إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصيدة ( ملحمة النبي ) أي نـجوى مـخضلة الـنعماء ... - للشاعر السوري الكبير عمر أبو ريشة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة ( ملحمة النبي ) أي نـجوى مـخضلة الـنعماء ... - للشاعر السوري الكبير عمر أبو ريشة

    قصيدة للشاعر السوري الكبير
    عمر أبو ريشة
    ملحمة النبي



    أي نـجوى مـخضلة الـنعماء** رددتـهـا حـناجر الـصحراء
    سمعتها قريش فا نتفضت غضبى** وضـجـت مـشبوبة الأهـواء
    ومـشت في حمى الضلال إلى** الـكعبة مـشي الطريدة البلهاء
    وارتـمت خـشعة عـلى اللات** والعزى وهزت ركنيهما بالدعاء
    وبـدت تـنحر الـقرابين نحرا** فـي هـوى كـل دمية صماء
    وانـثنت تضرب الرمال اختيالا** بـخـطى جـاهـلية عـمياء
    عـربدي يا قريش وانغمسي ما** شـئت فـي حمأة المنى النكراء
    لـن تزيلي ما خطه الله للأرض** ومـا صـاغه لـها مـن هناء
    شـاء أن يـنبت النبوة في القفر** ويـلقي بـالوحي مـن سـيناء
    فـسلي الربع ما لغربة عبد الله** تـطوى جـراحها فـي العزاء
    مـا لأقـيال هاشم يخلع البشر** عـلـيها مـطـارف الـخيلاء
    انـظريها حـول الـيتيم فراشا** هـزجا حـول دافـق الـلالاء
    وأبـو طالب على مذبح الأصنام** يـزجي لـه ضـحايا الـفداء
    هـو ذا أحمد فيا منكب الغبراء** زاحــم مـنـاكب الـجوزاء
    بـسم الـطفل للحياة وفي جنبيه** ســر الـوديـعة الـعصماء
    هـب مـن مـهده ودب غريبَ** الـدار فـي ظـل خيمة دكناء
    تـتبارى حـليمةٌ خـلفه تـعدو** وفـي ثـغرها افـترار رضاء
    عـرفت فيه طلعة اليمن والخير** إذا أجـدبـت ربــى الـبيداء
    وتـجلى لـها الـفراق فاغضت** فـي ذهـول وأجـهشت بالبكاء
    عــاد لـلـربع أيـن آمـنةٌ** والحب والشوق في مجال اللقاء
    ما ارتوت منه مقلة طالما شقت** عـلـيه سـتـائر الـظـلماء
    يـا اعـتداد الأيتام باليتم كفكف** بـعـده كـل دمـعة خـرساء
    أحـمد شـب يـا قريش فتيهي** في الغوايات واسرحي في الشقاء
    وانفضي الكف من فتى ما تردى** بــرداء الأجــداد والآبـاء
    أنـت سـميته الأمين وضمخت** بـذكـراه نــدوة الـشـعراء
    فـدعي عـمه فـما كان يغريه** بـما فـي يـديك مـن إغراء
    جاءه متعب الخطى شارد الآمال** مـابـيـن خـيـبة ورجــاء
    قال هون عنك الأسى يابن عبد** الله واحـقن لـنا كـريم الدماء
    لا تـسفه دنـيا قـريش تبوئك** مــن الـمـلك ذروة الـعلياء
    فـبكى أحمد وما كان من يبكي** ولـكـنـها دمــوع الإبــاء
    فـلـوى جـيده وسـار وئـيدا** ثـابت الـعزم مـثقل الأعـباء
    وأتـى طـوده الـموشح بالنور** وأغـفى فـي ظـل غار حراء
    وبـجفنية مـن جـلال أمـانيه** طـيـوف عـلـوية الإسـراء
    وإذا هـاتف يـصيح بـه اقرأ** فـيـدوي الـوجود بـالأصداء
    وإذا فـي خـشوعه ذلك الأمي** يـتـلـو رسـالـة الإيـحـاء
    وإذا الأرض والـسـماء شـفاه** تـتـغنى بـسـيد الأنـبـياء
    جـمعت شـملها قريش وسلت** لـلأذى كـل صـعدة سـمراء
    وأرادت أن تنقذ البغي من أحمد** فــي جـنـح لـيـلة لـيلاء
    ودرى سـرها الـرهيب عـلي** فـاشتهى لـو يكون كبش الفداء
    قـال : يـا خاتم النبيين أمست** مـكـة دار طـغـمة سـفهاء
    أنـا بـاق هـنا ولـست أبالي** مـا ألاقـي من كيدها في البقاء
    سـيروني على فراشك والسيف** أمـامـي وكـل دنـيا ورائـي
    حـسبي الله فـي دروب رضاه** أن يــرى فـيّ أول الـشهداء
    فـتـلقاه أحـمد بـاسم الـثغر** عـليما بـما انطوى في الخفاء
    أمـر الـوحي ان يـحث خطاه** فـي الـدجى لـلمدينة الزهراء
    وسـرى واقـتفى سراه أبو بكر** وغـابا عـن أعـين الـرقباء
    وأقـاما في الغار والملأ العلوي** يـرنـو إلـيـهما بـالـرعاء
    وقـفت دونـه قـريش حيارى** وتـنزهت جـريحة الـكبرياء
    وانـثنت والرياح تجار والرمل** نـثير فـي الأوجـة الـربداء
    هـللي يـا ربـا المدينة واهمي** بـسـخي الأظـلال والأنـداء
    واقـذفـيها الله أكـبـر حـتى** يـنتشي كـل كـوكب و ضاء
    واجمعي الأوفياء إن رسول الله** آت لـصـحـبة الأوفــيـاء
    وأطـلّ النبي فيضا من الرحمة** يـروي الـظماء تـلو الـظماء


يعمل...
X