إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأرهاب في الكتاب المقدس2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأرهاب في الكتاب المقدس2

    ذن فالتفسير الوحيد لذلك هو أسلوب الإرهاب الذي يستخدم مع أناس بريئين لطردهم من بلادهم بحجة أن الرب منحها لهم ، ووعدهم بها .

    وتُكرسُ تلك الثقافة الإرهابية في الإصحاح الخامس من هذا السفر الذي يقوم كله على بث الرعب في قلوب الناس بأن رب بني إسرائيل بذيب قلوب الناس ويملؤها رعبا ، فقط ليستسلموا أمام بني إسرائيل ، ويتركوا لهم بلادهم وديارهم وأموالهم ، وبدون أي جريمة منهم ، أو فعل يستحق العقوبة من السماء!! وتأمل معي أيها القارئ العزيز هذه العبارة " وَعِنْدَمَا سَمِعَ جَمِيعُ مُلُوكِ لأَمُورِيِّينَ لَّذِينَ فِي عَبْرِ لأُرْدُنِّ غَرْباً, وَجَمِيعُ مُلُوكِ لْكَنْعَانِيِّينَ لَّذِينَ عَلَى لْبَحْرِ, أَنَّ لرَّبَّ قَدْ يَبَّسَ مِيَاهَ لأُرْدُنِّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى عَبَرْنَا, ذَابَتْ قُلُوبُهُمْ وَلَمْ تَبْقَ فِيهِمْ رُوحٌ بَعْدُ مِنْ جَرَّاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ".
    بل وملائكة السماء سُخّرت من أجل البطش بكل من هم غير اليهود ، وهذا ما يفهم من تلك العبارة " 13وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ يَشُوعُ عِنْدَ أَرِيحَا أَنَّهُ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ, وَإِذَا بِرَجُلٍ وَقِفٍ قُبَالَتَهُ, وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ بِيَدِهِ. فَسَارَ يَشُوعُ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَنَا أَنْتَ أَوْ لأَعْدَائِنَا؟» 14فَقَالَ: «كَلاَّ, بَلْ أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ لرَّبِّ. لآنَ أَتَيْتُ».
    وما دامت الملائكة جند الله هم رهن إشارة اليهود ضد أعدائهم الذين لم تذكر لنا التوراة جريمة لهم سوى أنهم ليسوا من الشعب المختار لله فلا بأس إذن أن يكون الناس في الشرق والغرب مقرين بأن لبني إسرائيل الحق في أن يمارسوا الإرهاب ، ويغتصبوا أموال الناس وديارهم وبلادهم دون أن يعترض عليهم أحد ما دام ذلك هو أمر الرب !!
    بل الأدهى من ذلك أن صار الكثيرون يؤمنون بوجوب مساعدة اليهود في ممارسة ذلك ، والضرب وبيد من حديد على من يحاول أن يدافع عن حقه دون مطامعهم .
    فكم سمعنا من رؤساء وملوك في أمريكا وأوربا ، بل من أمناء الأمم المتحدة بأن توفير الأمن لإسرائيل ـ والذي يقصد به الوقوف معها ضد العرب المطالبين بحقوقهم المغتصبة ـ هو واجب عليهم ، وأن أمن إسرائيل خط أحمر لا يجوز تخطيه ، وأن على العرب أن يقبلوا بذلك ويسلموا به إذا كانوا يريدون أن تظل علاقتهم بأمريكا والغرب حميمة ...
    وأما عن أسلوب الحصار والتضييق على سكان فلسطين من غير اليهود حتى يموتوا أو يفروا من ديارهم فليس وليد الساعة ، وإنما هي تعاليم مسجلة في التوراة ، وثقافة ينشأ عليها من يتربى على تعاليمها ، ومن يشك في ذلك فليراجع ما جاء في مقدمة الإصحاح السَّادِسُ من سفر يشوع : " 1وَكَانَتْ أَرِيحَا مُغَلَّقَةً مُقَفَّلَةً بِسَبَبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَحَدٌ يَخْرُجُ وَلاَ أَحَدٌ يَدْخُلُ " .
