إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عشر منحوتات أنثوية حصيلة ملتقى النحت الواقعي يبدعها فنانون عالميون في قلعة دمشق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عشر منحوتات أنثوية حصيلة ملتقى النحت الواقعي يبدعها فنانون عالميون في قلعة دمشق

    عشر منحوتات أنثوية حصيلة ملتقى النحت الواقعي يبدعها فنانون عالميون في قلعة دمشق





    دمشق-سانا
    تحتضن باحة قلعة دمشق حالياً عشرة أعمال نحتية تشكل حصيلة لملتقى النحت الواقعي الذي أقامه المعهد المتوسط للفنون التطبيقية بالتعاون مع وزارة الثقافة بين التاسع والعشرين من الشهر الماضي والعاشر من الشهر الجاري.

    وشكل موضوع المرأة القاسم المشترك للفنانين المشاركين إلا أن اختلاف الثقافات التي ينتمون إليها وفرت فرصة جيدة للجمهور السوري لمعاينة منحوتات تحاكي المرأة بمفهوم ورؤية تختلف من فنان الى آخر.
    وتكمن أهمية الملتقى في أنه للمرة الأولى في سورية يتم طرح ملتقى للنحت الواقعي حيث وضع هذا الملتقى الفنانين السوريين بمواجهة حقيقية مع مقدراتهم على تنفيذ أعمال نحتية واقعية.
    فيما يرى أكثم عبد الحميد منظم الملتقى ومدير المعهد أن أهمية الملتقى تكمن في تعدد جنسيات الفنانين الذين شاركوا فيه والتي تمثل ثقافات دول وقارات متنوعة فمن إيطاليا يشارك ريمو بيلتي ومن استراليا فرانكو داغا ومن بيلاروسيا فيكتور كوباش ومن أوكرانيا ميخائيل ليفشينكو ومن الإكوادور ماريو تابيا ومن سويسرا أدريانو كايرلا ومن إسبانيا ناندو ألفاريز ومن فيتنام هوانغ فان هوينه إضافة إلى أكثم عبد الحميد ومحمد بعجانو من سورية.

    ويقول عبد الحميد في تصريح لوكالة سانا إن كل فنان قدم المرأة بحسب مرجعيته الثقافية ونظرة مجتمعه لها حيث نلحظ تقديماً مغايراً عما اعتاد الفنان السوري على تقديمه شكلاً ومضموناً لافتاً إلى أن الأهم من ذلك كله هو أنه المرة الأولى التي تستضيف دمشق ملتقى للنحت الواقعي وهذا شيء مهم بالنسبة لطلاب المعهد وطلاب كلية الفنون الذين امتلكوا إمكانات التطوير التقني سواء من ناحية استخدام الأدوات الجديدة أو تعلم النسب والتشريح في ظل عدم اشتغالهم على الموديل أثناء الدراسة.
    وتنوعت أساليب الفنانين المشاركين في معالجة الأعمال النحتية فضلاً عن تعدد التقنيات التي تم استخدامها في تنفيذ رؤى متباعدة ومتداخلة عن المرأة وكل فنان حسب ثقافته ونظرته للمرأة حيث قدم الاسترالي فرانكو منحوتة سماها أفروديت الشرقية جاءت بهيئة راقصة ترتدي ثيابا تراثية مطعمة بحركة انفعالية خاصة جدا تعبر عن مدى حرارة الموضوع الذي يراه وعن حرارة الفكرة تجاه المرأة السورية التي وصلته.
    فيما قدم الاسباني ناندو امرأة ذات طابع كلاسيكي تحمل تمازجاً بين الحضارتين الإغريقية والرومانية بأسلوب واقعي تعبيري مركزاً على إظهار جمال المرأة لجهة نضارته وأنوثتها إلى جانب إبراز أخلاقياتها من حياء وخجل وعطف.

