تويت
تقليد العالم الأفصع
إذا كان العالم أفصعاً فلماذا لا نقلده ؟! حيث أنّه من السهل على من حباه الله بساقين سليمتين الأعرج أو الأفصع ! ( واستهل القول بالعذر من أصحاب العجز البدني فلقد نفع في المثال )
إذا كان اليهود بمقدورهم اصطياد مفاصل الفكر و القرار في هذا العالم بتهمة معادة السامية – وآخر تهمة ألصقت بالـ BBC – فهذا العالم كله أفصع و ليس اليهود أذكياء بل كل ما يفعله اليهود هو استغلال ( الفصعنة ) – مصدر أفصع - ....
و من روجيه غارودي الفرنسي إلى الـ BBC مروراً بالمئات من المفكرين و المؤسسات الصحفية و الفكرية في هذا العالم استطاعت الصهيونية الثقافية فرض إطار تفكيري خبيث تصطاد به الرأي العام العالمي لا نمتلك نحن حياله إلا الدهشة و الاستغراب في عالم نتوقع منه الإنصاف وهو لا يزال على عاهته الفكرية والاشتراك في الخديعة السياسية ...
وحتى ننتقل من شتم الحصرم لأننا لا نطال العنب أقترح أن نصير عمليين و نتماهى على عدونا و نستغل فكرياً وحقوقياً كافة السابقات الموجودة أمامنا حول معاداة السامية و نبدأ نحن باستخدام هذا المصطلح عملياً أي مصطلح Anysamitizem ونوجه – كصحافة ومفكرين – كافة الهيئات العربية الرسمية و غير الرسمية لرفع دعاوى قضائية و شن حملات إعلامية تحت نفس البند وتحت نفس التسمية – معاداة السامية – وذلك عندما يطرح مسؤول غربي أو مفكر أو هيئة اعتبارية – ما – فكراً معادياً للعرب ولنبدأ أولاً برفع دعاوى قضائية ضد هوليود على ما يزيد عن الألف فيلم ضد الشخصية العربية والإنسان العربي ولتكن هذه الدعاوى تحت اسم / معاداة السامية / فنحن الساميون ونحن نمتلك المقدرة الثقافية و التاريخية على إثبات ذلك أمام أية هيئة محلفين قضائية في العالم .
من الجدير القول أنّه و برغم توجه بلجيكا لإلغاء قانون محاكمة مجرمي الحرب لديها من الجنسيات المختلفة الذي أجادت القضية العربية الاستفادة منه – دعائياً – و الحق يقال ، من الجدير القول أن القانون يدلنا على ضرورة إعادة تقييم تعاملنا مع كافة النظم القضائية في العالم و بدء التعامل معها على المستويات الحقوقية و الأخلاقية فهي أي النظم القضائية أقل تأثراً باللعبة أو الألعاب السياسية ما أعلن منها و ما خفي الهادفة لنصرة المشروع اليهودي عندنا وهذه الأنظمة القضائية مبنية على أفضل ما أفرزه عقل الإنسان من قيم وضعية و بعضها هو نتاج – غير المسمى – للقوانين الإلهية وبناء على ما سبق ما الذي يمنعنا من التجريب في هذا المجال الأمر الذي سيحقق لنا أولاً أسبقية طرح المسائل المقدمة للقضاء للنقاش المجتمعي و الإعلامي ثم الاستفادة من هذه القوانين التي ذكرت ...
ليس صدفة أنّ التهمة الموجهة لـ BBC من قبل الصهيونية العالمية ترافقت مع اتهامات أخرى – حكومية – لها بالوقوف ضد الحرب على العراق و البداية الواحدة – زمناً – للتهمتين تدل بوضوح على وحدة جبهة مطلقي ( نار التهم ) على الــ BBC و هي المحطة التي وصل فيها الــ Professionalizem أيّ الحرفنة و المهنية إلى حد لا نستطيع فيه الكذب لا على مستمعيها و لا على نفسها في الكثير من القضايا و الكاميرا التي تذهب إلى مكان الحدث لتصويره لا تستطيع التقاط شئ آخر فكان ما كان ، وذلك برغم الدور المرسوم لها لخدمة مصالح بريطانيا العليا هذه المصالح التي تناقضت بين رؤية الناس و رؤية الحكومة قبل و أثناء الحرب على العراق .
أخيراً و بشكل مختصر هذه دعوة لجميع المحامين العرب وأصدقاءهم لإطلاق ألف دعوى قضائية في زمن محدد أمام الهيئات القضائية الأوروبية والأمريكية ضد العديد من الشخصيات العادية و الاعتبارية ممن أساء و يسئ للشخصية العربية ويعاديها على أن تكون هذه الدعاوي تحت بند معاداة السامية نفسه الذي تحسن إسرائيل استغلاله في قوانين الغرب لتحقيق مصالحها عبر رؤيتها التي اشتركت في صنعها لهذا العالم الأفصع الذي يحتاج لوقت طويل حتى يعالج نفسه و يعود إلى المشي على ساقين سليمتين ....
د محمد عبد الله الأحمد
صحفي سوري