إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأبيات الذهبية لفيثاغورث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأبيات الذهبية لفيثاغورث

    الأبيات الذهبية لفيثاغورث


    بادئ ذي بدء، بَجِّل الآلهة بحسب المنزلة اللائقة بها، و.. احترم كلامك، و.. أكرِم الأبطال
    الشرفاء والجان تحت الأرض.. فإنك بذلك تعمل بما توصي به الشريعة.

    أكرِم كذلك والديك والأقربين إليك بالدم، و.. اتَّخذ لنفسك أحبَّة بين أهل الفضيلة من
    الآخرين..
    أصغِ لرقيق الكلام، و.. لا تُعرقِل مفيدَ الأعمال، و.. لا تحقد على صديق من جراء خطأ
    طفيف..
    وهذا بمقدار ما تطيق، لأن الممكن يجاور الضروري، و..
    تشرَّب الوصايا المذكورة أعلاه، ولكنْ.. فلتضبط شهوتك ونومك، ثم أهواءك وغضبك،
    لا ترتكب أي فعل مخجِل، وحدك أو بالاشتراك مع غيرك.. فالأولى بك أن تحترم
    شخصك..
    ثم تمرَّس في فعل الحق في أفعالك وأقوالك، و.. تعلَّم أيضاً ألا تتصرف قط تصرّفاً لم
    تمعن به و اعلم أن الموت ناموس لا مفرَّ منه للجميع، و..
    تعوَّد على فقد الأشياء في أية لحظةبمقدار تعوُّدك على اقتنائها، و..
    أمّا المصائب التي يتحمَّلها البشر، من جراء التقادير الإلهية، فتحمَّل نصيبك منها
    بلا تذمر،
    ولكنْ.. فاجتهد في تصويبها بما في وسعك، و.. قل لنفسك إن المصائب التي يُبتلى
    بها الإنسان الشريف ليست بهذه الكثرة..
    إن كلاماً كثيراً، فيه الطالح وفيه الصالح، يطرق مسامع البشر.. فلا يساورنَّك خوف
    منه،
    ولاتَحِدْ كذلك عن دربك لكي تجتنب سماعه، و.. الزم الهدوء إذا سمعت كلاماً كاذباً..
    بيد أن ما سأقول لك عليك أن تعمل به في كل الظروف: فلا تدعنَّ أحداً، قولاً أو فعلاً،
    يقودك إلى فعل أي شيء مما يتعارض مع طبيعتك الحقَّة، و..
    تفكَّر قبل أن تفعل تجنُّباً للحماقات فالفعل والكلام بلا تروٍّ صفة الجاهل ،
    و.. أدِّ بالحري ما لن يعود بالضرر عليك، و..
    لا تفعل أي شيء بلا علم به، وتعلَّم ما ينبغي أن تعلم.. تلكم قاعدة الحياة الهنيئة، و..
    لا تهمل كذلك صحَّتك، وكن معتدلاً في شرابك وطعامك ورياضتك.. وأقصد بالاعتدال
    فيما لن يضرَّ بك، و..
    وطِّن نفسك على نظام صحيح، خلو من الخمول، واجتنب فعل كل ما من شأنه أن
    يحرِّض الرغبة، و..
    اجتنب إنفاق المال في غير محلِّه، على غرار ما يفعل من لم يخبَر الأمانة قط، إنما..
    كن متساهلاً، فإن الاعتدال في كل شيء هو الأفضل، و..
    افعل ما لا يسيء إلى طبيعتك الحقَّة، و.. تفكَّر قبل أن تفعل، و..
    لا تدع النوم يغزو عينيك المرهقتين قبل أن تفحص كل يوم ضميرك، متسائلاً: "فيم
    قصَّرتُ؟
    وماذا فعلت؟ وأي واجباتي أغفلت؟"، و..
    ابدأ من البداية، مسائلاً نفسك عن هذه المسائل واحدة واحدة.. فإذاأسأتَ التصرف،
    لُمْ مسلكك.. أما إذا أحسنتَه فابتهج..

    هذا ما يجب أن تجتهد فيه، وتوليه كل عنايتك.. هذا ما يجب أن تتمسَّك به بكل قواك..
    فوحدها هذه الاهتمامات من شأنها أن تضعك على درب الحكمة الإلهية..
    والذي أعطانا الربوع، مبدأ الطبيعة الأزلية، على ما أقول شهيد..
    ألا فباشر عملك بعد أن تسبِّح الآلهة حتى تتوفَّق فيه..
    فإذا ملكتَ هذه المبادئ عرفتَ جوهر الآلهة الخالدة والآلهة الفانية، والفوارق بين الأشياء
    والروابط التي تشدُّها بعضها إلى بعض..
    ولسوف تعرف حدود الحلال، حيث الطبيعة هي هي في كل شيء، وبذلك لن تأمل فيما لا أمل منه ولن يخفى عليك شيء..
    ولسوف تعرف البشر، ضحايا المصائب التي ينزلونها بأنفسهم، وتعرف بؤسهم، وتعرف العاجزين، لا بالنظر ولا بالسمع، عن إدراك الخيرات القريبة منهم إلى هذا الحد، إذ.. قلة من
    بينهم تعرف كيف تنجو من الشقاء..
    ذلكم هو القضاء النازل بنفوس الفانين.. فهي كالكريَّات تتدحرج هنا وهناك معرَّضة لآلام
    لا تنتهي، فـ.. الشقاق، رفيقهم الفاجع، يودي بهم من حيث لا يدرون.. الشقاق الذي يظهر لدى ولادتهم،
    والذي يجب الامتناع عن إثارته، وتجنُّبه بالانقياد له..
    آه، زفس، أيها الأب الكلِّي.. إنك لتعتق الإنسان حقاً من الكثير من الأوجاع إذا دلَلَت البشر
    على الشيطان الذي يخضعون له..
    أما أنتَ.. فكن على ثقة، بما أن البشر من سلالة إلهية وأن الطبيعة المقدسة تدُّلهم وتكشف
    لهم كل الأسرار..
    فإذا أخذت نصيبك منها، عملت بوصاياي، وبفضل هذا الدواء، حرَّرت نفسك من هذه
    الهموم..
    ألا فامتنع عن المآكل التي ذكرنا، وفي التطهُّرات كما في انعتاق النفس بانفصالها عن البدن،
    أعمِل محاكمتك، وتفكَّر في كل شيء، متسامياً بعقلك الذي هو خير المرشدين، و..
    لئن غادرتَ جسمك محلِّقاً حتى أعالي الأثير المطلقة، أصبحت إلهاً مخلَّداً، لا يلحق بك فساد،
    ولايطالك الموت.


يعمل...
X