النحات "مصطفى علي" يعيدنا بصوغ أعماله إلى رحم الطبيعة
ويرسي معاني السكينة والوعي في قلوبنا
مكنونات من الذاكرة... للنحات "مصطفى علي" توضح شغفه بمذهب النحت، ورسالته التي عمل صوغها بأعمال نحتية جميلة التكوين والتفصيل والدلالة البصرية، تستحضر الطبيعة ودور الإنسان في تبدلها، وهو الرحم النابض فيها، كما أنه استحضر "دمشق" بوصف لطيف، أعمال النحات "علي" اعتبرت تطوراً فلسفياً للوعي الفكري.
دمشق ـ علاء الجمّال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
○ (غايتي من مشرعي النحتي: العودة إلى رحم الطبيعة، وإرساء معاني السكينة والوعي في قلب المتأمّل عبر دلالة الإيحاء في أعمالي) ○
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
وفي استنهاض لمكنونات الذاكرة... يقول النحات لموقع "المفتاح": «معرضي في "دمشق" الذي استضافته غاليري "أرت هاوس" هو الأكثر أهمية بالنسبة إلي، لأنه بتفاصيل عناصره النحتية يشكل ولادة فريدة لمنحى جديد في مذهب النحت، استخدمت فيه للعمل معدن "البرونز" وخامة الخشب السوري، مثل: خشب الغوطة المتآكل والمدمّر نتيجة التلوث والهجوم العشوائي الذي لحق بالبيئة، ولاسيما قطع الأشجار، مما أوجد علاقة متبادلة غير سليمة بين الطبيعة والإنسان».
ويضيف: «أفدت في بحثي من هذه الفكرة، وعملت على معالجتها من خلال إبداعي لقطع نحتية ذات معالم وتفاصيل دلالية تبين تأثير الطبيعة على الإنسان وتأثر الإنسان بالطبيعة وتأثيره هو عليها.. لذلك تجد الأشكال النحتية في معرضي متهرئة وكأنها تسقط، وغايتي من مشرعي النحتي: العودة إلى رحم الطبيعة، وإرساء معاني السكينة والوعي في قلب المتأمّل عبر دلالة الإيحاء في أعمالي»
○حنين لمخبوء الماضي:
ويضيف: «أحياناً أخرج عن النحت لأكتب الشعر والخاطرة، وذلك انعكس على أعمالي من حيث تكوين الشكل بما يتناغم مع ما أكتب، ولعل من أهم ما قرأت روايات الكاتب الروسي "ديستو فسكي". أما أبنائي "نايا ومهيار" فقد ساروا على نهجي ومعرفتي، و"مهيار" متخرج في كلية الفنون الجميلة في إيطاليا».
○ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
○ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــويقول "العلي" في الحكمة الجملية التي خلص إليها عبر تجاربه: «عليك أن تصنع المستحيل، فالمستحيل ليس بعيداً عن التحقيق إن أحسنت التفكير والتخطيط لبلوغه، لا تدع العقبات توقفك، املك نفساً قوية وقراراً حازماً ملتزماً يؤهلك إلى تحقيق ما تصبو إليه».
ويضيف: «أتمنى أن تستمر المحاولات في كشف خبايا "دمشق" المدينة الرائعة، التي أعتبرها مدللة التاريخ».ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ ○
○ماذا يقول علم الجمال؟
ويضيف: «أفاد "علي" من الأثر التاريخي لإثبات معاني تجربته الخاضعة إلى ظروف إنتاجه الحضاري واللانهائية».
○فيما يلي النحات في سطور:
أقام "علي" مجموعة من المعارض الشخصية داخل وخارج سورية، شارك في معارض دولية ومحلية وفي مهرجانات عالمية، حاصل على عدة جوائز... منها: ملتقى "إعمار" للنحت عام 2007، والجائزة الذهبية في بينالي "اللاذقية" عام 1997، والجائزة البرونزية في بينالي "الشارقة" عام 1992، أعماله مقتناة في سورية والأردن والإمارات.
للنحات ثلاثة أعمال نصبية، الأول منها بعنوان "برج الذاكرة" موجود في معرض "دمشق" الدولي، والثاني في ساحة الأموين نفذه بالتعاون مع الدكتور "إحسان عنتابي"، والثالث بوابة سورية صممه لأولمبياد البحر المتوسط "باري ـ إيطاليا".
صمم "علي" نماذجاً لعدد من الجوائز في الدول العربية والعالمية، أسس جمعية "المكان" في دمشق القديمة ـ حارة "اليهود" منذ 5 أعوام تقريباً، والجمعية تعنى بالمشاريع الثقافية من ندوات ومحاضرات ومسرح ورقص تعبيري وتكريم أدباء وشعراء وروائيين، وقد وثق أعماله في كتاب أرشيفي من القطع الكبير، حمل عنوان "مصطفى علي"، ويضم ما يقارب 100 صورة فوتوغرافية.
○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ○ـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
○○ دعونا نتأمل هذه المجموعة الفردية من أعمال النحات والتي يقدمها موقعنا كثقافة بصرية لقرّائه وأحبائه.
○ النحات "مصطفى علي" مع إحدى أعماله
○ أعماله بخامتي الخشب والبرونز
○ غلاف كتابه الأرشيفي
النحات "مصطفى علي" يرسي بصوغ أعماله معاني السكينة والوعي» دمشق ـ علاء الجمّال