    وعلى عكس النحات الفيتنامي هوانغ الذي قدم عملا لامرأة عصرية جداً بلغة واقعية فانتازية فقد قدم البيلاروسي فيكتور عملاً استمده من تراثه حيث يصور المرأة القوية الحرية القادرة على القيام بالكثير إلا أنه عمد إلى التخفيف من حدتها لتقريبها من صورة المرأة الشرقية أو العربية.
    وعمد الفنان الإيطالي ريمو الذي هو فنان عفوي بالأساس إلى إبراز رفعة ومكانة المرأة حيث ترك فتحة في الرأس بمعنى الفراغ ليؤكد أن هذه المرأة رفيعة القيمة والمستوى وتملك اتصالاً مع ما حولها ومع السماء.
    أما الإكوادوري ماريو تابيا فقدم امرأة تشي بملامح من السيدة العذراء بنظرتها الحانية على العالم وفي الوقت نفسه قدمها بطريقة تعبيرية جميلة مضيفاً إليها عناصر من بيئته الطبيعية في الأمازون هي النحلة وتوحي بساطة عمله النحتي وحرفيته بأن ما يهمه أن يعطيه روحاً وإحساساً ونوعاً من التسامي عبر ربط أعماله بعناصر البيئة الأمازونية كنوع من الحنين للطفولة التي تصاحب كل أعماله عموماً.
    فيما قدم الفنانان السوريان المشاركان منحوتتين تنتميان للتراث والأرض من خلال إظهار قسمات المرأة الشرقية الصارمة واللطيفة في آن معا حيث يشير عبد الحميد إلى أن أعماله تنحاز كلياً للمرأة السورية عبر رسم جمال جسدها بخطوطه المنحنية التي تجاري الانحناءات الموجودة في الطبيعة وجذوع الأشجار كما يمزج بين الطبيعة والمرأة لأنهما أساس الحياة والفن.
    ويرى عبد الحميد أن الملتقى حقق هدفين آخرين يأتي في مقدمتهما إشباع رغبة الجمهور السوري المتعطش لرؤية أعمال نحتية واقعية ومتابعته على امتداد أيام الملتقى التدرج في إنجازها وتكوينها فضلا عن أنه يتيح للطلاب المساعدين الذين بلغ عددهم أكثر من 20 امتلاك الحرفية في الاشتغال على الأسلوب الواقعي والتمكن منه وبالتالي يتمكن في الأساليب الفنية الأخرى.
    إلى ذلك يشير الناقد الفني عمار حسن إلى أن الملتقى وفر الفرصة للمرة الاولى في سورية لطرح النحت بأسلوبه الواقعي وبهذا فإن الملتقى وضع الفنانين السوريين بمواجهة حقيقية مع مقدراتهم الفنية على تنفيذ أعمال نحتية واقعية بفرعيها البحت والتعبيري وقال.. إن الملتقى يعيد إلى الواجهة فكرة الموديل الذي يعاني طلاب كلية الفنون من غيابه منذ الثمانينيات وبالتالي عدم امتلاكهم مقدرة التشريح الجيد.
    وأضاف حسن إن الملتقى أظهر معاناة الفنانين السوريين مع التشريح الواقعي إذ إن فناني الغرب يخصصون كل يوم ساعتين من الزمن للتشريح وتكوين النسب على الموديل العاري الغائب عن طلابنا وإن حضر فإنه لم يكن يتمتع بنسب جيدة أو حقيقية.
    ويرى حسن أن الأعمال العشرة التي تمخض عنها الملتقى ليست بالسوية نفسها أو الاتجاهات ذاتها إذ تنوعت الأعمال بأساليب الواقعية الكلاسيكية والكلاسيكية الحديثة والتعبيرية حتى إن رؤية المرأة اختلفت من فنان لآخر من حيث ربط المرأة بالاسطورة أو الواقع الحديث أو التاريخ وقال.. كانت هناك أساليب متنوعة في معالجة الأعمال النحتية وتقنيات عدة تم استخدامها في تنفيذ رؤى مختلفة ومتداخلة عن المرأة وكل فنان حسب ثقافته ونظرته للمرأة.
    باهل قدار
يعمل...
X