إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عواد كردي استعادة لمكنون ذاكرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عواد كردي استعادة لمكنون ذاكرة

    عواد كردي استعادة لمكنون ذاكرة


    الفنون تقوم على الفكرة الآنية المباشرة التي لا تتكرر


    دمشق ـ علاء الجمّال:
    "عواد كردي" فنان تشكيلي سوري عرف بفنه الفطري الغني بالرموز والدلالات، المشرب بهواجس حالمة باحثة في مكنون ذاكرة، ولحظات صمت طويلة نالت من تأمله وبحثه... والسؤال ماذا بعد؟ وعندما ينطوي الفنان إثر ظروف الحياة، وتصبح أعماله مخزوناً وإرثاً.. فمتى تحظى بالإرادة الواعية من راع يسعى لتكريمها وإظهارها، وشابه ذلك الكثير من فنانينا الذين أضحوا بفعل الظروف مغمورين في البحث عن لقمة العيش.

    موقعنا كان له مع الفنان عواد كردي الحوار التالي:

    * تضج أعمالك بالرموز والإشارات التي تنتمي إلى ذاكرة قديمة مُتعشقة في ذاكرتك الباحثة، تنمي إلى القرية والأرض والنهر والطفولة حبذا لو توضح بعض هذه المراحل التي صنعت تلك الرموز والإشارات؟
    ** اتضح شغفي بالفن التشكيلي منذ مراحل الطفولة التي بدأتها مع الأعمال الطينية، بتصنيع أشياء أشبه بالدمى خامتها الطين، فالأرض تلك الرائحة التي تحيي قلبي، والشتاء الملهم والصديق.
    تطورت أعمالي إلى صنع أشياء من الورق من ثم تطورت إلى التشكيل باللون، رسمت أعمال كثيرة ومتنوعة، وتنامت فيما بعد مهارتي في التشكيل حتى وصلت إلى ماهي عليه... وعموماً الإنسان في مراحل الطفولة يعيش حالة التصاق مع الرموز التي تبقى كموروث في ذاكرته لتتحرر فيما بعد إلى هواجس وأحلام ضمن فراغ اللوحة.
    أثناء الدراسة والبحث تبلورت موهبتي أكثر فأكثر، ومن أميز الموضوعات التي ركزت عليها أو كانت محوراً لبحثي سنبلة القمح، وذلك لقربها من العين، ولكونها عنصراً جمالياً ذو أبعاد مختلفة، وحتى الآن أحسب أنني ذاك الطفل الذي يعيش بأشيائه وألوانه وطقوسه ضمن بحثي.
    هذا الطفل هو الذي يعيش في داخلي هو صاحب اللون والشكل في اللوحة، أرسم الماضي بكل ذكرياته الحلوة، وتأتي الوجوه حالات تعبيرية عشتها وأعيشها تناديني وتصرخ في العالم بأني هنا، فهي رموز لوحاتي، وللطبيعة وجمالياتها الخلاقة الدور الأميز في تطور نصّي البصري، فهي مدرستي ومعلمي أيضاً، فأنا لم أتتلمذ على يد أي معلم.

    * يلاحظ اختلاف بين مرحلتين هامتين في حياتك كفنان تشكيلي، هلا أوضحت سمات كل مرحلة والجديد الذي طرأ عليها؟.
    ** المرحلة الأولى كانت حالة تعبيرية واقعية، أدخلت عليها فيما بعد البيت القروي والشجرة واللون الأخضر والبني والمرأة كينونة العطاء في هذه الحياة. المرحلة الثانية كانت أكثر عنفواناً وشدة، ركزت فيها على القيمة اللونية وتأثير اللون على عين وذائقة المتلقي، مثلاً اللون الأحمر والأسود دخلا على لوحتي بشكل صريح والشخوص كانت أكثر ضجيجاً على عكس المرحلة الأولى التي اتسمت بهدوء اللون من بعدها توقفت عن التشكيل فترة تجاوزت العشر سنوات. خلال انقطاعي عن التشكيل، أقمت ورشة عمل مع أبنائي لفترة من الزمن، رسمنا فيها أعمالاً بلا قيود أو رقيب، وهذه الأعمال أمل أن تحظى مع الزمن بفرصة عرض في معرض شخصي، وهناك نقطة هامة أود أن أذكرها وهي أنني أرسم العمل الفني، وأنا في حالة تقشف تامة، وهي حالة تشعرني بقيمة ما أنجز.


    ○ مسارات في العمل الفني


    * برأيك كفنان تشكيلي متى يصبح العمل الفني متوازناً؟
    ** العمل حتى يكون متوازناً من حيث المبدأ عليه أن يكون مُشرباً بهواجس الفنان وأصالته، غنياً بالقيم الفنية، العنصر واللون والموضوع والغاية التي ستقدمها الرموز للمتلقي، والتطور والغنى الذي ستقدمه لذائقته.
    ففي حالة الرؤية العامة وليس النظر إلى اللوحة من زاوية واحدة، ممكن أن نشعر بتكاملها إذا امتثلت لتلك القيم، وكانت جذابةً لعين المتلقي، باعثة على تأمله والإمعان في موضوعها والتحليل لمعطياتها البصرية، عندها نقول أنها عمل تشكيلي متوازن من حيث الأبعاد والمضمون، ولا ننسى خصوصية الفنان والتكنيك والأدوات التي عمل عليها.


