إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تربية الحيوانات الأليفة..تــقليـــــد.. أم رفــاهيــة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تربية الحيوانات الأليفة..تــقليـــــد.. أم رفــاهيــة

    تربية الحيوانات الأليفة..تــقليـــــد.. أم رفــاهيــة
    امتيازات خاصة لا تعطى لأي حيوان آخر، فالكلب في هذا السياق ليس بالضرورة أن يستخدم لأغراض الحراسة، كما أن تربيته ليست حكراً على شريحة اجتماعية معينة، أو طبقة اجتماعية معينة.
    وذكرت صحيفة الثورة في تحقيق لها أنه كثيراً ما نشاهد أشخاصاً متوسطي الدخل وما دون يقتنون الكلاب والقطط ويتعاملون معها كفرد من أفراد الأسرة.‏ ولا سيما أن الكلب المنزلي يستطيع أن يأكل مما يأكلون، ويتعلم عادات الأسرة وتقاليدها.‏
    لكن كيف؟ ولماذا؟ وما الدافع لهؤلاء الذين يملكون عاطفة خاصة تجاه الحيوان تجعلهم يرتقون بتربيته إلى مرحلة البشر.‏
    تساؤلات وإجابات وصور لامست الخطوط الحمراء‏
    يقتني علاء الدين عددا كبيرا من الحيوانات / كلاب وقطط/ تعيش جميعها في مكان واحد يقول: سعادتي الغامرة كانت لحظة دخولي المنزل وتهافتهم نحوي وخصوصاً قطي المدلل الذي يزيد وزنه عن 14 كغ
    ويتابع علاء الدين قائلاً: الحيوانات لا تخون، لا تكذب، تحبك كما أنت فالحيوان يحس بأحاسيسك، يواسيك يحميك من الخطر ويبادلك المشاعر الصادقة ولا أظن أن تعلقي بالحيوان ظاهرة غير صحية، بل اعتبر أن الشخص الذي لايحب الحيوانات هو إنسان شرير‏ الكلب الأقرب إلى قلب الإنسان‏
    ويقول علاء الدين لا خوف من العيش مع الحيوانات إذ تقيدنا بالتعليمات الصحية من لقاحات دورية وفيتامينات ونظافة، وعلى الإنسان أن يلم بالمعلومات الكافية عن حياة كل صنف وطباعه وكيفية التعامل معه، وهذه الثقافة للأسف يفتقد إليها الكثيرون من مقتني الكلاب أو الحيوانات بشكل عام‏ تحتاج إلى عناية ورعاية كبيرتين‏
    فادي قاروط يهوى تربية الكلاب منذ 15 سنة، ويرى في عمله متعة لا تقدر بثمن. أما عن موقف الأهل فهم يدعمون عمله ويحثونه عليه، لأن فيه من المسؤولية ما ينمي عنده حب العمل والمثابرة عليه. يقول: الحيوانات تحتاج إلى عناية ورعاية كبيرتين وتنشأ معهم علاقات حميمية.‏
    ميس تربي كلبة صغيرة منذ سنة ونصف تقريباً تقول: إنها الأغلى ولا أتخيل حياتي دونها.‏
    ولدى سؤالها عن موقفها فيما إذا رفض فارس الأحلام وجودها في البيت قالت: ألغي فكرة الزواج نهائياً إذا لم يوافق الخاطب على وجودها.‏
    لا خوف من تربية الحيوان في المنزل ولكن؟!‏
    أول ما يتبادر إلى الذهن سؤال: ألا يوجد خطورة من التعايش المباشر مع هذه الحيوانات، وإن وجدت أمراض معدية ما الطريقة المثلى للوقاية منها.‏
    يجيب الدكتور نجيب ميماس، الطبيب البيطري اختصاص حيوانات منزلية: إن الخطوة الأعلى التي يجب أن ينتبه إليها مقتنو الكلاب أو الحيوانات الأخرى الأليفة، هي الفحص الطبي قبل دخولها المنزل، لأن المرض يمكن أن ينتقل خلال ساعة واحدة، وينصح بدوره أن يكون الاقتناء من منزل صديق، لما يتوفر في المنزل من حماية لهذه الحيوانات وبعد ذلك عليه أن يدرك أن تربية الحيوان مسؤولية، فهو ليس دمية نحركها كيفما نشاء بل هو فرد من أفراد العائلة، فإما أن أتحمل مسؤولية الفرد وإما لا...‏
