إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لأدنيس : الصوفية والسوريالية -الثابت والمتحول - كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل - المسرح والمرايا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لأدنيس : الصوفية والسوريالية -الثابت والمتحول - كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل - المسرح والمرايا



    لأدنيس : الصوفية والسوريالية -الثابت والمتحول - كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل ج المسرح والمرايا


    ملخص ودراسة لبعض أهم أعماله

    الصوفية والسوريالية

    دراسة، 1992.

    من الجيد البدء بعمل أدونيس «الصوفية والسوريالية» طالما تم الحديث عن شعره والصوفية. هو بحث حول الوجه الآخر لتصوفه من حيث هو طريقة في مقاربة العالم، كما يقول «صوفية المنهج لا صوفية الإيمان الديني»، وفي هذا الكتاب يُبرز أيضاً مكان المرأة، الأنوثة ودورها في الوصول لا إلى المعرفة والحقيقة وحدهما، وإنما أيضاً إلى «الألوهة» خصوصاً أن «كل مكان لا يؤنث لا يُعوَّل عليه» كما يقول ابن عربي، ويقول آخر: «فقط، عندما نسلّم بالأنوثة الجوهرية للخليقة، نصبح نحن أنفسنا رجالاً ونساءً أصيلين نتخطى محدودياتنا كذكور وإناث».

    أسس الطريقة الصوفية في مقاربته للعالم حسب الكتاب:
    أولاً: «الظاهر» -ظاهر العالم والأشياء- ليس مكاناً للحقيقة أو للمعرفة الحقيقية ولا مصدراً، هذا المكان وهذا المصدر نجدهما في «الباطن» -باطن العالم والأشياء-. والباطن هنا يقابل -في السوريالية- ما يسمى بماوراء الواقع.

    ثانياً: «الظاهر» متغير عابر منته، أما «الباطن» فحركة لا نهائية، وتبعاً لذلك ليست «الحقيقة» نقطة ثابتة نصل إليها ونقبض عليها وإنما هي انبثاق لا نهائي في تجليات لا نهائية، وهي إذن ليست جاهزة وإنما هي اكتشاف دائم، وتأسيساً على ذلك فإن المعرفة لا نهائية.

    ثالثاً: اكتشاف الحقيقة يحتم على الإنسان أن يتجرد من «الظاهر» وأن يتعالى على جسده، أو أن «يقتله» لكي يتحول إلى شفافية خالصة تمكنه من الوصول إلى شفافية «الباطن» حيث تكمن الحقيقة. ويصل الصوفي إلى هذه الحالة من التطابق بين الشفافيتين: شفافية الذات وشفافية المادة، بأنواع من التدرب والرياضة «تميت» الجسد و«الظاهر».

    رابعاً: في نقطة التطابق هذه بين الشفافيتين -ويسميها أندريه بريتون: النقطة العليا- تزول الفروقات والتناقضات بين الأدنى والأعلى، بين الظاهر والباطن، وتتم «الوحدة» بين الإنسان والله عند الصوفي، أما عند السوريالي فتتم المعرفة الحقيقية أو يتم «الكشف».

    خامساً: هذه النقطة هي مكان الانخطاف، مكان لا سيطرة فيه للعقل أو للجسد أو للظاهر، وهي التي تتيح للصوفي أن يكتب شطحاته بوصفها إملاءً من فم الغيب الكوني. و«الكتابة الآلية» عند السورياليين هي ما يقابل «الشطح» عند الصوفيين. استطراداً: سقطت جميع الكتابات الآلية السوريالية وليس لها أية قيمة شعرية، أما الشطح الصوفي فلا يزال إشعاعه الشعري متوهجاً كأنه كتب اليوم.

    سادساً: ليس للكون حد وليس للحقيقة ولا للمعرفة حد، والكون في ولادة دائمة وتجدد دائم، والإنسان في هذا كله هو المركز والمحور، إنه الكون مصغراً وفيه ينطوي «العالم الأكبر».


    الثابت والمتحول

    دراسة في أربعة أجزاء – دار الساقي، 1994.

    كان هذا العمل أطروحة الدكتوراه في جامعة القديس يوسف في بيروت، وفي هذا الكتاب حكم أدونيس على الجانب الحضاري أو الثقافي الذي ارتبط بالنظام السياسي العربي، أي نظام الخلافة، وإنما ما أُشِيرَ إلى أن الحضارة العربية ثابتة أو جامدة فإنما يعود إلى هذه الصلة بنظام الخلافة، وقيل عن هذا النظام أنه هو الثابت.

    وأحكام أدونيس كانت تنطبق فقط على هذا النظام الثقافي السياسي الذي ساد، وقد أشار دائماً إلى القوى الحية التي تصارع هذا النظام الثقافي السائد والتي تطرح قيماً بديلة وثقافة بديلة وتصوراً حضارياً مغايراً، وعليه فقد سمى الجانب الأول -أي الجانب الثقافي الذي ساد والمتمثل بثقافة الخلافة- فقد سماه الاتباع، في حين سمى الجانب الآخر الإبداع. ولم يتكلم أدونيس عن الحضارة العربية ككل إلا ضمن هذا المنظور، ضمن الجدل بين الإبداع والاتباع وللأسف ولأسباب كثيرة فأن الجانب الاتباعي هو الذي ساد.