    وهؤلاء المحاصرون المصير الذي ينتظرهم هو أمر الرب كما زعموا " 2فَقَالَ لرَّبُّ لِيَشُوعَ: «انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ أَرِيحَا وَمَلِكَهَا جَبَابِرَةَ لْبَأْسِ. 3تَدُورُونَ دَائِرَةَ لْمَدِينَةِ, جَمِيعُ رِجَالِ لْحَرْبِ. حَوْلَ لْمَدِينَةِ مَرَّةً وَحِدَةً. هَكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ. 4وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يَحْمِلُونَ أَبْوَاقَ لْهُتَافِ لسَّبْعَةَ أَمَامَ لتَّابُوتِ. وَفِي لْيَوْمِ لسَّابِعِ تَدُورُونَ دَائِرَةَ لْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ, وَلْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 5وَيَكُونُ عِنْدَ مْتِدَادِ صَوْتِ قَرْنِ لْهُتَافِ عِنْدَ سْتِمَاعِكُمْ صَوْتَ لْبُوقِ, أَنَّ جَمِيعَ لشَّعْبِ يَهْتِفُ هُتَافاً عَظِيماً, فَيَسْقُطُ سُورُ لْمَدِينَةِ فِي مَكَانِهِ, وَيَصْعَدُ لشَّعْبُ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ». ..
    16وَكَانَ فِي لْمَرَّةِ لسَّابِعَةِ عِنْدَمَا ضَرَبَ لْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ أَنَّ يَشُوعَ قَالَ لِلشَّعْبِ: «اهْتِفُوا, لأَنَّ لرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ لْمَدِينَةَ. 17فَتَكُونُ لْمَدِينَةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ ( أي مباح قتله ) " .
    ويبدو أن هذا الكلام قد سجل في عصر استضعاف من اليهود ؛ لذا كانت أساليب الترهيب فيه تنسب إلى نواميس السماء ، وأما وقد تغير الحال ، وصارت الأسلحة والمساعدات تأتي إليهم من كل حدب وصوب فإن الدوران حول المدن المحاصرة ليس بالأبواق التي تحملها الكهنة ، وإنما بالطائرات والمدرعات والدبابات والصواريخ التي تحيط بالمدن الفلسطينية المحاصرة من كل اتجاه .
    هذا الإرهاب الذي يجعل المحاصرين يهيمون على وجوههم تاركين ديارهم لليهود كما تقول هذه العبارة " فَسَقَطَ لسُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ لشَّعْبُ إِلَى لْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا لْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا ( أي أبادوا ) كُلَّ مَا فِي لْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَمْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى لْبَقَرَ وَلْغَنَمَ وَلْحَمِيرَ بِحَدِّ لسَّيْفِ.
    وأما عن مصير أموال أهل تلك المدن التي سقطت في أيديهم فهو كما جاء في الإصحاح السادس " 19وَكُلُّ لْفِضَّةِ وَلذَّهَبِ وَآنِيَةِ لنُّحَاسِ وَلْحَدِيدِ تَكُونُ قُدْساً لِلرَّبِّ وَتَدْخُلُ فِي خِزَانَةِ لرَّبِّ».
    فاعتبروا يا أولي الألباب من أهل البلاد التي تجاور اليهود قبل أن يكون ذلك مآلكم !! وإلا فستسمعوا عن المزيد من الإرهاب والمآسي التي يصورها الإصحاح الثامن في تلك العبارة " 1فَقَالَ لرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ. خُذْ مَعَكَ جَمِيعَ رِجَالِ لْحَرْبِ, وَقُمِ صْعَدْ إِلَى عَايَ. نْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ مَلِكَ عَايٍ وَشَعْبَهُ وَمَدِينَتَهُ وَأَرْضَهُ, 2فَتَفْعَلُ بِعَايٍ وَمَلِكِهَا كَمَا فَعَلْتَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا. غَيْرَ أَنَّ غَنِيمَتَهَا وَبَهَائِمَهَا تَنْهَبُونَهَا لِنُفُوسِكُمُ. جْعَلْ كَمِيناً لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَائِهَا». 3
    فَقَامَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ رِجَالِ لْحَرْبِ لِلصُّعُودِ إِلَى عَايٍ. وَنْتَخَبَ يَشُوعُ ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ جَبَابِرَةَ لْبَأْسِ وَأَرْسَلَهُمْ لَيْلاً, 4وَأَوْصَاهُمْ: «انْظُرُوا! أَنْتُمْ تَكْمُنُونَ لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَاءِ لْمَدِينَةِ. لاَ تَبْتَعِدُوا مِنَ لْمَدِينَةِ كَثِيراً, وَكُونُوا كُلُّكُمْ مُسْتَعِدِّينَ. 5وَأَمَّا أَنَا وَجَمِيعُ لشَّعْبِ لَّذِي مَعِي فَنَقْتَرِبُ إِلَى لْمَدِينَةِ. وَيَكُونُ حِينَمَا يَخْرُجُونَ لِلِقَائِنَا كَمَا فِي لأَوَّلِ أَنَّنَا نَهْرُبُ قُدَّامَهُمْ, 6فَيَخْرُجُونَ وَرَاءَنَا حَتَّى نَجْذِبَهُمْ عَنِ لْمَدِينَةِ. لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُمْ هَارِبُونَ أَمَامَنَا كَمَا فِي لأَوَّلِ. فَنَهْرُبُ قُدَّامَهُمْ. 7وَأَنْتُمْ تَقُومُونَ مِنَ لْمَكْمَنِ وَتَمْلِكُونَ لْمَدِينَةَ, وَيَدْفَعُهَا لرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِيَدِكُمْ. 8وَيَكُونُ عِنْدَ أَخْذِكُمُ لْمَدِينَةَ أَنَّكُمْ تُضْرِمُونَ لْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. كَقَوْلِ لرَّبِّ تَفْعَلُونَ. نْظُرُوا. قَدْ أَوْصَيْتُكُمْ».
