إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غياب الطاهر وطّار أبي الرواية الجزائرية (لا إكراه في الرأي)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غياب الطاهر وطّار أبي الرواية الجزائرية (لا إكراه في الرأي)

    غياب الطاهر وطّار أبي الرواية الجزائرية
    كاتب مثير للجدل يؤمن بأن (لا إكراه في الرأي)


    دمشق
    أبواب
    غيّب الموت يوم الخميس الفائت الطاهر وطار، رائد الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية، وذلك بعد صراع طويل مع المرض،إلا أن صاحب (عرس بغل) لم يتوقف عن الكتابة وإثارة الجدل، خصوصاً في روايته الأخيرة (قصيد في التذلل) التي شنّ خلالها حرباً شرسة على بعض الكتاب الجزائريين، متهماً إياهم بالنفاق والوشاية. ولد الطاهر في 15 آب عام 1936 في دائرة (صدراتة) بولاية (سوق أهراس) في أقصى شرق الجزائر، التحق بمدرسة جمعية العلماء في 1950، ثم أرسله أبوه الى قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبدالحميد بن باديس في 1952. وانتبه إلى أن هناك ثقافة أخرى موازية للفقه ولعلوم الشريعة، هي الأدب.


    كرس حياته للعمل الثقافي التطوعي وحوّل بيته منتدى يلتقي فيه المثقفون كل شهر. ‏

    ومن أشهر ما كتبه الطاهر وطار من روايات طويلة (اللاز) 1974، (الزلزال) 1974، (الحوات والقصر) 1975، و(عرس بغل) 1978، (العشق والموت فى زمن الحراشى) ونشرها مسلسلة فى مجلة (الوطن العربي) 1979، واختتم وطار مسيرته الإبداعية الطويلة بروايته (قصيد فى التذلل). ‏

    وقد ألف الطاهر وطار عدة كتب ترجمت من العربية إلى نحو 10 لغات منها، الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والبرتغالية والفيتنامية واليونانية والأوزبيكستانية والأذرية. ‏

    يعتبر الطاهر وطار من مؤسسي الأدب العربي الحديث في الجزائر، وهو من المدافعين عن الحرف العربي ومن أشد المعارضين للتيار الفرانكوفوني في بلاده ، حيث كان يدعو إلى فضح أعمال ومدى توغل هذا التيار في أجهزة الدولة. ‏

    كان في كل حالاته مثير للجدل: يتّهمه المعارضون بأنّه أحد أركان السلطة، وتتهمه السلطة بأنه معارض دائم! يتّهمه العلمانيون بأنّه أصولي، وتتهمه الجماعات الإسلامية بأنّه علماني! ويتهمه الكتّاب الشبان بأنه أعاق تطوّر الرواية الجزائرية، وبأنّ ذائقته كلاسيكية، وهو يعتبر أغلب الكتابات الجديدة كتابات بلا طموح!. ‏

    كان معروفاً بدفاعه الشرس عن الثقافة العربيّة في مواجهة (نخبة فرانكوفونيّة تتحكّم في الحياة العامة)، ويصف وطّار نفسه بالعروبي، وهو من أشد المدافعين عن اللغة العربية والمؤمنين بوجود (قطب فرانكوفيلي) (يتحدث الفرنسية ويدين بالولاء لفرنسا)، أدام سيطرة فرنسا على الجزائر، حسب قوله حتى بعد استقلالها. ‏

    وكان يقول: (أنا مشرقي لي طقوسي في كل مجالات الحياة, وأن معتقدات المؤمنين ينبغي أن تحترم). ‏

