إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم : جمال قتالة - الشاعرة ( نصيرة طولبة ) مرسيليا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم : جمال قتالة - الشاعرة ( نصيرة طولبة ) مرسيليا

    الشاعرة الجزائرية نصيرة طولبة (مرسيليا)
    عندما يتحرق رماد الحرب في مهبل الشيطان
    بقلم : جمال قتالة




    نصيرة طولبة شاعرة و كاتبة كلمات باللغة الفرنسية قضت معظم شبابها في مدينة الجسور المعلقة قسنطينة تعيش حاليا بمرسيليا فرنسا. أشرفت على العديد من ورشات الكتابة و نسقت إقامة الكتاب في مرسيليا متعاونة مع الكثير من الهيئات الثقافية فهي مراسلة للمجلة الفرنكوفونية (سي نيوز) و جريدة(مارسليا المدينة)، .لها عدة مؤلفات بدار(ميديا بلوس) بقسنطينة أهمها (صيحة شجرة الكرز)، (عشق الزمن) و (رماد الشمس) بعض من كتابتها طبعت في بعض المجلات و المختارات من بينها قصيدة مهبل الشيطان الذي نشرت في مجلة الجزائر آداب و نشاط. لتبقى كتاباتها تضفوا على ضفتي البحر المتوسط. و الدليل ان بعضها ترجم إلى الانجليزية كرمت بعدة جوائز أهمها
    l’Académie de Lutèce, Médaille de Vermeil, Poésiades de Béjaïa, Arcan’Arts Ville de Marseille, Prix société des artistes et poètes français du Var


    جمال قتالة :
    أنت شاعرة ومكلفة بالتنمية الثقافية المحلية و الإدارية في مدينة مرسيليا ، أين تجدين نفسك أكثر، حتى إذا كان الجواب سلفا هو الكتابة وعن ماذا تكتب نصيرة طولبا بشكل عام و خاص؟

    نصيرة طولبة :
    أحب عملي كثيرا، حتى إذا كان يوفر لي كثيرا من الرضا، يبقى أنه،بمثابة امتداد لاهتمامي، أليس هذا رائع...اهتماما يسمى الشعر.دون شك، أجد نفسي في الكتابة.حرة في أفكاري و في كتاباتي.و حتى يتسنى لي ترجمة ثوراني، المزاجي،الغيظي و حتى أحاسيسي.الشاعر يستدعي الصمت من المصادر و المراجع و يستثير الإلهام الذي يخدعه أحيانا. يواجه غموض الواقع المجرد من الحس و المعاني، يقلب المعايير المفروضة التي تسمي" الطابو" و الممنوع و الغير معلن، يدفع التجارب المرة و اللزجة مثل علقة في المجهول. يحاول إزالة الكلمات المريضة و البذيئة.الآلام الشريرة و القبيحة مثل الصاعقة التي تمزق السماء. يمزق اللامعقول، يحرق الشياطين، يسبح في الأجواء. يحسن و يسيء استعمال إلهامه في هذا الزمان
    الشاعر ينتابه الإحساس بأنه وحيد في هذا الكوكب الجميل الذي مارسنا علية العدوان، اغتصبناه بسوء المعاملة، يشرب و يرتشف و يحتسي الكوب و كل الكون ينتمي له.
    الإجابة على الشق الثاني من سؤالكم.ماذا أقول؟
    أكتب ككل شاعر حساس لبيئته فهو الذي يضع الأصبع حيث لا يستطيع الآخرون . ينادي و يستدعي أحاسيسه و طموحاته حتى يتمكن من توليد المحضور و إجهاض الكلمات الثقيلة اللامتوازنة و السامة التي أنشأت اللاعدل، و الفرقة، و البؤس و الشقاء الإنساني، الديكتاتورية التي تأسست في كل أماكن العالم، الأنظمة الحمقاء، الحروب"النظيفة" و الكاذبة...
    إنها المواضيع التي تستوقفه و تفرض عليه الاستجابة.في حين، بعض المواضيع تمنحه لحظات السعادة الخالصة إلى حيث يطفو الإلهام بين السماء و الأرض. مع الصفاء و النقاء الذي يخضع إلى مزاج و أهواء و عاطفة الشاعر.لا توجد خصوصية دقيقة، الشاعر ينتمي إلى الكون، إنه هنا و هنالك،يستنفذ منبعه في كل الاتجاهات و الأماكن،في الجوهر و العمق بين الرونق و الخرافة. يحاول الكائن البشري التحكم و مراقبة حياته، لكن يجد نفسه مطوقا في فخ أنانيته. لو كان الشعر لغة كونية، سيكون الكائن البشري متسامحا مع ذاته و مع الآخرين من بني جنسه. هذه هي المواضيع التي تستلهمني لأكتب عنها انتم من تقرؤون لي

