إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تحسين الصورة يحتاج إلى أكثر من إفطار رمضاني –الوطن السورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحسين الصورة يحتاج إلى أكثر من إفطار رمضاني –الوطن السورية



    تحسين الصورة يحتاج إلى أكثر من إفطار رمضاني –الوطن السورية

    أقام الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الجمعة الأولى من رمضان مأدبة إفطار دعا إليها عدداً كبيراً من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي في واشنطن، وحظيت باهتمام إعلامي متميز على ما أراد أصحابها.
    التقليد الذي بدأ أيام الرئيس الأسبق بيل كلينتون هو من اختراع خبراء العلاقات العامة في البيت الأبيض، لكن الاهتمام تزايد به بعد أحداث أيلول 2001 وذلك في محاولة للتودد إلى مسلمي أميركا والعالم. وإمعاناً في تظهير الصورة جرى الإعلان عن برنامج رمضاني مكثف تستضيف خلاله وزارات الخارجية والدفاع والخزانة وغيرها إفطارات مماثلة.
    مثل هذه الإفطارات لن تقدم شيئاً أو تؤخر إذا كان الغرض منها التعويض عن العجز في الوفاء بالوعود التي بذلها الرئيس أوباما للعالم الإسلامي لدى وصوله إلى السلطة. فالساسة الأميركيون ما زالوا يتوهمون أن العلاقات العامة التي ينفقون عليها مئات الملايين من الدولارات كل عام يمكن أن تغير من الصورة السلبية التي ما زالت تحظى بها واشنطن في العالمين العربي والإسلامي. وللدلالة على ذلك فقد بيّن استطلاع أجرته «مؤسسة زغبي انترناشيونال» في الفترة بين 19 حزيران و20 تموز الماضيين وتمّ خلاله استبيان رأي 3976 شخصاً من ست دول عربية هي مصر والأردن ولبنان والمغرب والسعودية والإمارات العربية تدهور مكانة الولايات المتحدة وتراجع صدقية الرئيس أوباما مقارنة باستطلاع مماثل جرى في العام السابق.
    على حين أبدى أكثر من نصف أفراد العينة المستطلعة آراؤهم مباشرة بعد خطابي أوباما في استانبول والقاهرة العام الماضي تفاؤلهم بتغير السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، فإن 15 بالمئة فقط حافظوا على شعور مماثل هذا العام، بين أعرب 63 بالمئة عن عدم رضاهم عن السياسة الأميركية عموماً في ظل إدارة أوباما. الأهم من ذلك هو التغير الكبير الذي طرأ على صورة الرئيس أوباما نفسه حيث ارتفعت نسبة المشككين بقدرته ورغبته في إنفاذ وعوده بتغيير السياسة الأميركية تجاه العالم الإسلامي من 23 بالمئة عام 2009 إلى 62 بالمئة هذا العام. وحازت السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية أكبر نسبة من الانتقاد بواقع 61 بالمئة، بينما جاء العراق ثانياً بنسبة 27 بالمئة.
    رأى 88 بالمئة أن إسرائيل والولايات المتحدة تعتبران الدولتين الأكثر تهديداً لمصالح العالم العربي.
    نأمل أن تشكل نتائج هذا الاستطلاع صدمة حقيقية لإدارة الرئيس أوباما، فتكف عن استخدام أساليب تستخف بعقول العرب والمسلمين وتنحو بدلاً من ذلك باتجاه تغيير فعلي في مقاربتها لقضايا العالمين العربي والإسلامي، وخاصة موضوع الصراع العربي الإسرائيلي.
    فالعلاقات العامة لم تجد ولن تجدي نفعاً في تغيير صورة الولايات المتحدة، الأمر يحتاج بالتأكيد إلى أكثر من مآدب إفطار رمضانية لاستعادة المصداقية الأميركية بين عموم العرب والمسلمين.
    مروان قبلان
يعمل...
X