    ولا بد من التنبيه عند اقتناء الحيوان إلى أمور هامة، أولها تحديد جنس الحيوان ذكر أم أنثى ، فإذا كان في البيت إناث يفضل أن يكون الحيوان أنثى والأمر الآخر هو حجم الحيوان، لا بد أن يتناسب مع مساحة المنزل، فلا يمكن اقتناء حيوان كبير الحجم، والمنزل مساحته صغيرة ولا يمكن تجاهل أمر هام، وهو تحديد من سيقوم بالعناية بالحيوان، لأن للأطفال أنواعا محددة من الكلاب يمكن أن يعتنوا بها، يتوفر فيها الهدوء، وتكون أليفة ومطيعة...‏
    اللقاحات والفحص الدوري... ضرورة لا بد منها‏
    ويبين د. ميماس أن ثمة أمراض مشتركة أساسية وأخرى غير أساسية، أما الأمراض الجلدية والعينية فجميعها كما تنتقل من إنسان لإنسان، فهي تنتقل من الحيوان للإنسان ومن هذه الأمراض أمراض تسببها الديدان حيث تفرز بيوضاً، وهذه البيوض تنتقل للإناث والذكور وتسبب عقماً مؤقتاً أو إجهاضاً، أو تسبب تشوهاً في الأجنة عن طريق بيوض تطرحها الديدان الموجودة في الأمعاء وتطرحها الحيوانات فتنتقل هذه البيوض عن طريق الشرج أو عن طريق الفم من الحيوان، وتتوضع على شكل كيسات , وللوقاية يفضل إعطاء الحيوانات حبوباً طاردة للديدان و لقاحات تعطى للوقاية من مرض الكلب وأمراض فيروسية أخرى ربما تتنقل عن طريق الشعر وبذلك تحمي أنفسنا ونحمي الكلب...‏
    ويجب أن نحمم الكلب كل 15 يوم، لأن جسمه لا يحوي مساحات والأهم من كل ذلك ألا ينام الحيوان في السرير نفسه..‏
    الكلب لا يعتدي على البشر!!‏
    تقول صباح: كلاب الحراسة بالرغم من شراستها ، يمكن أن تعيش في المنزل، فقد أقتنيت كلب يدعي « كيلر» وهو بوليسي ضخم لكن بسبب استياء الجيران منه، اشتريت مزرعة صغيرة لإبعاده عن منطقتنا السكنية، وأصبح يحتاج الكلب إلى الحمام بمعدل مرة واحدة أسبوعياً.‏
    أعاقب الكلاب..‏
    تقول صبا عرنوق الكلاب لم تعزلني اجتماعياً لأنني أساساً في عزلة، والكلاب ، تفهم كل شيء، حتى الذم والمدح الذي أوجهه لها، ورغم أنني أعاقبها عندما ترتكب الحماقات، لكن مع ذلك فهي لم تهاجمني يوماً، إلا إذا أصيبت بالجنون.‏
    أي كلب أستطيع ملاطفته..‏
    لا يوجد كلب مخيف، وأي كلب في العالم أستطيع ملاطفته حتى الكلاب الشاردة، أما عن الكلب المسعور فله وضع خاص، لأنه كلب مريض، ومصاب بداء الكلب/ السعار/ وهي جرثومة تخرب الجهاز العصبي، ويجب أن يخضع هذا الكلب للعلاج ولا يخفى على أحد أن الكلب هو من أذكى المخلوقات، وتراه يلاحق فقط الشخص الخائف أو الجبان، لأن الانسان عندما يخاف يفرز مادة« الادرينالين» وهذه المادة يشمها الكلب بسرعة فيلاحق صاحبها-.‏
    ثقافة .. لابد منها‏
    يؤكد د. ميماس أن الحيوانات تحتاج إضافة للرعاية والاهتمام واللقاحات إلى حاجات خاصة من مثل الشامبو الخاص، الفيتامينات والأغذية الصحية، والبودرة ، وفرشاة خاصة للأسنان، والعناية بالعيون، لنحافظ على الحيوان بصحة جيدة، وليكون عمره أطول. ولا يمكن أن ننسى قص الأظافر...‏
    تعويض نقص.. وحنان مفقود‏
    ترى هل يستحق الأمر هذا العناء، وخصوصاً إذا عرفناأن تكلفة تربية الحيوان عدا طبعاً ثمنه، الذي يتراوح بين 1000ل.س إلى مئة الف ليرة، تبلغ التكلفة بين الالف ليرة لتصل إلى خمسة آلاف ليرة شهرياً طبعاً للحيوان المدلل.‏