    هذه وصية الرب ؟! تضرمون المدينة بالنار ، أي رب هذا الذي نزعت من قلبه الرحمة فصار يوصي بإضرام النار في البشر ؛ أليس هؤلاء عبيده ؟! أم أن لهم ربا غير رب بني إسرائيل ؟؟!! ..
    9فَأَرْسَلَهُمْ يَشُوعُ, فَسَارُوا إِلَى لْمَكْمَنِ, وَلَبِثُوا بَيْنَ بَيْتِ إِيلٍَ وَعَايٍ غَرْبِيَّ عَايٍ. وَبَاتَ يَشُوعُ تِلْكَ للَّيْلَةَ فِي وَسَطِ لشَّعْبِ. 10فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي لْغَدِ وَعَدَّ لشَّعْبَ, وَصَعِدَ هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ قُدَّامَ لشَّعْبِ إِلَى عَايٍ. 11وَجَمِيعُ رِجَالِ لْحَرْبِ لَّذِينَ مَعَهُ صَعِدُوا وَتَقَدَّمُوا وَأَتُوا إِلَى مُقَابِلِ لْمَدِينَةِ. وَنَزَلُوا شِمَالِيَّ عَايٍ, وَلْوَادِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَايٍ. 12فَأَخَذَ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ وَجَعَلَهُمْ كَمِيناً بَيْنَ بَيْتِ إِيلٍَ وَعَايٍ غَرْبِيَّ لْمَدِينَةِ. 13وَأَقَامُوا لشَّعْبَ, أَيْ كُلَّ لْجَيْشِ لَّذِي شِمَالِيَّ لْمَدِينَةِ, وَكَمِينَهُ غَرْبِيَّ لْمَدِينَةِ. وَسَارَ يَشُوعُ تِلْكَ للَّيْلَةَ إِلَى وَسَطِ لْوَادِي. 14وَكَانَ لَمَّا رَأَى مَلِكُ عَايٍ ذَلِكَ أَنَّهُمْ أَسْرَعُوا وَبَكَّرُوا, وَخَرَجَ رِجَالُ لْمَدِينَةِ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ لِلْحَرْبِ هُوَ وَجَمِيعُ شَعْبِهِ فِي لْمِيعَادِ إِلَى قُدَّامِ لسَّهْلِ, وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ عَلَيْهِ كَمِيناً وَرَاءَ لْمَدِينَةِ. 15فَأَعْطَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ نْكِسَاراً أَمَامَهُمْ وَهَرَبُوا فِي طَرِيقِ لْبَرِّيَّةِ. 16فَأُلْقِيَ لصَّوْتُ عَلَى جَمِيعِ لشَّعْبِ لَّذِينَ فِي لْمَدِينَةِ لِلسَّعْيِ وَرَاءَهُمْ, فَسَعُوا وَرَاءَ يَشُوعَ وَنْجَذَبُوا عَنِ لْمَدِينَةِ. 17وَلَمْ يَبْقَ فِي عَايٍ أَوْ فِي بَيْتِ إِيلٍ رَجُلٌ لَمْ يَخْرُجْ وَرَاءَ إِسْرَائِيلَ.
    فَتَرَكُوا لْمَدِينَةَ مَفْتُوحَةً وَسَعُوا وَرَاءَ إِسْرَائِيلَ. 18فَقَالَ لرَّبُّ لِيَشُوعَ: «مُدَّ لْمِزْرَاقَ لَّذِي بِيَدِكَ نَحْوَ عَايٍ لأَنِّي بِيَدِكَ أَدْفَعُهَا».
