إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان الحمصي (( سهف عبد الرحمن )) - حوار: نضال بشارة - دمشق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان الحمصي (( سهف عبد الرحمن )) - حوار: نضال بشارة - دمشق

    الفنان الحمصي ((سهف عبد الرحمن ))
    الرسم مساحة صوفية مقدسة لا تسمح بحضور المتلقي
    دمشق
    صحيفة تشرين
    حوار: نضال بشارة
    الفنان سهف عبد الرحمن أحد الفنانين التشكيليين القلائل في سورية الذين يشتغلون في فن الغرافيك أقام مؤخراً بالاشتراك مع زميلين له ملونين (خضر عبد الكريم ورياض الشعار) معرضاً مشتركاً في صالة النهر الخالد في معهد ميتودز في حمص تناولت لوحاته طائر الحمام بتجليات عدة. والفنان سهف فضلاً عن إبداعه بفن الغرافيك يكتب النقد التشكيلي ما تجعله هذه الكتابة مميزاً بين أجيال الفنانين التشكيليين في حمص الذين لم يعرف بينهم من يكتب النقد سوى الفنان التشكيلي بسام جبيلي أمد الإبداع بعمره, حول المعرض الحوار الآتي:
    الفضاء الجمال للمكان ‏
    هل لأن طير الحمام يختزن أو بما يقدمه من مشاعر (فرح, قهر, حزن, انتشاء, ألم....) وهو الأقرب بها للإنسان دفعك لإنجاز لوحات عدة تتناوله فيها, أم ثمة دوافع أخرى؟ ‏
    إنها لعبة بسيطة, الحمام خارج السماء- داخل المكان, تلك المعادلة التي تفضي إلى معان كثيرة. لا أعرف بالضبط ما الذي جعل الحمام هو بطل هذه اللعبة (الصغيرة- الكبيرة) ربما هي الرمزية العالية لهذا الطائر في ثقافتنا, وما كنت معنياً به بالضبط هو معادلة (الكائن- المكان) تلك الثنائية التي تستوقفني منذ زمن كيف يتحول المكان من فضاء جمالي يحمل في أبعاده (الفرح, الرقص, الحب, الجميل) إلى حيز مشروط يكرس (التعب, الألم, الكراهية, القبيح) فكما لا معنى لبشري على نجم لا معنى لطائر خارج السماء.

    الصدقية والمعنى ‏
    هل يمكن القول بأنك بهذه اللوحات التي شاهدناها في هذا المعرض وفي المعرض الذي قبله الذي شاركت فيه لصالح جمعية الربيع, قد أنجزت لوحتك الخاصة, وكيف يوقن الفنان أنه حقق ذلك؟ ‏
    ربما لم يكتمل مشروعي بعد, وربما بدأ يقترب من الاكتمال, أعتقد أن لوحاتي تشبهني وهي قريبة جداً من طريقة تفكيري ومن عالمي الداخلي, في الرسم لا أحس أن أحداً يشاركني هذا الفعل الوجودي القلق, أنني أطرد جميع الآخرين لتغدو هذه العلاقة خاصة بي وحدي, فالرسم بالنسبة لي هو مساحة صوفية مقدسة لا تسمح بحضور (الآخر- المتلقي) ومشاركته لي هذا الفعل, وضمن خصوصية هذه العلاقة أراني لا أشبه أحداً. ربما لخصوصية العلاقة بيني وبين اللوحة وصدقيتها ولا أدري إذا ما كانت تلك ميزة أم لا, أجد أنني معني بالعلاقة لا بمردودها ومن هنا أبعد الكثير من القيم السائدة عن مجال انشغالي وبحثي. ‏
    في ضوء ذلك كيف تلمس ضرورة الإقدام على حرق ما استقرت عليه لوحتك في سبيل إنجاز ما هو جديد؟ ‏
    في كل مرة أعرض فيها لوحة أحسها خرجت عن السيطرة أجد في نفسي الرغبة بأن أنتزعها من المعرض وأعيدها إلى المرسم لأعيد بناءها ورسمها من جديد, وفي كل مرة تحدوني رغبة في أن أحرق كل ما رسمت وأحياناً أفعل وأحياناً أكف, هواجسي في العمل هي غير الجديد والمختلف والمتميز, هاجسي الدائم في العمل صدقية العلاقة وعمق المعنى وعندما يتفوق المعنى على الصياغة الشكلية أميل إلى عزلها عن الآخرين وعندما يتفوق الشكل ويضعف المعنى أميل إلى حرق اللوحة وتمزيقها, فعندما تصلي لا يهم كيف تصلي, المهم أأنت تصلي حقاً؟! ‏
    لحظة الإنجاز ‏
    لماذا الغرافيك تقنية استقرت عليها لوحتك بما أنك أنجزت لوحات باللون وشاركت فيه في أكثر من معرض, ما الذي يقدمه لك الغرافيك أكثر من اللون؟

    الغرافيك بقيمه, قيم الأبيض والأسود يعطي اللوحة عزلة أكبر وتصبح أقل انتشاراً وأقل استهلاكاً, وتطرد شريحة من التلقي لا أرغب بأن أوجه خطابي إليها أو أحرص ألا أفتح عالمي الداخلي عليها, هذا في المعنى أما في الشكل فأنا استمتع بهذا التحدي الذي يحققه الغرافيك لي, أن تنجز لوحة وتضع علبة ألوانك جانباً أحسه تحدياً رهيباً مغرياً أذهب إليه في كل مرة أرسم بها, وأنتشي عندما أستطيع أن أنجز شيئاً بهذه الإمكانيات البسيطة. إن هذا التحدي يجعل الفشل رهيباً والنجاح رهيباً أيضاً. إن الغرافيك يحمل قيماً قصوى تنعكس لحظة الإنجاز. ‏
    ما الذي تعنيه لك مشاركة الفنانين (خضر ورياض) في هذا المعرض, بمعنى كيف تختار من سيشاركونك أو تشاركهم معرضاً ما؟ ‏
    في يوم ما قال الماغوط: (الصداقة أهم من الأدب) ولا شك أن هذه المقولة البسيطة تحمل عمقاً عظيماً, رياض وخضر من الأصدقاء القريبين الجميلين أحبهما وأرغب في أن أعرض معهما, وأرغب في أن أعرض مع جميع أصدقائي لنعمل معاً ونفرح معاً ونتشارك لحظة إنسانية دافئة, بهذه البساطة أختار أو يختارني من نتشارك في العرض. ‏


يعمل...
X