    جمال قتالة :
    عنوان كتابك"صيحة شجرة الكرز" ماذا تقولين عنه؟

    نصيرة طولبة :
    هي شجرة غرست من طرف الراحل جدي"سي علي طولبة" أثناء الثورة التحريرية الجزائرية.كنا نقطن ب"وادي الحد" حي (الأخوة عباس) بقسنطينة .كانت شجيرة صغيرة لبعض السنتيمترات.خلال السنون،كانت شاهدة على حياتنا.رأت الزمن القادم و المنقضي، تاركة الذاكرة على الطريق.رأت الأطفال يكبرون، يضحكون، يلهون، و يبكون. عايشت المريض و المتعافي، عاشت البهجة و السعادة، المعاناة والحزن العائلي .عاشت كذلك المنفى؛ المنفى الذي دفع باب منزلنا حيث رحل جدي إلى منفاه فرنسا .منزل شجرة الكرز ، كما يقول الناس.أراها لامعة و براقة، حزينة ومتفسخة، قلقة و متألمة في نفس الوقت.شكلها الهلامي يؤويني لما أركن جانبها.أقضي ساعات أحكي لها أفراحي الصغيرة، أحزاني و آلامي، أقدم لها عروض اليوم التي تحتفظ بها بشكل نفيس، في مكان ما،حيث لا يعلمه أحد...كانت مهيبة و أنيقة مثل أمير توج بالزمرد و الياقوت.تكبرتلك الفتاة و تصبح شاعرة و تنعيها: صيحة شجرة الكرز .هكذا كان التواطؤ بين الكائنين...يؤثر القدر و يدفعني بدوري إلى المنفى.الوداع كان أليما جدا.تمر السنون، و في يوم ما، يأتي الخبر المفزع، تقلع أميرتي( شجرة الكرز ليخلفها الاسمنت المسلح . كان الحزن غير المنتظر يضاف إلى المرارة و محنة المنفى و الصمت الذي يؤوينا.فقط شجرة حب الملوك تستطيع إزهار العقل المتفرد.

    جمال قتالة :
    و ماذا عن "رماد الشمس" و "مهبل الشيطان" و "رائحة الزمن".

