجود تربية الخيل وامتطائه على هذا النحو من البراعة. إذاً الخيل الأصيل يعرف الخيال الجيد من المبتدأ».
○ فيما يلي مربّ الخيل في سطور:
○ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ○
السيد "زيدان الحلبي" من مواليد بلدة "عرمان" عام 1956، من أسرة متوسطة الحال تعمل في مجال الزراعة، أحب منذ صغره تربية الخيل الأصيل، وحافظ على استمراريته وفاءاً منه لوالده وأجداده... من جانب آخر يعد من الشعراء المميزين في البلدة، وله في معظم المناسبات الشعبية منبر وقول، لديه ابنان "باسم" شاعر مغترب و"حسام" يهوى تربية الخيل.
○ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ○
○ مع المهر "شهاب" الذي يعمل على تربيته
○ مشهد جميل للخيل تجري من أمام باحة منزل ضيفنا
○ ابنه "حسام" الذي هوى الخيل
○ مشهد لصيفنا وهو يمتطي صهوة إحدى الجياد التي ربّاها
○ مع المهر "شهاب" الذي يعمل على تربيته
○ مشهد جميل للخيل تجري من أمام باحة منزل ضيفنا
○ ابنه "حسام" الذي هوى الخيل
○ مشهد لصيفنا وهو يمتطي صهوة إحدى الجياد التي ربّاها
«مربّ الخيول "زيدان الحلبي" ضيف موقعنا» دمشق ـ السويداء ـ علاء الجمّال