    يفسر د. كمال بلان أستاذ الإرشاد النفسي بجامعة دمشق دوافع الانسان لاقتناء الحيوانات الأليفة إلى افتقاد العلاقات الصادقة والسليمة مع الأفراد الآخرين، وافتقادهم للمشاركة في النشاطات الاجتماعية، وقد يكون نقصاً في الشخصية ويريد أن يعوض بلفت النظر إليه، لافتقاده القدرة على التواصل مع الآخرين ونرى أحياناً أوضاعاً اجتماعية تتسم بالوحدة والحرمان، أو ربما خلق نوع من « البرستيج» للتباهي.‏
    إحدى مفرزات الحضارة الغربية‏
    ويعيد د.ا.عمار برازي الطبيب النفسي انتشار هذه الظاهرة إلى عوامل عدة منها: التقليد وسببه عدم الثقة بالنفس، أو لفت الانتباه والتميز، وربما للتعبير عن نوع من أنواع الترف الزائف...‏
    ويؤكد بدوره أن مجتمعاتنا هي مستهلكة للحضارة وغير منتجة لها، وهذه الظاهرة إحدى مفرزات الحياة الاجتماعية الغربية، وهي لا تسبب إزعاجاً ، ولكنها تكون مشكلة اجتماعية إذا لم تتوفر فيها الشروط المناسبة لتربية الحيوان...‏
    لكن في بعض الحالات قد تخفي هذه الظاهرة مشكلة نفسية معينة يحاول التعويض عنها بتربية الحيوان- ويؤكد أن يحقق التوازن لحياته عن طريقها، وربما يقي نفسه من حالات اكتئاب متوقعة...
    لا عقوبة ... دون شكوى‏
    ورغم المتعة والسعادة التي ينعم بها هؤلاء من جراء اقتنائهم هذه الحيوانات، فثمة من يشكو إزعاجات تصيبهم وتقض مضجعهم...‏
    وهنا يأتي دور المحافظة في الحد من هذا الازعاج وتضع حدوداً للحريات المباحة...‏
    فقد صدر القانون رقم/49/ للعام 2004 المتعلق بشؤون النظافة العامة والمحافظة على المظهر الجمالي للأبنية والمحلات التجارية والحدائق العامة وجاء في الفقرة 24 من المادة /6/ :‏
    يحظر تحت طائلة المسؤولية تربية الحيوانات والمواشيو الطيور والدواجن ضمن الابنية، وبين الدور الآهلة بالسكان في مدن ومراكز المحافظات والمواقع الأثرية والسياحية...‏
    وجاء في الفصل السابع من المادة (38) يعاقب بالغرامة من ثلاثمئة ألف ليرة كل من يخالف أحكاما من الفقرات السابقة... لكن..لا عقوبة دون شكوى...‏
    الرفق بالحيوان...‏
    وللشريعة الاسلامية رأي في هذا الشأن، يقول د. عبد الفتاح البزم مفتي دمشق، ومدير معهد الفتح الاسلامي:‏
    إننا كشريعة إسلامية أمرنا الرفق بالحيوان كما جاء في الأحاديث الشريفة حيث جاء فيما معناه« في كل كبد رطبة صدقة...»‏
    أي يحث الاسلام على الرفق بالحيوان بمفهوم شرعي لابتقليد أوروبي- هم فقدوا الوفاء، وفقد الانسان الثقة بأخيه الانسان، ما جعله يلجأ إلى الكلب لوفائه...‏
    ولا يمكن تجاهل ما يعانيه من التفكك الاجتماعي وإذا ما قمنا بتقليدهم ، ينطبق علينا ما جاء في معنى الحديث «لتتبعن سنن من قبلكم ، شبراً شبراً وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه...»‏
    ولكننا إذا أردنا الرفق بالحيوان من حيث الرحمة والتفكير بأنه خلق من خلق الله، ونحن أمة الرحمة، فلا مانع أن نقدم له الغذاء والشراب، وإذا اقتنينا الحيوان رحمة به من هلاكه، فنعم العمل، وإذا قلدنا الآخرين فبئس المنهج.‏
يعمل...
X