إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم الشاعر حمري بحري - جمهوريـــة الزنجبيـــل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم الشاعر حمري بحري - جمهوريـــة الزنجبيـــل

    جمهوريـــة الزنجبيـــل للشاعر
    بقلم : حمري بحري


    خص الشاعر الكبير حمري بحري مجلة اصوات الشمال بقصيدته الموسومة بجمهورية الزنجبيل ،

    هذه اللوزة ؛ لم تزهر هذا العام
    وأروع ما في اللوزة ؛
    حين تزهر؛
    وتلبس ما تبقى
    من لون الثلج
    وما تبقى عندي من كلامْ
    وأنا شبح يخرج من شبح
    مثلما يخرج الضوء من ثنايا الغمام
    أفضح الصمت ؛
    والخيانة ؛
    وموت النظام، في اللانظام
    ما عاد الموت يعنيني ؛
    لأني مت منذ أربعين عام
    وبلادي ؛ لم تعد بلادي
    فمن قال أنها أرض أجدادي ؟
    وهذا الفقر رفيقي ؛
    ورفيق أحفادي
    البارحة ؛
    حاولت أن أنامْ
    وما نمت ...
    تذكرت الخبز وكيس الحليبْ
    وفاتورة الماء
    والكهرباء، ووصفة الطبيبْ
    تذكرت موتي وجنازتي،
    وصديقي، الذي مات مطعونا
    وسط الزحام
    تذكرت قصائد الأصدقاء ؛
    الذين خانوا قصائدهم
    والذين خانوا مبادئهم
    وباعوا أنفسهم للنظام
    البارحه ؛
    حاولت أن أنامْ
    وما نمت ...
    تذكرت جارتي المطلقة بطفلتينْ
    وجاري البرلماني ؛
    الذي تزوج مرتينْ ...!
    وله ثلاث عهدات بالتمامْ
    وشقة في عمارة ؛ وفيلتينْ
    ومرشح ليكون وزيرا للثقافة
    أو السياحة ؛
    أو شيء من هذا القبيلْ
    كل شيء ممكن في جمهورية الزنجبيلْ !...
    تذكرت المسافة بيني وبين أول الشهرْ
    ومن ماتوا هروبا ؛
    من الفقر ؛ والقهر ؛
    في زرقة البحْر
    والنفط سبعون دولار للبرميل
    البارحة ؛
    حاولت أن أنام
    وما نمت ...
    تذكرت خلفاء الخليفة في البلادْ
    والشهداء الطيبين ...
    وسنوات الرعب الشدادْ
    تذكرت ظلم الظالمينْ
    كيف كان خير هذي البلاد ؛
    لغير هذي البلاد ؛
    تذكرت تلك الأزمنة الجارحه
    فما أشبه اليوم بالبارحه
    تذكرت اللصوص الرسميين
    والوزراء الشياتين
    والجمعيات
    والبارعة في تضخيم الأرقامْ
    أثقافة هذه أم سخافهْْ؟
    حين تلغي الفكر
    وتمجد الخرافهْ
    وتجعل الناس تفكر بأرجل اللاعبين
    نجوع وتمتلئ الملاعب بالمناصرين
    نموت في البحر
    هروبا من الفقر
    وتمتلئ الملاعب بالمناصرين
    هل نحن شعب!؟
    أم قطيع أغنام ؟؟
    و هل الحياة
    ما نحياه على الأرض
    نأكل و ننام
    ننتخب البرلمان والبلديات
    ولا شيء يتغير
    تتغير الحكومات
    ولا شيء يتغير
    من أين يأتي التجديد؟
    والأحزاب شركات
    ذات مسؤولية الفرد الوحيد
    أشهد أن ما خان هذي البلاد
    سوى أحزاب المساندة والتأييد
    والحكومات التي تحارب الفساد بالفساد
    البارحة
    حاولت أن أفتح أقواس الوقتْ ...
    قال الوقت : أنا هو ما أنت فيه
    من ضياع
    تجــوع وتقتات
    من المزابل ما تعافه الضباعْ
    وهل العزة والكرامة في نبش المزابل ...؟
    قلت : وما البديل
    فبلادي لم تعد بلادي
    وخلفاء الخليفة
    لم يتركوا شيئا لأولادي
    قال : البديل في البديل
    لا شيء إسمه المستحيل
    قاوم إما أن تكون قاتلا أو قتيل
    قلت : هذا يدخل في خانة الإرهاب
    حتى ولو كان دفاعا عن الأرض
    أو دفاعا عن صون العرض
    قال : الموت أشرف من نبش المزابل ؟!
    قلت : متى كنت حيا حتى أموت
    أنا الجثة و التابوت
    خلفي (حركى)الأقدام
    و أمامي (حركى)الأقلام
    و هذي البلاد
    لم يعد فيها متسع للأحلام...!
    و أعرف كما تعرف
    أن الأمور ليست على ما يرام
    البارحة
    حاولت أن أنام
    وما نمت
    تذكرت هول الفضاعهْ
    حين حاولت أن أشنق نفسي
    في سقف البيت
    هروبا من نفسي
    ومن القهوة
    والسكر
    والزيت
    والحليب، وحليب الرضاعهْ
    وما يطلبه مني
    الأولاد من ساعة لساعهْ
    حاولت أن أشنق نفسي
    هروبا من ضيق الحال
    فتسرب إلى نفسي شبه سؤالْ :
    هل الانتحار جبن أم شجاعة ؟
    الجبن في ترك الحياة للصوص الرسميينْ
    والوزراء الشياتينْ
    و الأحزاب التي تصنع
    من الشيتة بضاعه
    و ضد الشعب تتحالف
    الجبن في أن لا أبقى واقفْ
    وأن لا أصرخ في الناس
    الفقر، وليس الخمر؛
    ما يصنع هذه الفضاعهْ
    أيها المهمشون ؛
    يا ضحايا البطالة
    يا فقراء هذا الوطن ؛
    من تندوف إلى القالة ( * )
    انتفضوا......
    لم يبق لنا ما نخاف عليه
    فالجحيم ما نحن فيه
    إذا ما استمر الحال على هذه الحالة.

    ( * ) تندوف والقــالــة: مدينتان جزائريتان
    لأولى بالغرب والثانية بالشرق
يعمل...
X