إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشهيد حسين مروة ..مفكر وفيلسوف سار" مع القافلة"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشهيد حسين مروة ..مفكر وفيلسوف سار" مع القافلة"

    الشهيد حسين مروة ..مفكر وفيلسوف سار" مع القافلة"




    ارتبط الاديب والمفكر والفيلسوف اللبناني حسين مروة الذي اغتالته رصاصة الغدر في 18 فبراير/شباط عام 1987 بوشائج متينة مع الثقافة الروسية التي نهل من معينها الكثير من الافكار والمبادئ..المتجسدة في اعمال بيلنسكي وتشيرنيشيفسكي وبليخانوف وغير هم ،والتي وظفها في محاولاته لتقديم قراءة جديدة للتراث العربي والاسلامي.وكتب حسين مروة القصة والمقالة والنقد والبحث ونظم بعض الشعر في المراحل الاولى من ابداعه . ونشر الكثير من اعماله في الصحف العراقية ولا سيما جريدة " الرأي العام" وصاحبها شاعر العرب محمد مهدي الجواهري .وكان رحمه الله غالبا ما يأتي الى موسكو لحضور محافلها العلمية والادبية ، كما امضى فيها فترة من الزمن لدى اعداد اطروحة الدكتوراه العليا في الفلسفة في معهد الاستشراق ضمن مشروعه الكبير " النزعات المادية في الفلسفة الاسلامية" الذي لم يكمل المجلد الثالث منه بعد ان اغتالوه بكاتم الصوت لمجرد كونه صاحب فكرة حرة وداعية من اجل العدالة الانسانية والاجتماعية.
    ولد حسين مروة في في اسرة محافظة في بلدة حداثا في جنوب لبنان عام 1910 واعده والده منذ الصغر لكي يصبح من رجال الدين وحتى ألبسه العمامة والجبة مما جعله يخجل امام اقرانه الصغار. وفي عام 1924 ارسل الى الحوزة العلمية في النجف وهناك تعرف على حسين محمد الشبيبي . وقد احدث هذا التعارف تحولا في فكره ومسيرة حياته كلها عندما قرأ " البيان الشيوعي" واصبح من انصار الفكر الماركسي الذي التزم به طوال حياته وترك اثره في اعماله ودراساته في النقد الادبي والفلسفة . وكان هذا السبب في طرده من العراق وعودته الى لبنان. وصار يكتب في صحيفة "الحياة" زاوية يومية بعنوان " مع القافلة" التي نشرت لاحقا في كتاب ومن ثم أسس المجلة الثقافية " الطريق" وواصل الكتابة في الصحف العراقية والعربية بنشره العديد من الدراسات النقدية الادبية والفلسفية.وشارك في معظم مؤتمرات الادباء العرب حيث قدم العديد من الدراسات والبحوث. كما شارك بنشاط في منظمة كتاب آسيا وافريقيا بصفته عضو الهيئة الادارية لاتحاد الكتاب اللبنانيين. وانضم الى الحزب الشيوعي اللبناني وانتخب عضوا في لجنة الحزب المركزية. ومنح حسين مروة جائزة لوتس الادبية العالميةعام 1980 ووسام الاداب والفنون لجمهورية اليمن الديمقراطية .
    وفسر حسين مروة سبب اهتمامه بالنقد الادبي بأن النقد المنهجي غائب عن الساحة الادبية العربية. وبرأيه ان النقد الادبي يجب ان يكون مؤسسا على نظرية نقدية تعتمد فكرة معينة في فهم الادب وفي اكتشاف القيم الجمالية والنفسية والفكرية والاجتماعية في العمل الادبي مع مراعاة حركة تطور المجتمع. وكانت حصيلة دراساته نشر كتابيه " قضايا ادبية" و" دراسات نقدية". وقال الكاتب الروائي السوري حنا مينه عن عمل حسين مروة كناقد : " انه حين يتصدى للنقد الادبي فأنه لا يتقحم ميدانه ليقال عنه انه ناقد . انه لا يمتهن النقد كأداة تعبيرية تترجم عن ذاته وما يريد ان يقول. النقد لديه عملية ابداع ، كشف تقويم ، ترشيد وتوجيه. وهو لا يأتي النقد قارئا للكتب ، معرفا بها ، او متذوقا لها بمزاج شخصي ، او متعصبا سلفا ، او متزمتا ، او متخبطا بين المدارس النقدية ، وبين مناهج النقد ، دون قدرة على امتلاك اي منها، دون قدرة على امتلاك اي منها ، وبغير اهلية لتطبيقه على الاثر المنقود. انه صاحب مهمة. ويدرك ان مهمته جليلة وينهض بها. ويعرف ان الثقافة الواسعة العميقة الشاملة ، هي المؤهل الاساسي للناقد" فيتسلح بثقافة .. لم تتوفر لناقد فرد من العرب الحديثين غيره".
    وفي الاعوام الاخيرة من حياته ركز حسين مروة اهتمامه على دراسة التراث العربي الاسلامي وحاول تقديم رؤية جديدة ماركسية للكثير من الاحداث في التاريخ العربي والاسلامي بغية اعتمادها في مشروع نهضوي جديد للمجتمع العربي. ونشر كتابه " دراسات في الاسلام" مع باحثين آخرين وبحثه " النزعات المادية في الفلسفة العربية - الاسلامية" حيث اعطى تفسيرا للدور التقدمي لبعض الحركات الاسلامية. وفي الكتاب الاخير المؤلف من حوالي ألفي صفحة يقدم حسين مروة رؤية جريئة لم تطرح من قبل في البحوث التراثية العربية لدى تناول التراث الفكري والفلسفي العربي. ويحلل المؤلف خط تطور المجتمع العربي الاسلامي في العصور الوسطى. ويعتبر الكتاب اول مسح معرفي للخطوات والنقلات التاريخية للعرب يتفاعل خلالها التطور الاجتماعي مع التطور الفكري ، منذ فترة الجاهلية حتى القرن الرابع الهجري.
    وقد يختلف الباحثون في تقييم دور حسين مروة واسلوبه في تجديد الرؤية الى الماضي بمستجدات الحاضر ، وتحرير هذه الرؤية من جمودها السلطوي والعقائدي، لكن اسهامات هذا الكاتب والناقد والمفكر والفيلسوف تعتبر تواصلا لا يقدر بثمن في الدراسات التراثية على أساس علمي ومنهجي بعيد عن الجمود والتقرير.
    - من سلسلة مقالات" مبدعون عرب في روسيا" -
يعمل...
X