    فَمَدَّ يَشُوعُ لْمِزْرَاقَ لَّذِي بِيَدِهِ نَحْوَ لْمَدِينَةِ. 19فَقَامَ لْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ, وَدَخَلُوا لْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا, وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا لْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. 20فَالْتَفَتَ رِجَالُ عَايٍ إِلَى وَرَائِهِمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا دُخَانُ لْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ إِلَى لسَّمَاءِ. فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَكَانٌ لِلْهَرَبِ هُنَا أَوْ هُنَاكَ. وَلشَّعْبُ لْهَارِبُ إِلَى لْبَرِّيَّةِ نْقَلَبَ عَلَى لطَّارِدِ. 21وَلَمَّا رَأَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ أَنَّ لْكَمِينَ قَدْ أَخَذَ لْمَدِينَةَ, وَأَنَّ دُخَانَ لْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ, نْثَنَوْا وَضَرَبُوا رِجَالَ عَايٍ. 22وَهَؤُلاَءِ خَرَجُوا مِنَ لْمَدِينَةِ لِلِقَائِهِمْ, فَكَانُوا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ, هَؤُلاَءِ مِنْ هُنَا وَأُولَئِكَ مِنْ هُنَاكَ. وَضَرَبُوهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ شَارِدٌ وَلاَ مُنْفَلِتٌ. 23
    وَأَمَّا مَلِكُ عَايٍ فَأَمْسَكُوهُ حَيّاً وَتَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى يَشُوعَ. 24وَكَانَ لَمَّا نْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي لْحَقْلِ فِي لْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ لسَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ لسَّيْفِ. 25
    فَكَانَ جَمِيعُ لَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ لْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ ثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ لَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ ( أي أباد ) جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لَكِنِ لْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ لْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ لرَّبِّ لَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا لْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى لْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ لْمَسَاءِ.
    وَعِنْدَ غُرُوبِ لشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ لْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ لْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا لْيَوْمِ.
    وما هي جريمة هذا الملك الذي قتل بعد أسره ثم قُتل ، وحُرّق جثمانه بعد قتله ، ثم صُلب ورُجم كل ذلك بعد موته ؟!
    لم يخبرنا سفر يشوع بجريمته ، ولذلك لا أجد له تفسيرا غير ثقافة الإرهاب التي يغرسها الكتاب المقدس في قلوب أتباعه التي وصفت في القرآن الكريم بأنها كالحجارة أو أشد قسوة ..
    فما أقساه من إرهاب ، ولذا لا نعجب عندما نقرأ عن عشرات القرى التي أبيدت على أيديهم بفلسطين في القرن الماضي .. فلنخش أن تدور علينا الدائرة ، ونمكن اليهود من رقابنا ، فهذا حكمهم فينا ينتظر الجميع .
    ومن المدهش أن تعاليم التوراة تثني على من يخون أهله من أبناء الأمم الأخرى ، ويتعاون مع اليهود ضدهم ، ولو كان مثل المرأة العاهرة البغي التي ارتكبت تهمة الخيانة العظمى ضد بني جنسها ، وآوت الجواسيس ، وكأن كتاب التوراة يقولون : لا بأس أن يكون المرء عاهرا بغيا ، ولا بأس أن يكون خائنا لقومه ، فلا يضير ذلك عند الرب ما دام ذلك يخدم مصلحة الشعب الإسرائيلي ، فانظر أيها القارئ الكريم إلى ما جاء في الإصحاح السادس من سفر يوشع " رَاحَابُ لزَّانِيَةُ فَقَطْ تَحْيَا هِيَ وَكُلُّ مَنْ مَعَهَا فِي لْبَيْتِ, لأَنَّهَا قَدْ خَبَّأَتِ لْمُرْسَلَيْنِ للَّذَيْنِ أَرْسَلْنَاهُمَا" فأي إله هذا الذي يأمر بمثل ذلك ؟ !! ...