    * كيف تنظر إلى الناحية الجمالية في اللوحة، وهل تكفي برأيك لمنح العمل أبعاده الصحيحة؟
    ** ليس هناك عملاً فنياً كاملاً، لذلك تبقى الحالة الجمالية متفاوتة من عمل لآخر، وترجمتها من خلال المتلقي تختلف تبعاً لذائقته وثقافته البصرية، عدا أن الحالة الجمالية هي التي تحدد للشكل قيمته وأبعاده ومضمونه، وهي من تحدد مسألة البحث والتطوير فيه، وتبقي الفنان على هاجسه وتفكيره في كيفية تقبل اللوحة لدى الآخر وفهم نصّها ورسالتها.

    * لحظة المكاشفة التي تجمع الفنان بالسطح الأبيض، فيتولد الإبداع وتكون لوحته مطاف لرؤاه الكثيرة الحالمة الواقعة لديه من الطفولة ومراحل من ذاكرته... كيف تعيش أو تحلل هذه اللحظة؟ وما دور النقد الجمالي في تطوير مكاشفة هذه اللحظة؟
    ** ليس هناك ما هو أروع من اكتشاف اللحظة الغامضة المتولدة في لحظات الصمت التي يعيشها الفنان... فتكون مهداً لتشكل الفكرة واختبار المهارة وتجسيد الموضوع، بالتالي تجاوز المساحة البيضاء وتشكيل الرؤية عليها، هنا تأتي متعة البحث، متعة اكتشاف السر الذي رصده الفنان في عمله، ومجرّد ما أن انتهى العمل الفني أو أعلن العمل نهايته، تنتهي بدورها مهمة الفنان، ويبقى للمتلقي فهم هذا الإنجاز وغايته ودلالاته... ويأتي النقد كمكمّل لعميلة البناء، على أن يكون نقداً بناءاً، وكلما كان العمل الفني متمتعاً بالبساطة والقوة في حركة التكوين وتركيب اللون، ويكون مقروءاً لكل الناس، يسمى إلى الإنجاز المتكامل.

    * اللون برأيك أيكون كافياً لتحريك ذائقة المتلقي؟
    ** اللون ليس كافياً كمحرك لذائقة المتلقي إذا خلا من التفاعل الشفاف مع الأحاسيس الراقية للفنان مع ذلك لا استطيع نفي قدرة الملونين، وغرضهم من أظهار منمنمات اللون، التشكيل باللون لغة راقية تبقى مداراً تحاك حوله الكثير من التساؤلات والإيضاحات.

    * الفن الفطري من وجهة نظرك كفنان تشرب من هذا المذهب وأنجز أعماله من خلاله؟.
    ** هو إلغاء لأي دراسات عقلانية معينة على السطح الأبيض للوحة، فعندما ابدأ بتشكيل أي لوحة أجسد الحالة التعبيرية التي أعيشها مستنداً إلى عنصري الصفاء والعفوية، السطح الأبيض إذا سيطر على فنان يصبح العمل تقليدياً، على الفنان أن يكون مسيطراً على عوالمه، بالتالي مُسيطراً على لوحته وحركة التكوين فيها، عندها يتحرر العمل بالشكل الفطري الأمثل.
    الفنون الجميلة بشكل كامل تقوم على الفكرة الآنية المباشرة التي لا تتكرر. وهي اللحظة التي يتولد فيها الإبداع، إنسان الحضارات الأول عاش في الكهوف وكان يتواصل مع أخيه من خلال الرسوم التي يرسمها بفطرته على شكل دائرة أو مثلث أو خط عادي مع الآخرين.. إذا الفطرة هي محور التواصل الأول مع الآخر. لذلك أنا بفطرتي وعفويتي أرسم ما أشعر وأترك عملي بعد إنهائه لعين المـتأمّل يراه ويحلله من خلال دراسته، ونضوجه الداخلي.

    ○ في سطور

    يذكر أن الفنان التشكيلي "عواد الكردي" من مواليد الحسكة عام 1965، مارس الفن التشكيلي ممارسة حرة. انقطع عن الوسط التشكيلي منذ عشر أعوام وما زال ويحتفظ بمجموعة كبيرة من أعماله التي كان قد أنجزها في مراحل سابقة ومنها لم يرى النور بعد، وهو يعتبر من الرعيل الثالث في الفن التشكيلي السوري. وحالياً يعمل على مشروع معرض جديد.
    أول معرض شخصي له أقامه في المركز الثقافي الروسي بدمشق، ولثاني في تدمر ـ مهرجان البادية الثاني السياحي، والثالث في المركز الثقافي العربي بدمشق، والرابع في حلب في صالة إيبلا بحلب، وله مشاركات جماعية كثيرة داخل وخارج القطر، أميزها مشاركة في معرض تحية إلى الفنان الراحل "ألف ريد الحتمل"...
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
    دعونا نبقى مع هذه الأعمال من نتاج الفنان عواد كردي


















    الفنان عواد كردي
    0969934092
يعمل...
X