تويت
النحات "إسماعيل أبو ترابة" لـ موقع "المفتاح":
الفن عنوان للحضارة ومقياس لوعيها الجمالي والحضاري...
وتحديداً النحت... توثيقاً لتناميها الإنساني والتاريخي
دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
«بات ينظر إلى النحت في عصرنا الراهن كثقافة جمالية لها أولوية التعريف والحديث عن قيم الجمال، ولغة الدلالات البصرية في المتروك التاريخي، ولها مكانتها في التعبير عن مفردات الحداثة الفنية، ونظراً لأهمية هذه اللغة فلسفياً وبصرياً ظهر لدينا نخبة من النحاتين استطاعت أن تفرض وجودها محلياً وعربياً وعالمياً، وقد حققت إنجازاتها مكانة رفيعة أدت إلى انفتاحها خارجاً، وكانت محوراً للسؤال والتبادل المعرفي الذي انعكس بدوره إيجاباً على واقع الفنان السوري».
○ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ○
هو النحات"إسماعيل أبو ترابة" المولود في منطقة "صلخد ـ السويداء" عام 1949، عرف بتواضعه وخلقه الرائع كمربّ وفنان، درّس الفن في المملكة العربية السعودية، وتميز أسلوبه النحتي المغرق بشفافية التكوين، بشاعرية إيحائه البصري على العين المتأملة، يستوحي المرأة’ والتكوين الرمزي تارة أخرى... تستمليك في عمله الخطوط اللينة وشاعرية اللون البني المندرجة بينها...كذلك علمه في بناء اللوحة التصويرية بتقنية النحت البارز ـ "الريلييف".
تكريماً وتقديراً لهذا المبدع... موقع "المفتاح" زاره في منزله في منطقة "صلخد" وكان معه الحوار التالي:
○ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ○
○ هناك صلة بين اللوحة الزيتية لديك والنحت البارز، هلا أوضحت ذلك؟
○○ تقريب وجهة الصلة بين اللوحة الزيتية والنحت البارز هي أخذ صفة مفهوم اللوحة بأسلوب نحتي يعطي ذات التأثير على الذاكرة التحليلية، ويكون متمتعاً بخصوصية اللوحة الزيتية من حيث الشكل واللون المبتكر، وتحوير موضوع العمل ومنحه أبعاده ودلالته التي أعود في تشكيلها إلى الرمزية الحديثة ذات المعنى المستمد من الواقعية المعاشة، فعملت على خامة الصلصال والخزف والجبس والبولستر.
○ ماذا عن الحوارية التي تنشأ حسياً بينك وبين عملك النحتي؟
○○ العمل النحتي يبدأ بفكرة بسيطة، وبقية الأفكار تأتي بعد الخطوة الأولى فيخلق الفنان بخياله مؤثرات داخلية تتفجر بالعمل أمامه، وتحيطه بانسجام شعوري يولد حوارية الشكل والمضمون، التي تكون بامتزاجها مع الرؤية واللون نتاجاً بصرياً متكاملاً يشمل مكنونه ولمساته.
○ ما أهمية الوصف البصري في تحليل أبجدية العمل الفني؟
○○ الوصف البصري رؤية شخصية تعبر عن ثقافة قائلها ومعرفته بالفن التشكيلي، وهو يزيد في رقي الفنان وإعلاء تجربته ومكانته... أما النقد الحقيقي فهو يحتاج إلى أشخاص أكفاء يتمتعون بخبرة فنية عالية ومقدرة على تحليل دلالة الشكل البصري، وبالتالي منحه الرأي النقدي الصحيح البناء في معطياته الأولى في الخط واللون والتكوين... هذا إلى جانب اطلاع الناقد نفسه على فنون الشعوب القديمة والمعاصرة، ودعم نقده ببراهين ومعطيات فنية مدروسة حتى يعطي رأياً نقدياً له بعداً تحليلياً سليماً.