    22وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ للَّذَيْنِ تَجَسَّسَا لأَرْضَ: «ادْخُلاَ بَيْتَ لْمَرْأَةِ لزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ لْمَرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». 23فَدَخَلَ لْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا, وَكُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ. 24وَأَحْرَقُوا لْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا لْفِضَّةُ وَلذَّهَبُ وَآنِيَةُ لنُّحَاسِ وَلْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ لرَّبِّ. 25وَاسْتَحْيَا يَشُوعُ رَاحَابَ لزَّانِيَةَ وَبَيْتَ أَبِيهَا وَكُلَّ مَا لَهَا. وَسَكَنَتْ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى هَذَا لْيَوْمِ, لأَنَّهَا خَبَّأَتِ لْمُرْسَلَيْنِ للَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ لِيَتَجَسَّسَا أَرِيحَا " ..
    ولكن نصيحة أقدمها لمن يركن إلى اليهود ويعامل معهم ويتقرب إليهم ولو على حساب شعبه أن سماحة اليهود مع مثل تلك المرأة العاهرة الخائنة ليست عامة ، وأن أي إنسان مهما قدم لهم لن ترقى مكانته عندهم فوق مرتبة العبد أو الخادم لهم ، وهذا ما يؤكده الإصحاح التاسع من سفر يشوع الذي جاء فيه : " 3وَأَمَّا سُكَّانُ جِبْعُونَ لَمَّا سَمِعُوا بِمَا عَمِلَهُ يَشُوعُ بِأَرِيحَا وَعَايٍ 4عَمِلُوا بِغَدْرٍ, وَمَضُوا وَدَارُوا وَأَخَذُوا جَوَالِقَ بَالِيَةً لِحَمِيرِهِمْ, وَزِقَاقَ خَمْرٍ بَالِيَةً مُشَقَّقَةً وَمَرْبُوطَةً, 5وَنِعَالاً بَالِيَةً وَمُرَقَّعَةً فِي أَرْجُلِهِمْ, وَثِيَاباً رَثَّةً عَلَيْهِمْ, وَكُلُّ خُبْزِ زَادِهِمْ يَابِسٌ قَدْ صَارَ فُتَاتَاً. 6وَسَارُوا إِلَى يَشُوعَ إِلَى لْمَحَلَّةِ فِي لْجِلْجَالِ, وَقَالُوا لَهُ وَلِرِجَالِ إِسْرَائِيلَ: «مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ جِئْنَا. وَلآنَ قْطَعُوا لَنَا عَهْداً».
    7فَقَالَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ لِلْحِوِّيِّينَ: «لَعَلَّكَ سَاكِنٌ فِي وَسَطِي, فَكَيْفَ أَقْطَعُ لَكَ عَهْداً؟» 8فَقَالُوا لِيَشُوعَ: «عَبِيدُكَ نَحْنُ». فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «مَنْ أَنْتُمْ, وَمِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟» 9فَقَالُوا لَهُ: «مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ جِدّاً جَاءَ عَبِيدُكَ عَلَى سْمِ لرَّبِّ إِلَهِكَ, لأَنَّنَا سَمِعْنَا خَبَرَهُ وَكُلَّ مَا عَمِلَ بِمِصْرَ 10وَكُلَّ مَا عَمِلَ بِمَلِكَيِ لأَمُورِيِّينَ للَّذَيْنِ فِي عَبْرِ لأُرْدُنِّ, سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ وَعُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ لَّذِي فِي عَشْتَارُوثَ.
    11فَكَلَّمَنَا شُيُوخُنَا وَجَمِيعُ سُكَّانِ أَرْضِنَا قَائِلِينَ: خُذُوا بِأَيْدِيكُمْ زَاداً لِلطَّرِيقِ, وَذْهَبُوا لِلِقَائِهِمْ وَقُولُوا لَهُمْ: عَبِيدُكُمْ نَحْنُ. وَلآنَ قْطَعُوا لَنَا عَهْداً. 12هَذَا خُبْزُنَا سُخْناً تَزَوَّدْنَاهُ مِنْ بُيُوتِنَا يَوْمَ خُرُوجِنَا لِنَسِيرَ إِلَيْكُمْ, وَهَا هُوَ لآنَ يَابِسٌ قَدْ صَارَ فُتَاتَاً. 13وَهَذِهِ زِقَاقُ لْخَمْرِ لَّتِي مَلَأْنَاهَا جَدِيدَةً, هُوَذَا قَدْ تَشَقَّقَتْ. وَهَذِهِ ثِيَابُنَا وَنِعَالُنَا قَدْ بَلِيَتْ مِنْ طُولِ لطَّرِيقِ جِدّاً. 14فَأَكَلَ لرِّجَالُ مِنْ زَادِهِمْ, وَمِنْ فَمِ لرَّبِّ لَمْ يَسْأَلُوا.