    كما كان يدافع عن عروبته قائلا: (إذا استولى الفرانكوفونيون على الحكم في الجزائر وانفردوا بقيادة الشعب الجزائري وتوجيهه، فسيجعلون من الجزائر بعد فترة من الزمن سينيغالاً أبيض، وبعد عشر سنوات فقط، سنفقد كل شيء: لغتنا، آدابنا، أعلامنا، وتاريخنا. أما إذا استولى على الحكم غير هؤلاء، وليكونوا إسلاميين، فإنهم قد يعبثون، ويعيثون فساداً، بل قد يُسيلون الدماء رقراقة، لكنني واثق من أنه حتى بعد قرن، سيبقى الشعب الجزائري محافظاً على شخصيته. ‏

    وقد أنشأ وطار الجمعية الثقافية (الجاحظية) عام 1989 وهي تحمل شعار (لا إكراه في الرأي)، ‏

    كان يقول عنها: (هي ملحمة اصطدام العقل العربي الواعي هنا في الجزائر بغيره من عقل غيبي متخلّف، وعقل غربي متعالٍ، وآخر عروبي اتكالي). ‏

    عرف الراحل بجهوده الإبداعية في كتابة نصوص قصصية ومسرحية وروائية وعدد من سيناريوهات الأفلام وجاءت جميعها باللغة العربية. ‏

    وعن مكانة الطاهر وطار في الثقافة الجزائرية قال الكاتب والمفكر الجزائري أمين الزاوي: (أعتقد أن رحيل الطاهر وطار يخلف فراغاً كبيراً ليس في الكتابة وإنما في الحياة الثقافية، فلم يكن كاتبا يكتب من برجه العاجي وإنما كان منشطاً للوسط الثقافي وعلى مستوى الحوارات الثقافية). ‏

    كانت روايته (اللاز) من أهم ما كتب حيث تتناول في متنها الشأن الجزائري خاصة فترة الاستعمار الفرنسي والكفاح ضده عبر حرب التحرير التي شهدت مؤازرة عربية عن طريق مد هذه الثورة بالسلاح والوقوف معها سياسياً في المنابر الدولية. ‏

    ما إن أصدر الطاهر وطار باكورته الروائيّة (اللاز) عام 1974، حتّى تحوّلت إلى أحد النصوص المفصليّة، وجعلت صاحبها أحد أبرز رموز الجيل المؤسس للرواية الجزائرية، في اللغة العربيّة (كاتب ياسين ومحمد ديب كتبا بالفرنسيّة وقتذاك). ‏

    وكان الطاهر وطار قد أسس عام في قسنطينة، أول أسبوعية في الجزائر المستقلة بعنوان (الأحرار). لكن السلطات أغلقتها. المصير نفسه ستلقاه أسبوعية (الجماهير) في الجزائر العاصمة بعد عام... ثم أسبوعية (الشعب) التابعة لجريدة الشعب (1973) التي أوقفت بعد تحوّلها منبراً للمثقفين اليساريين. وقد شهدت السبعينيات توتراً في العلاقة بين نظام الهواري بومدين، وصاحب (عرس بغل) على خلفيّة كتابات هذا الأخير. إلى جانب نضاله السياسي الإشكالي، كرّس حياته للعمل الثقافي التطوعي، فأسس جمعية (الجاحظية) عام 1989، مع الشاعر يوسف سبتي، الذي ذبحه الإسلاميّون عام . أنجز ثلاث مجموعات قصصية أولاها عام 1961 (دخان من قلبي)... له في المسرح عملان صدرا في مجلة (الفكر) التونسيّة أواخر الخمسينيات وهما (على الضفة الأخرى)، و(الهارب). أمّا أعماله الروائيّة، فلاقت شهرة منذ (اللاز) مروراً بـ (العشق والموت في الزمن الحراشي) (1981)، و(عرس بغل) (1983)، و(تجربة في العشق) (1989)، وصولاً إلى (الشمعة والدهاليز) (1995)، و(الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي) (1999)، وآخرها (الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء)، ثمّ (قصيد في التذلّل) العام الماضي. حاز (جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية) التي تمنحها (الأونيسكو) (2005)، و(جائزة العويس). ‏
يعمل...
X