○ قلت سابقاً: «أن حضارة الشعوب تقاس بحضارة فنها»هلا أوضحت ذلك؟
○○ كلما تقدمت حضارة شعب ما... تقدم معها الفن الذي ولد بها، والفن عنوان للحضارة ومقياس لوعيها الجمالي والحضاري، وتحديداً النحت... توثيقاً لتناميها الإنساني والتاريخي، وليس هناك أمة لها إعلام فني متميز إذا لم ترقى بالوعي الجمالي والحضاري... هذا ما تتميز به "دمشق" وإذا عدنا إلى تاريخها فإننا نجد السائح الأوروبي يبتعد آلاف الكيلو مترات عنها، رغم هذا يزروها ويدهش لما فيها من معالم سياحية وأثرية فنراه متلهفاً لشراء عمل فني أو قطعة أثرية أو حتى التعرف إليها، والمؤسف أنه يسأل المئات من أبنائها عن مكان "المتحف الوطني" فلا يعرفون والسبب؟
○ هل يفسر ذلك تأخر النحت في مجتمعنا الشرقي؟
○○ مجتمعنا الشرقي... مجتمع ديني محاط بعادات وعقائد ثابتة...وللأسف أن بعض مبادئه كانت عائقاً أمام انتشار النحت، وبعد التطور الذي لحق به في القرن العشرين والحادي والعشرين أصبح شكله المعاصر يتبلور ويأخذ أبعاده في التعبير، وأصبحت الرؤية البصرية للنحت الحديث أو المعاصر بعيدة عن مفهوم الإنسان العادي، وتحتاج إلى ثقافة عالية حتى تدرك قيمتها وأبعادها أسوة بالمدارس الفنية الحديثة، التجريدية والسريالية والرمزية وغيرها...
○ تتسم بعض الأعمال بسمة الخلود،هل لك أن تفسر مقومات هذا الوصف؟
○○ الخلود في العمل الفني له عدة اتجاهات ومفاهيم...والعمل الفني يحتاج وجوده إلى مقومات معينة تتولد فطرياً في الحالة التعبيرية الوجدانية التي يشكلها الفنان على عمله الفني سواء كان نحتاً أم لوحة تصويرية، فلكل زمان أنصاره ومخلديه...
عند الفراعنة مثلاً والإغريق نرى أعمالاً خالدة مصنوعة من الأسلاك الهشة، بينما في مكان آخر نشهد أعمالاً مصنوعة من خامات ثمينة لكنها لم تتسم بصفة الخلود.
○ المرأة في أعمالك تظهر كعنصر أساسي،هل أوضحت الحس الوجدي الذي تشعره حيالها؟
○○ المرأة هي الفكر النقي الذي أعبر من خلاله عمّا أريد، إنها الجمال المتحرك في اللوحة بل هي الأرض والحب والسلام والقوى والسكينة..
○ تأمل مستقبلاً أن يكون لك توجهاً آخر في النحت؟
○○إن أتيحت لي الفرصة فسيكون ليتوجهاً إلى العمل النصبي النحتي،والخامة حجر "البازلت" وهذا التوجه من الأمور التي أتوق إليها وأحبها في مذهب النحت.
○فيما يلي النحات في سطور:
○ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ○
النحات "إسماعيل أبو ترابة" تخرج في كلية الفنون الجميلة ـ جامعة "دمشق" ـ قسم النحت عام 1973، عضو نقابة الفنون الجميلة في "دمشق"، عمل مدرساً لمادة التربية الفنية في المملكة العربية السعودية عام 1979، شارك بالعديد من المعارض الفنية... نال وسام الدرع الذهبي لمنطقة "أبها" في السعودية لتفوقه في مادة التربية الفنية، مشارك دائم في معرض الخريف السنوي، ومشارك في معرض الربيع السنوي الأول في "صلخد"، أقام في دمشق عدّة معارض شخصية ومشارك دائم في معارض وزارة الثقافة ومهرجان الباسل، وله مقتنيات في سورية وخارجها.
○ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ○
○○ مختارات من أعماله النحتية.
○ الأعمال الأربعة الأولى من تقنية الريليف ـ النحت البارز
«النحات "إسماعيل أبو ترابة": النحت توثيق للتنامي الإنساني والتاريخي» دمشق ـ السويداء ـ علاء الجمّال
الأستاذ "إسماعيل": 0955990508
الهاتف الأرضي في مدينة "صلخد": 016750471
Alaa gamall
[email protected]
0940920780