إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بوريس يلتسين أول رئيس لروسيا الاتحادية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بوريس يلتسين أول رئيس لروسيا الاتحادية

    بوريس يلتسين أول رئيس لروسيا الاتحادية




    بوريس نيقولايفيتش يلتسين (1931 - 2007 ) شخصية سياسية متناقضة تولى رئاسة روسيا طوال تسعينات القرن الماضي. وكان يلتسين ضمن الساسة الثلاثة الذين اتخذوا في غابة بيلوفيجسكايا في غرب بيلوروسيا قرارا بتصفية الاتحاد السوفيتي وتأسيس رابطة الدول المستقلة. ويعد يلتسين من الاصلاحيين الراديكاليين. واسفرت اصلاحاته الاقتصادية عن تدهور المستوى المعيشي في روسيا. كما انه اتخذ قرارا بحل مجلس السوفيت الاعلى (البرلمان المنتخب بطريقة شرعية) لروسيا الاتحادية وقصف مبناه بالدبابات وقمع مقاومة المدافعين عن البرلمان. ومن اهم خطواته المصيرية قراره بشن الحرب على الشيشان، مما اودى بحياة الالاف من الضحايا بين السكان المدنيين والجنود والضباط الروس . ومن جهة اخرى فان يلتسين حال دون وقوع حرب اهلية واسعة النطاق في روسيا، على غرار الحرب اليوغوسلافية الدامية. ويعود اليه فضل كبير في وضع اسس للديموقراطية في روسيا، بما في ذلك في مجال حرية الرأي والصحافة والاجتماعات والتنقل والسفر الى خارج البلاد وتطبيق نظام تعدد الاحزاب. وقام يلتسين بعدة محاولات لفرض حظر على نشاط الحزب الشيوعي في البلاد.
    ولد بوريس يلتسين في 1 فبراير/شباط عام 1931 في قرية بوتكا بمقاطعة سفيردلوفسك (يكاترينبورغ حاليا) في عائلة فلاح. وكان جده فلاحا ثريا صادرت السلطة البلشفية ممتلكاته كلها واجبرته على الهرب من موطنه.

    تخرج بوريس يلتسين من كلية الهندسة في معهد الهندسة بمدينة سفيردلوفسك (
    يكاترينبورغ حاليا). وعمل مهندسا مدنيا على مدى 13 عاما. في عام 1961 التحق بوريس يلتسين بالحزب الشيوعي السوفيتي، حيث صار يتسلق سلم الترقيات سريعا من منصب الى اخر. وتم انتخابه في عام 1976 سكرتيرا اول للجنة الحزب الشيوعي في مدينة سفيردلوفسك . وبقي في هذا المنصب حتى عام 1985. والجدير بالذكر انه يتحمل السؤولية عن هدم منزل ايباتوف الذي شهد اعدام نيقولاي الثاني آخر قياصرة روسيا وافراد اسرته.
    في عام 1985 بدأت في الحزب الشيوعي الروسي حملة تجديد الكوادر . واستدعي يلتسين من سفيردلوفسك ليشغل منصب السكرتير الاول للجنة الحزب في مدينة موسكو. واتصفت ولايته في هذا المنصب بحملات دعائية عديدة ترمي الى مكافحة الفساد وحرمان القيادات الحزبية من الامتيازات التي تمنحها العضوية في الحزب الشيوعي. وكان تلفزيون موسكو يعرض حينذاك ركوب يلتسين الترام في طريقه الى موقع العمل والتنقل في سيارة "موسكفيتش" الشعبية، الامر الذي ساعد في نمو شعبيته بين الفئات الفقيرة من الناس والمثقفين من اهالي موسكو.