    نصيرة طولبة :
    هذه النصوص بمثابة صدى المعاناة المتوارثة بقوة و انتفاضة الكلمة.الشاعر لا يمكنه الاستسلام أمام الأحداث الفضيعة التي تجر و تتطاول على القوانين و الممنوع ، أمام قسوة الحروب ذات الرماد المحترق في مهبل الشيطان، تاركة العديد من التلميحات اللامنتهية بمواجهات بالقمع الدموي للمتمردين"زنقة، زنقة".لا يمكن تحمل، صورة طفل في ميدان الحرب، يتأمل و يرسم صورة أمه الغزالة التي تحترق في مهب الريح.لا يطاق تعامل الوضع المعاصر مع حال المرأة في العالم، تغتصب، تعنف، و تعدم في الساحات العمومية.لا يطاق أيضا،اللامبالاة و الظلم ، الفقر و المآسي و الشرور الدرامية التي اعتقدنا أن القرن العشرين سيكون فيها عصرا للمعرفة، الثقافة،و أنسته حقوق الإنسان.لقد شاهدنا في جميع أنحاء العالم،الصراعات و العدائية، الديكتاتوريات و "البول -إ يتيك" و سياسة الضربة القاضية.
    البعض يولد ليعيش، و البعض الآخر يولد للمعاناة / البعض يولد لإنقاذ الحياة/ و البعض الآخر لإخمادها/ البعض يهذي كالمجانين، و البعض الآخر يستسلمون للموت/ و للإفلات من البؤس في زمن هذياني لا مستقبل فيه.
    هذه النصوص، هي كذلك صدى الغناء الساحر و الجذاب مثل رنين الصمت، أغاني الزمن الغابر، الألحان التي تذكرني بأرض (شجرة الكرز ) كل الأصداء من حولي تذكرني برونق بلادي، بالجسور المعلقة التي تعانق عبق هواء الأوراس.

    جمال قتالة :
    لقد قاومت أيضا ضد العنصرية، بأي وسيلة قمت بذلك، و ماذا عن النتائج بما في ذلك ترقية المواطنة؟

    نصيرة طولبة :
    سوف أبقى أقاوم دوما ضد كل أشكال التمييز، أقوم لأجل احترام الكرامة الإنسانية و تثمين الكلمة و الممارسات الثقافية،الفنية و الأدبية قصد تمكين الجميع من الولوج في الثقافة لكل الناس بإدماج اجتماعي أفضل و هكذا نستطيع أن نمرح بمواطنتنا على أكمل وجه. يتم ذلك بتعليم القيم الإنسانية التي ترتكز على الاحترام، الهوية، الكرامة و وجود كل واحد بمدى مساهمته في إحقاق المبادئ الأساسية: الحق في العلاج، الحق في التمدرس، و المواطنة.
    بالتنوع الثقافي في المدينة، يجب أن ننتفع من تلاقح الثقافات و طرق الحياة. تبقى الثقافة العامل الأساسي لإشباع فضول الفرد و تطوير قدرات فكرية.. تمكن من مجابهة الأمية، الإقصاء, العنصرية و كراهية الأجنبي و كل أشكال التمييز.

    جمال قتالة :
    لقد قمت بقراءة واحدة للعرض المسرحي." الخبزة" للفنان الدرامي عبد القادر علولة، كيف كانت التجربة؟

    نصيرة طولبة :
    قمت بعدة قراءات لمسرحية"الخبزة"للفنان المسرحي عبد القدر علولة.قراءات قدمتها في مناسبات عديدة جنوب فرنسا مع العديد من الممثلين و الفنانين بما في ذلك المخرج"جان كلود نيتو"..العرض لاقى نجاحا كبيرا و التجربة كانت مهمة.

    جمال قتالة :
    نظمت لقاءات تنشيطية مع "ياسمينة خضرة"و"نور الدين سعدي"و"رانيا عودان" و آخرون...كيف كانت التجربة؟

    نصيرة طولبة :
    بعيدا عن مهنتي، أنا مدعوة إلى لقاء الكتاب، الشعراء، الفنانين و الجامعيين.فيما يتعلق بهذا الشق، يمكن لي القول أن الحظ يحالفني.أقرء كتاباتهم و أتوغل في صمتهم، أسرارهم و حياتهم، إنه رائع جدا.لحظات من المتعة الكاملة، ثراء حقيقي.التجارب مختلفة لكن مهمة و بناءة في نفس الوقت.كتابات و سرد متعدد، قصص ثرية بالصور، بالعواطف، بالأحاسيس، بأشخاص، أحيانا، على غير العادة أو خارج عن المألوف...
    أعتقد أنك تقصد بسؤالك الكتاب الجزائريين:
    بعض امن قابلتهم مؤلفاتهم تركت بصماتها في ذاكرتي و خاصة شخصيات رواياتهم اذكر بعضها ، "عبلة" في (ليلة الأصول) ل "نور الدين سعدي" و(حكيم الجبل) و ( لغز اليسار)للمؤلف "عبد القادر بكار" و"محمد نذير سبع".
    من حين، أنا معجبة و أكن احتراما كبيرا لأعمدة الأدب الجزائري: محمد ديب، عبد الحميد بن هدوقة، مالك حداد..

