إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آثار ميخائيل نعيمة - سهاد جادري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آثار ميخائيل نعيمة - سهاد جادري

    سهاد جادري


    كاتبة إيرانية دكتوراة في الأدب العربي


    الدكتورة سهاد جادری: استاذة في جامعة آزاد اسلامی فرع آبادان قسم اللغة العربیة وآدابها
    فاطمة عباسی: طالبة ماجستیر في جامعة آزاد اسلامی فررع آبادان قسم اللغة العربیة وآدابها


    آثارنعیمة:
    صدّر لميخائيل نعيمة أكثر من خمسة وعشرين مؤّلفاً، في موضوعات مختلفة فكانت له القصه ، والسير‌‌ة الذاتية، والمقالة الأدبية، وكتب في النقد الأدبي والنقد الإجتماعي، وطرق فن المراسلة، والأمثال ونظم الشعر [2]].

    الخلاص فی فكر نعیمة:
    إن غایة الغایات للإنسان لیس فقط أن یقدم الخیر لنفسه ولغیره ولیس فقط أن یرتفع عن الآلام والنكبات، والخلاص من جاذبیة مشاغل الحیاة الدنیا لیس بالموت والفناء. بل یمكن الحصول علی هذه الغایة والإنسان مازال حیاً عن طریق الأعمال الصالحة والتضحیات حتی یحصل علی رضوان الخالق [3]]. غیر أنه الخلاص لیس نعمة تهبط علینا، وهولیس فعلاً مكانیكیاً. بل الصحیح أنّ فعل وحركة وكفاح. والزمان كلّه فسحة للإنسان یجتازه علی مراحل.

    لیس الخلاص، بمفهوم نعیمة، هبة تمنح لمطلق إنسان دونما مجهود منه، بل الحقیقة أنّ الخلاص هونتاج وتحصیل فی نهایة درب آلام وشقاء، وكفاح، وأن خمیرة هذا الكفاح الأساسیة هی المعرفة والوعی، حیث تصب إرادة الإنسان فی مجری الإرادة الكلیة، فیكشف بذلك إرادته وذاته وحقیقته، وتنتهی أوهام فردیته وعزلته.

    الوعی الكامل یؤدی إلی الخلاص ویفضی إلی الحریة الكاملة. الخلاص إذاً إرتفاع عن ظاهر الأشیاء، وعن التناقض، وعن كل ما یدخل فی الزمان والمكان. إنه إرتفاع عن كل ماله وجهین ولونین، هوتجاوز الأسود والأبیض، العقلی والجسدی، المادی والروحی [4]].

    وإذا كان التعالی عن عالم المحسوسات هوالخطوة الأولی فی الخلاص فإن درجته هی الأدنی، حیث االخطوة التالیة هی أن تصبح أنت والأشیاء كائناً واحداً، فلا هی، هی فقط، بل أنت هی، وهی أنت فی الحقیقة. هذا الإرتفاع عن الأشیاء، والتوحد البالغ، هوالخلاص، من الإزدواجیة، "من الشعور بالإنفصال عن بحر الحیاة اللامتناهی ومما یرافق ذلك الشعوركربر ونغص ووجع، كلما حاولنا دن نتمسك بذلك الإنفصال، ونعطیه صفة الدیمومة الأبدیة [5]].

    الخلاص من الإزدواجیة یكون بإستعادة توحدنا:

    «لذلك أقول لكم أیها الغربان إنكم إذا سمعتم إنساناً یقول، أنا وعرفتم أنه یعنی بذلك نفسه دون العالم، فافتحوا عینیه لعله یبصر عالماً واحداً حیث یبصر الآن عالمین. اما إذا سمعتم إنساناً یقول أنا وعرفتم أنه یعنی نفسه والغراب وكذلك كل ما فی العالم الذی لا بدایة له ولا نهایة فخروا أمامه ساجدین، ذلك الإنسان – الإله» [6]].

    فالخلاص هوالوحدة مع الأشیاء، والناس، والعالم برأی نعیمة. فهذه الحالة یتمثلها فی اللغة: «المجد القائل أنا – هو. هو– أنا» [7]].

    فالخلاص یكون یوم تحس بأن هذا ال «غیر أنا» هوفی ذات الوقت «أنا» وتلك خطوة أخری إلی الإمام. فاذا كان الإنسان یصبح بالخلاص: الأشیاء، والعالم، فهویصبح – بكلمة اخری – صیغة إلهیة أوربما الإله ذاته: «ألا إعلموا أنّ هناك لیس إله وإنسان بل هناك الإله – الإنسان، والإنسان الإله» [8]].

    فالسؤال هنا هل یمكن تحقیق الخلاص فی دورة واحدة؟ فحسب تفكر نعیمة یمكن لنا أن نقول هناك أكثر من دورة واحدة. والخلاص لا یتم فی تلك اللمحة من الزمان التی تعوّد الناس أن یدعوها عمراً. وإن هذا الذی یدعونه عمراً لیس إلا لمحة فی عمر الزمن، وهوغیر كاف لتحصیل الخلاص. فهناك اذاً عدة دورات یعبرها الإنسان فی رحلة الخلاص، ویعود بعد كل دورة حاصل دورته السابقة فی هذه البذرة الصغیرة التی ندعوها ال «أنا» والتی هی ذاتها فی كل الدروات. فلم یعد الموت تحطیماً للحیاة، بل أصبح إستكمالاً لها. فحین یحقق الإنسان الخلاص، یفنی فی الله، ویخرج من دائرة الزمان والمكان. وعلی الإجمال یمكن القول: إن نعیمة یعتبر أنّ الخلاص یتأكد، ویزداد عبر التقمص الذی یقهر الزمن والموت. عبر تجدد الولادات یزداد وعیناً، وإزدیاد الوعی یفضی إلی الخلاص یفضی بنا إلی الوحدانیة والإنعتاق.


يعمل...
X