    15فَعَمِلَ يَشُوعُ لَهُمْ صُلْحاً وَقَطَعَ لَهُمْ عَهْداً لاِسْتِحْيَائِهِمْ, وَحَلَفَ لَهُمْ رُؤَسَاءُ لْجَمَاعَةِ. 16وَفِي نِهَايَةِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ بَعْدَمَا قَطَعُوا لَهُمْ عَهْداً سَمِعُوا أَنَّهُمْ قَرِيبُونَ إِلَيْهِمْ وَأَنَّهُمْ سَاكِنُونَ فِي وَسَطِهِمْ. 17فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَجَاءُوا إِلَى مُدُنِهِمْ فِي لْيَوْمِ لثَّالِثِ. وَمُدُنُهُمْ هِيَ جِبْعُونُ وَلْكَفِيرَةُ وَبَئِيرُوتُ وَقَرْيَةُ يَعَارِيمَ. 18وَلَمْ يَضْرِبْهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنَّ رُؤَسَاءَ لْجَمَاعَةِ حَلَفُوا لَهُمْ بِالرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ.
    فَتَذَمَّرَ كُلُّ لْجَمَاعَةِ عَلَى لرُّؤَسَاءِ. 19فَقَالَ جَمِيعُ لرُّؤَسَاءِ لِكُلِّ لْجَمَاعَةِ: «إِنَّنَا قَدْ حَلَفْنَا لَهُمْ بِالرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. وَلآنَ لاَ نَتَمَكَّنُ مِنْ مَسِّهِمْ.
    20هَذَا نَصْنَعُهُ لَهُمْ وَنَسْتَحْيِيهِمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْنَا سَخَطٌ مِنْ أَجْلِ لْحَلْفِ لَّذِي حَلَفْنَا لَهُمْ». 21وَقَالَ لَهُمُ لرُّؤَسَاءُ: «يَحْيُونَ وَيَكُونُونَ مُحْتَطِبِي حَطَبٍ وَمُسْتَقِي مَاءٍ لِكُلِّ لْجَمَاعَةِ كَمَا كَلَّمَهُمُ لرُّؤَسَاءُ».
    22فَدَعَاهُمْ يَشُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا خَدَعْتُمُونَا قَائِلِينَ: نَحْنُ بَعِيدُونَ عَنْكُمْ جِدّاً, وَأَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي وَسَطِنَا؟ 23فَالآنَ مَلْعُونُونَ أَنْتُمْ. فَلاَ يَنْقَطِعُ مِنْكُمُ لْعَبِيدُ وَمُحْتَطِبُو لْحَطَبِ وَمُسْتَقُو لْمَاءِ لِبَيْتِ إِلَهِي».
    25وَالآنَ نَحْنُ بِيَدِكَ, فَافْعَلْ بِنَا مَا هُوَ صَالِحٌ وَحَقٌّ فِي عَيْنَيْكَ أَنْ تَعْمَلَ». 26فَفَعَلَ بِهِمْ هَكَذَا, وَأَنْقَذَهُمْ مِنْ يَدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَقْتُلُوهُمْ. 27وَجَعَلَهُمْ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ لْيَوْمِ مُحْتَطِبِي حَطَبٍ وَمُسْتَقِي مَاءٍ لِلْجَمَاعَةِ وَلِمَذْبَحِ لرَّبِّ إِلَى هَذَا لْيَوْمِ, فِي لْمَكَانِ لَّذِي يَخْتَارُهُ.
    أرأيتم يا من تعدون العدة ، وتجمعون أوراقكم ، وتشدون الرحال لمصالحة ومسالمة اليهود ، وتتبرءون من المضطهدين في فلسطين ونصرتهم ، وتقدمون الأيمان على أنكم لهم طائعون !! أرأيتم مصير من فعل ذلك من الأسلاف ؟!
    مصيره اللعنة من إله بني إسرائيل ، وأن يكون خادما يجمع الحطب ، ويسقي الماء لسادته اليهود في مقابل أن يمنوا عليهم بالحياة ، كما تنص هذه العبارة " 23فَالآنَ مَلْعُونُونَ أَنْتُمْ. فَلاَ يَنْقَطِعُ مِنْكُمُ لْعَبِيدُ وَمُحْتَطِبُو لْحَطَبِ وَمُسْتَقُو الْمَاءِ لِبَيْتِ إِلَهِي " فاختاروا لأنفسكم !
    كم !
    قيمة المرء ما يحسنه
يعمل...
X