    جمال قتالة :
    بعيدا عنك، حياتي عذاب، على أطراف السبابة، يا قسنطينة، ردي علي من فضلك؟ يقولون أنك ذات حنين خارق للعادة لقسنطينة، لا تتقاسمينه، الا شعرا؟؟

    نصيرة طولبة :
    ."حنين رهيب"، أنا لست متأكدة. لكن أحمل في ثنايا خبرات الطفولة، رائحة الأرض الخالصة و الملونة، لشجرة"الكرز" بأزهارها البلورية، لمدينتي، لجذوري، لبلادي...يبدو لي ، أن الحنين موجود في الطبيعة البشرية.ليست لدي أزمة هوية، الحمد لله، أنا فخورة بأصولي التي تتبعني حيث ما كنت و لا ابدي أي حياء إذا قلت بأني حنينية، حتى و إن أتزود من هنالك من ثقافات، تقاليد، أعراف و نماذج أخرى للحياة تختلف عن ما لي. بشكل كامل، نتقاسم ما نحب بجمال الكلمة الذي بيقى الأروع.
    جمال قتالة :
    بعد عبور الصحراء كما يقولون، هل ستكون عودة نصيرة طولبة التي افتقدناها منذ 2005، و ما هي المشاريع و المنشورات التي تنتظر الإفراج؟

    نصيرة طولبة :
    خارج الحدود الجزائرية، تابعت عملي: مهبل الشيطان الذي نشرته في المجلة الجزائرية/آداب /نشاط، العديد من المقالات نشرت في دوريات المختارات و بعض المواقع...مراسلة لمجلة س/نيوز، موديراتريس، إخراج و تنشيط ورشات الكتابة في بعض المؤسسات التربوية و هيئات أخرى...لكن، بعد فقداني لأبي المحبوب،حدث نوع من التراخي من جهتي فيما يتعلق بالشعر.لكن، ما يتعلق بالجزائر، هناك بعض الصمت الذي يخيم نظرا لعدم تلقى دعوات، أتمنى أن تغلق هذه المزدوجة.

    جمال قتالة :
    ما هي أهتاماتكم خارج الكتابة و القراءة؟

    نصيرة طولبة :
    خارج الشعر و القراءة: أحب أن أهيم و أتمتع بجمال الناس، المدن و المدائن، التلال و الجبال،الينابيع و الأنهار،التوقف و التأمل بشكل مطول في الأشياء العجيبة.أحب البستنه.أعشق الطبخ، و أحب، كذلك، التذوق من الأطباق المحلية و أرغب في تقديمها إلى الأصدقاء لإرضائهم.
    بعض الموسيقيين الكلاسيكيين ينالون إعجابي.و كذا أغانينا التقليدية:عيسى جرموني،فرقاني، ثيقيار، أم كلثوم، علي رياحي، إديت فياف، جاك برال و باربارا...

    جمال قتالة :
    لكي نكمل، إذا عرضت عليك:"هنا ، تدفق ،على حافة الربوة أنحني،أطيع القلب المحترق وفقا لتقدير المسافات لأحلام الليالي الابتعاد يؤرق ضميري أكتب؟" ماذا تقولين؟

    نصيرة طولبة : الجواب موجود في بحيرة الأوراس
يعمل...
X