    وشهدت سنة 1987 انعطافا جذريا في مصير يلتسين السياسي، حين القى كلمة في اجتماع اللجنة المركزية للحزب بالغ فيها بانتقاد
    ميخائيل غورباتشوف الامين العام للحزب الشيوعي آنذاك وسياسته الداخلية. وتم اعفائه من المناصب الحزبية جميعا. فطلب يلتسين اعادة اعتباره السياسي، لكن مندوبي المؤتمر الحزبي لم يوافقوا على طلبه. فتخلى يلتسين عن عضويته في الحزب الشيوعي. ومكنته سياسة "البيريسترويكا" (اعادة البناء) التي كان يتبعها غورباتشوف في تلك الفترة من ترشيح نفسه لينتخب نائبا في مجلس السوفيت الاعلى (البرلمان السوفيتي) للاتحاد السوفيتي ويترأس المعارضة البرلمانية الراديكالية المناهضة للحزب الشيوعي، الى جانب رجال السياسة والمجتمع المعروفين مثل المنشق اندريه ساخاروف والخبير الاقتصادي غافريل بوبوف.
    انتخب يلتسين عام 1990 رئيسا لمجلس السوفيت الاعلى لروسيا الاتحادية بالرغم من المقاومة الشديدة من قبل الجهاز الحزبي الشيوعي. ثم تم انتخابه في 12 يونيو/حزيران عام 1991 رئيسا لجمهورية روسيا الاتحادية السوفيتية الاشتراكية.

    كان ميخائيل غورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي حينذاك ينوي في صيف عام 1991 عقد اتفاقية اتحادية جديدة مع جمهوريات الاتحاد السوفيتي من شأنها ان تمنحها استقلالا اكثر وتحول الاتحاد السوفيتي الى اتحاد كونفيدرالي، الامر الذي اثار الاستياء لدى المسؤولين في الحزب الشيوعي وجهاز الامن والجيش الذين دبروا انقلابا واعلنوا تشكيل لجنة حالة الطوارئ في محاولة لاعادة الوضع الى ما كان عليه سابقا. وفشلت المحاولة الانقلابية بفضل الموقف الحاسم الذي اتخذه يلتسين وانصاره في مجلس السوفيت الاعلى. وانتهى الامر باعتقال المتمردين في اغسطس/آب عام 1991 وازدياد شعبية يلتسين الى مستوى لا مثيل له.
    في 6 نوفمبر/تسرين الثاني عام 1991 اصدر يلتسين مرسوما رئاسيا حظر بموجبه نشاط الحزب الشيوعي في جميع انحاء روسيا الاتحادية. لكن المحكمة الدستورية لم تؤيد هذا المرسوم. وفشلت جميع محاولات غورباتشوف لعقد معاهدة اتحادية جديدة، لان يلتسين كان يسعى الى تولي زمام السلطة بمفرده، فيما كان غورباتشوف يحاول منع ذلك.

    في 8 ديسمبر/كانون الاول عام 1991 اجتمع رؤساء الجمهوريات الثلاث روسيا الاتحادية واوكرانيا وبيلوروسيا بوريس يلتسين وليونيد كرافتشوك وستانيسلاف شوشكيفيتش في جو من السرية بمنطقة غابة "بيلوفيجسكايا" في بيلوروسيا ووقعوا اتفاقية حول حل الاتحاد السوفيتي و تأسيس رابطة الدول المستقلة. واطلقت على جمهورية روسيا الاتحادية السوفيتية الاشتراكية تسمية روسيا الاتحادية. وشكل يلتسين حكومة ترأسها الخبير في الشؤون الاقتصادية يغور غايدار الذي باشر بتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. و بدأت الاصلاحات من تحرير اسعار السلع الاستهلاكية، الامر الذي ادى الى خفض قيمة المدخرات لمعظم المواطنين في المصارف وإفلاس عدد هائل من المؤسسات الصناعية. واتخذ مجلس السوفيت الاعلى موقفا مناهضا للاصلاحات الراديكالية في مجال الاقتصاد وبدأ في ادخال تعديلات في الدستور كان من شأنها الحد من سلطة الرئيس ، وهو ما ادى الى المواجهة بين البرلمان من جهة والرئيس يلتسين من جهة اخرى، حيث انتهت (المواجهة) باصدار يلتسين مرسوم يقضي بحل البرلمان، ووصلت البلاد في اكتوبر/تشرين الاول عام 1993 الى حافة الحرب الاهلية.

