إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التفكير الجماعي2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفكير الجماعي2


    ضغط المجموعة و التفكير الجمعي أمثلة واقعية:

    تجربة سلومون آش على انسجام المجموعة:

    تناولت دراسة سلومون آش ٍٍSolomon Ash مجموعات من سبعة أو ثمانية أشخاص يجلسونفي غرفة الصف و يُطلب منهم المقارنة بين بطاقتين لدى الباحث.

    تحتوي إحدى البطاقتين على عمودٍ واحد و الثانية على ثلاثة أعمدة متفاوتةالطول. أحد الأعمدة الثلاثة في البطاقة الثلاثية مطابق للعمود المبين في البطاقةالأحادية، و الفرق بين أطوال الأعمدةِ واضح جداً لا يكادُ يتركُ مجالاً للخطأ, والمطلوب في هذه التجربة هو أن يُعلِنَ موضوعُ التجربةِ بصوت مسموع عن أحدِ الأعمدةِالثلاثة الذي يراهُ مطابقاً للعمود المنفرد.(موضوع التجربة subject هو الشخص الخاضعللتجربة).

    ترى ماذا سيحدث حين يأخذُ كلُّ أعضاء المجموعة بإعلانِ إجابات خاطئة؟ هل سيؤديالضغط نحو الانسجام مع المجموعة بالعضو غير المتشكك إلى تغيير إجابته مسايرةًلإجابات الآخرين؟ هذا ما يريد آش التحقق منه.

    دُرِّبت المجموعات بحيث يكون العضو غير المتشكك هو الوحيد الذي لا يعلم بأنالتجربة مدبرة، و رُتِّبت مقاعد الجلوس بحيث يكون هو آخر من يدلي بقراره. ابتدأتالتجربة بمجموعتين متماثلتين من التدريبات و أعطى كلُّ مواضيع التجربة الإجاباتالصحيحة.

    لكن في المجموعة الثالثة تعمَّدَ أعضاءُ المجموعة إعطاءَ إجابات خاطئة قائلينمثلاً- بأن العمود C هو المطابق لـ X. ثمَّ يصل الدور إلى موضوع التجربة غيرالمتشكك.

    إنه واثق من أن السطر المطابق هو B و لكن الجميع قالوا بأن المطابق هو C، والقرار الذي يواجهه هو: هل سيعلن على الملأ تصوراً مختلفاً عن المواقف المعلنةللآخرين؟ أم سيدلي بإجابة يعلم حقاً بأنها خاطئة حتى يكون رده متوافقاً مع بقيةأعضاء المجموعة؟

    انساق إلى التوافق 35% من مواضيع آش المختبرين عبر الكثير من التجارب والمحاولات. أي أدلى مواضيعُ الاختبار بإجابات يعلمون خطأها لا لشيءٍ سوى أنهامسايرة لإجابات بقية أعضاء المجموعة.

    كارثة مكوك الفضاء تشالنجر درسٌ آخر باهظ الكلفة:

    في الثامن و العشرين من كانون الثاني عام 1986 شهدت سماء فلوريدا درساً دامياًباهظ التكلفة و مثالاً قاسياً على أضرار التفكير الجمعي و الانجراف مع تماسكالمجموعة! انفجرَ المكوك بملاحيه السبعة بعد إطلاقه بفترة وجيزة وكان وراء الحادثةالتفكيرُ الجمعي فكيف كان ذلك؟

    خُطِّطَ لتنفيذِ الإطلاق أصلاً في الثاني و العشرين من ذلك الشهر و لكنسلسلةً من العراقيل أجَّلت الموعد أياماً.

    كان علماء وكالة أبحاث الملاحة الجوية و الفضاء الأمريكيةNASA يتحرقون علىإطلاق المكوك و إتمام المهمة و في تلك اللحظات الحاسمة و قبيل موعد الإطلاق بيومٍواحد فاجأهم أحدُ المهندسين بمخاوفه من مشكلاتٍ محتملة في الفواصل المطاطية التيتحمي خزانات الوقود في صواريخ التعزيز.

    نوقشت المشكلة في اجتماعاتٍ عدة على الهاتف و كان القرارُ النهائيُّ هوَالمضيُّ في عملية الإطلاق.

    بدت على مجموعة صناعة القرار أعراض التفكير الجمعي:

    -
    تجاهلوا أواستخفُّوا بالتحذيرات التي تناقض أو تعرقل هدف المجموعة.

    -
    سيطرت عليهم ثقةٌمطلقة بصحَّةِ قراراتهم و تصرُّفاتهم و هكذا أخفقوا في الغوص و تحليل كل المخاطرالمحيطةِ بها.

    -
    بالإضافة إلى العوامل السابقة أُخمدت أصوات الأقليَّة منالمهندسين المعارضين لعملية الإطلاق و الواقفين بوجه التيار العام بسبب الاتجاهالعام الضاغط نحوَ عدمِ تأجيل الإطلاق لأن ذلك التأجيل لم يكن مناسباً في وقتٍتتوجه فيه كلُّ الأنظار نحو الناسا و مشروعها الجماهيري الذي اكتسبَ سمعةً و قبولاًهائلين في أوساط العامة.

    فقد كانوا بصدد إرسالِ أوَّلِ معلمة إلى الفضاء و كانَ مجلس النواب بصددإقرارِ ميزانيةِ دعمٍ هائلةٍ للوكالة لقاء ذلك المشروع.

    كان لذلك المزيج من سوء التقدير و التفكير الجمعي و العوامل الخارجيةنتيجةٌ واحدة: كارثة!
    تناثرت أشلاء المكوك و ملاحيه في الفضاء و انقطعت سلسلةالنجاحات الخارقة و انتهى سجل السلامة المشرِّف.

    كيفَ نخفف الآثار السلبية للتفكير الجمعي:

    يقترح الباحثون تقليص آثارِ الإلحاح على تماسك المجموعة و التفكير الجمعي منخلال نشرِ الظروف التالية في بيئة المنظمة و دمجها جوهرياً في ثقافتها:

    طرد الخوف و تشجيع العناصر على البوح بآرائهم و عدم التردد في انتقادِ كلِّما حولهم و تأكيدُ أن الهدف الأول للعمل هو تحقيق المصلحة التنظيمية و ليسَ إرضاءالمدراء و لا إرضاء الزملاء إرضاءً شخصياً.

    أن تجتنب القيادةُ طلبَ الآراء مع الإيحاءِ في الوقتِ ذاته بالرأيالمفضَّلِ لديها سلفاً و تشجيعِ إعلانه و تبنِّيه.

    تشكيلُ مجموعاتٍ مستقلة متعددة و تشجيع النقاشات المفتوحة.

    مناقشةُ الأمور مع أفرادٍ من خارج المجموعات و إدخالُ عناصرَ متجددة إليهالإدخال أفكارٍ متجدِّدة.

    حضور القائد الموضوعي النزيه الساعي إلى قبول مشاركة كل الأعضاء.

    حضورُ واحدٍ من الأعضاء على الأقل في كلِّ اجتماع و قيامه بدور محاميالنقيضين devil"s advocate.

    لا يتردَّدُ محامي النقيضين في استجواب و تحليل أي حقيقة مهما كانت و كائناًمن كان القائل بها فرداً أو جماعة.

    و رغم المعنى السلبي الذي توحي به تسميةُ " محامي النقيضين" في بعض المواقففإنَّ حضوره هو مقياسُ اختباري لسلامةِ القرارات و صحة البيئة التي تتخذُ فيها
    قيمة المرء ما يحسنه
يعمل...
X