إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يارا أحمد‏ - بلا عنوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يارا أحمد‏ - بلا عنوان

    بـــــلا عـــنــوان
    يــــارا أحـــمـــد‏


    أفكر بالحياة لكني حالمة .. أفكر من أنتم ؟! أيّ لغةٍ تتكلمون ؟! هل غيّرتم ألوانكم؟!!! أتساءل هل كرة الأرض العظيمة هذه هي نفسها ؟!
    هل النهار و الليل مازالا يتعاقبان أم بدأا بالصراع؟ لطالما اعتبرت أن لليل سحره الخاص .. فيه فانتازيا و بوح و أسرار .. أما النهار فكنت أراه فظّاً لأنه يظهر الأشياء على حقيقتها .. اليوم تبادل الليل و النهار أدوارهما .. فالليل هو من يظهر الأشياء و حتى الأشخاص على حقيقتهم .. أما الفانتازيا فقد انتقلت إلى النهار .. ربما خجلَت من كثرة روّاد الليل في الآونة الأخيرة .. آثَرَت أن تختبئ بالظلال و أن تندمج مع ألوان النهار الذي يلون كل من يقصده .. في أحد النهارات التقيت فتاة .. عرّفتها باسمي و بدورها عرفتني بنفسها و لم تكتف بذكر اسمها و إنما أتبعته بكلمة (رمادية) !! خجلت من إغفالي للوني و عدم ذكري له .. أحسست و كأنني قد خنته و أني بصمتي أنكرته !! فقد تلوّنا (نحن السوريين) مؤخراً !!! كذلك أيامنا قد غيرت ألوانها .. بهتَت أو محّت من التكرار .. و في حمرة الخجل التي بدأت تلوّن وجهي تذكرت أن لوني ظاهر للعيان و لا حاجة لذكره .. فأنا (بيضاء) نظراً لأن ألوان حاضرنا باتت مختصرة بالأبيض و الأسود و الرمادي .. تذكرت أن الرماديين هم فقط من يجدر بهم إضافة لونهم – الدارج في هذا الموسم – بعد اسمهم .. فالأبيض و الأسود يثبتان وجودهما أينما حلّا .. بعكس الرمادي الهجين الخائف من المستقبل فوجد بلونه عذراً ليقف ما بين بين .. بين أبيضٍ و أسود .. مسكينة هذه الرمادية .. صحيحٌ أن لونها في هذا الموسم دارج لكن من المؤكد أن مصممي أزياء الموسم القادم سوف يتجاهلون لونها أو يكرهونه .. فالرماديون أعلنوا استسلامهم للقدر الذي يقودهم كالعميان ... صديقتي الرمادية لك أقول : “ تشرفت بمعرفتك .. قفي في ظلي فربما يطالك بصيص شعاعٍ أبيض فتميّزين طريق المستقبل “ . أعود إلى موجة تساؤلاتي إذ يخطر على بالي شكسبير .. ترى لماذا أتذكّر مسرحية يوليوس قيصر ؟! ربما لأن أناس المسرحية يختصرون النتيجة التي خَلص إليها شكسبير و هي نتيجة لا تشرف الجنس البشري ، فكلّهم أوغاد ! .. و أكّد هذه النتيجة لاحقاً على لسان هاملت حين قال : “ كلنا أنذال و أوغاد “ و قالها بسخرية على لسان روزنكرانتز : “ لا أخبار سوى أن العالم قد أصبح شريفاً “ ! أصحيحٌ هذا ؟؟؟ ربما لا .. و ربما أصابتني غشاوة فلم أعد أرى حولي إلا ثلاثة ألوان .. أبيض و أسود و رمادي .. ألوان حياتي اليوم ثلاثية !! أنا التي اعتدت أن أغرم بكل شيء زهري .. كل شيء بنفسجي أسطوري أو أحمر خرافي أو أخضر قدسي .. اليوم أنا حبيسة غرفتي المكتظّة بالألوان في محاولة يائسة لأن أرى غير اللون الرمادي و الأسود و الأبيض ... حبيسة غرفتي هاربة أو مختبئة من عتمة النهار و من وضح الليل ... إلى متى ؟! لا أعرف .. إلى أن يستعيد النهار فظاظته و يمحو كل شيء .. إلى أن يستعيد الليل سكونه و سحره و يسترجع حبيبته الفانتازيا الخائنة التي انتقلت – و بليلة ما فيها ضوء قمر – لتسكن في قلب النهار أو لتنتقل إلى رحمته تعالى ... الحياة قصيرة و لا تستحق كل هذا الالتواء .. لا تستحق هذا التلون الساذج .. فكلنا بشر .. و لنرقد بسلام ...‏

يعمل...
X