    وكان انصار مجلس السوفييت الاعلى( البرلمان) طيلة ايام الازمة يرابطون بالقرب من مبنى البرلمان، في محاولة منهم للحيلولة دون اقتحامه من قبل القوات الموالية للرئيس يلتسين. غير ان المواجهة السلمية تحولت يوم 3 اكتوبر/تشرين الاول عام 1993 الى صدامات مسلحة . ونظم انصار البرلمان مسيرة في شارع "سادوفويه كولتسو" انطلاقا من ساحة "اكتيابرسكي" حيث اجتمع عشرات الآلاف من المتظاهرين حتى البيت الابيض، مقر البرلمان . ولم يواجهوا في طريقهم اية مقاومة، ثم استولوا على مبنى بلدية موسكو وحاولوا فرض سيطرتهم بالسلاح على مجمع التلفزيون المركزي "اوستانكينو". ونتيجة لذلك اعلن الرئيس يلتسين في ليلة 2- 3 اكتوبر/ تشرين الاول عام 1993حالة الطوارئ في البلاد وادخل قوات الجيش الى المدينة. وفي صباح اليوم التالي بدأت الدبابات
    باطلاق النار على مقر البرلمان (البيت الابيض). وانتهت الازمة السياسية باعتقال نائب رئيس الجمهورية الجنرال روتسكوي ورؤساء المعارضة.
    في 12 ديسمبر/كانون الاول عام 1993 جري في روسيا الاستفتاء الشعبي العام بخصوص اعتماد الدستور الجديد والانتخابات في مجلس الدوما. وصوتت لصالح الدستور نسبة 58.4 % من الناخبين الروس.

    في عام 1994 اصدر يلتسين امرا
    بادخال القوات النظامية الى جمهورية الشيشان التي اعلنت الاستقلال عن روسيا. لكن العملية العسكرية التي تم الاعداد لها بشكل سيئ ادت الى سقوط ضحايا كثيرة لا مبرر لها بين الجنود الروس والسكان المحليين، الامر الذي اضطر يلتسين الى سحب القوات من الشيشان عام 1996 وعقد اتفاقية الصلح مع الانفصاليين. لكن توسع الارهاب في شمال القوقاز في نهاية التسعينات اجبر يلتسين عام 1999 على استئناف الحرب .
    كان يلتسين يحب تغيير رؤساء حكومته، حيث حل فيكتور تشيرنوميردين محل يغور غايدار، وحل سيرغي كيريينكو محل فيكتور تشيرنوميردين، ثم جاء محلهم يفغيني بريماكوف
    وسيرغي ستيباشين واخيرا فلاديمير بوتين عام 1999 . ولم يركز يلتسين لسوء صحته في المرحلة الاخيرة لولايته الثانية على شؤون الدولة وسلم زمام السلطة، وخاصة في الشؤون الاقتصادية الى اعضاء اسرته ومحيطه الذين كانوا يستفيدون كثيرا من هذا الامر لتسيير امورهم الشخصية وكسب الاموال. وفاز الحزب الحاكم " روسيا الموحدة" عام 1999 في الانتخابات البرلمانية. فقدم يلتسين في 31 ديسمبر/كانون الثاني عام 1999 استقالته من منصب رئيس روسيا وسلم زمام السلطة الى رئيس الوزراء ورجل المخابرات السابق فلاديمير بوتين.
    كان يلتسين المتقاعد في السنوات السبع الاخيرة لحياته يقوم بجولات كثيرة في العالم . بما في ذلك قام قبل وفاته بشهر واحد بالحج الى الاماكن الارثوذكسية المقدسة في فلسطين، حيث قام بزيارة القدس ونهر الاردن.

    توفي بوريس يلتسين في 23 ابريل /نيسان عام 2007 ودفن في مقبرة "نوفوديفيتشي" بموسكو.
يعمل...
X