    وهكذا فإن وصف أدونيس لتراث الشعر العربي كأصل ثابت يظل أكثر جدة من أي جديد، حيث يعتبر ما يُضاف إليه بأنه لا يقوم بعملية الإكمال وإنما يذوب فيه «ذوبان الموج في البحر». من هنا يتضح أن مفهومه للثبات يعني الجمود ويتجاهل الروح الجدلية للثبات، ويتعامل معه بوصفه زمناً وليس باعتباره شكلاً حاضراً لواقع متغير سابق إلى شكل جديد في إطار الاستمرارية بالتغيرية. فحين كان يقول أن الشعر العربي ذو أصل ثابت وأنه لا يمكن التجديد فيه، فكان يعني بذلك وجهة نظر السلطة وثقافتها ونقادها فقط، إذ كانت تقابل هذه النظرةَ نظرةٌ أخرى تجدد وتغير وتبدع. والدليل على ذلك أن الشعر العربي تجدد وخرج على الأصول كما خرج على النمطية الجاهلية.

    كما يلاحظ القارئ بوضوح فإن أدونيس قد استخدم في هذا الكتاب منهجَ تحليل الظواهر الفكرية من زاوية ارتباطها بالعوامل الاقتصادية والمؤثرات الطبقية والاجتماعية، وهكذا في «الثابت والمتحول» كما في الكتابات الأخرى يخلق أدونيس انطباعاً بأن مفهومه للثبات ارتبط بشكل أو بآخر بآرائه بصدد أثر الدين الإسلامي في النشاط الفكري عند العرب مما جعله يربط بين الدين وما أسماه بمنحى الثبات في التاريخ العربي الإسلامي. ونستنتج بأن العقل لا الدين هو الذي يوحد الإنسان والإنسان، الأمر الذي يستدعي تحرير الدولة من الدين وإحلال العقل في قيادة المجتمع.


    كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل

    شعر، 1965.

    يقول أدونيس: «أن نملأ الفراغ يعني أن نعيش سلسلة من التحولات، أن يصير الماء ناراً والنار عشباً، فاسم الكتاب يعكس الجو السائد فيه، الذي هو جو صوفي سحري».

    ويعكس تلك الصورة التاريخية وتلاقي المتناقضات: الموت والحياة، المحدودية واللانهائية، الليل والنهار، القبر والقيامة، الصليب والبعث.


    المسرح والمرايا

    شعر، 1968.

    ويضم هذا الكتاب عشر قصائد، كل منها تضم عدداً من المقاطع الشعرية التي يغلب عليها الجو الشعري المسرحي. والقصائد هي: جنازة امرأة، لون الماء، الزمان المكسور، مرايا وأحلام حول الزمان المكسور، الرأس والنهر، السماء الثامنة، الممثل المستور، مرايا الممثل المستور، مرآة الطريق وتاريخ الغصون، وجه البحر.

    في هذا الكتاب يقوم الشاعر برحلة شعرية شيقة، سفر من نوع غريب عبر القصائد وأناشيدها يتخطى الزمان والمكان ويحطم الحواجز والحدود ويستقر في أودية من الحلم والرغبة في جزر ملأى بكنوز الريح والضباب والغيبوبة والفرح. الشعر في هذا الكتاب مغامرة مع المستقبل، رؤيا على المستقبل المغلق يحاول تفتيقه بكلماته المليئة بالضوء والأشياء الحادة التي تنفتح كالحقيقة على عوالم مسكونة بالغيب والأمل.

    إنه في «المسرح» يغيّر في المضمون والشكل. يتصاعد المضمون ليصلَ لحظات ذهول وعمق وتتكاثف الرؤيا لديه ويتآلف معها ويضعها على المسرح ويحاورها ولا يتركها بعيدة رمزية إلى حد الإغلاق. كما يغيّر في الشكل حيث لا تعود الشكلية الشعرية جموداً على خط معين، بل تصبح منسجمة في تطورها وإبداعها مع القصيدة ككل مع الشعر ككل.

    هنا شعره مسكون بهموم المستقبل، إنه شعر ثورة. إنه الشعر الذي لم يثقله الفكر والتأمل والفلسفة على حساب الشعر، لقد ظل شعراً وتجانس مع الفكر، انسجما وكونّا وحدة من التناغم والإيقاع والرؤى وهذا شيء صعب جداً. إذ نجد شاعراً آخر مثلاً يضمّن قصائده فكراً وتأملاً فينقص من قيمة الشعر كإبداع، وهذا ما لا نلاحظه عند الشاعر وهذه ميزة من ميزاته العديدة.

    في هذه المجموعة يعتمد أدونيس على الماضي أي على التاريخ العربي، والاعتماد هنا لا يعني الانكفاء والتقلص وإنما يعني عودة إضاءة لأحداث التاريخ العربي. عودةُ فهم جديد لأحداث هذا التاريخ في ضوء الحاضر الذي نعيشه والمستقبل الذي نتطلع إليه، هكذا تفرغ أحداثه من تاريخيتها العادية ومن وقتيتها لتصبح رموزاً. فالشعر هنا متصل بواقعنا الخارجي في الماضي والحاضر لكنه في الوقت نفسه ينفصل عنه تطلعاً إلى واقع آخر أبهى وأكمل، إنه يخلق التاريخ الآخر الإنسان الآخر، فهو شعر يتجه إلى المستقبل فيما ينبثق من الماضي. لكن قيمته الأولى تكمن في اتجاهه نحو المستقبل لا في انبثاقه عن الماضي، غير أن معرفة الماضي هي التي تتيح له أن يتجاوزه إلى المستقبل، فمن لا يعرف الماضي لا يعرف المستقبل ولا يعرف الحاضر كذلك. إن الشعر الذي لا يكون مسكوناً بالمستقبل لا قيمة له، والمستقبل لا يسكن الفراغ ولا يسكن الشعر المقتلع، الغائب الهائم، دون أصول أو تاريخ، فالشعر يرى نفسه يتحقق ويكتمل في التاريخ، هذا يعني أن الإبداع الشعري، لا يكتمل إلا بالإبداع التاريخي فالتغيير إنساني شامل لا فني وحسب.
يعمل...
X