إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم الأستاذ وحيد آغا - نشأة المتاحف وتطورها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم الأستاذ وحيد آغا - نشأة المتاحف وتطورها

    نشأة المتاحف وتطورها

    يعتبر متحف الإسكندرية الذي أسسه بطليموس الأول، تلميذ أرسطو، مستقلاً عن مكتبة الإسكندرية، أقدم متاحف العالم وكان كلاهما قريباً من قصره وكان يقطن الميزيوم جماعة من العلماء يعيشون من رواتب تمنح لهم من البطالمة، ومن بعدهم الرومان، كما ضم مجموعة من الآثار المصرية القديمة.
    ومن المتاحف التي وردتنا أخبارها (متحف برجام) في آسيا الصغرى الذي أسسه الملك آرال (241-197)ق.م كما أسس مكتبة برجام الشهيرة، وقد حفظت في هذا المتحف روائع الفنون، القطع الأثرية.
    وبهذا نلاحظ بأن فكرة الجميع كانت في جعل القطع الفنية والأثرية إلى جانب المكتبات، دليلاً على الاقتناع بأن لها صلة مباشرة بالثقافة وجذب الباحثين والعلماء إليها.
    ومن الجدير بالذكر بأن المتاحف المختلفة التي أنشأت، ولدت في إيطاليا كمتحف الآثار في فلورنسة، ومتحف اوفيتش، وبيتي، وغيرها، وهي لم تتجاوز في أهميتها الغاية التعليمية، وذلك بتنمية الحس الجمالي والخبرة الفنية.
    لم تأخذ المتاحف دورها الحقيقي، إلا بعد تطورت المجتمعات الحديثة في عصر النهضة، وحدثت الاختراعات الهامة التي غيرت نظرة الإنسان إلى الحياة و والمجتمع، وغدا للثقافة دورها الهام كمقياس لرقي الأمم. وتأسست المتاحف الوطنية بمفهومها الحديث وغدت ملكاً للأمم والشعوب وليس للأفراد، وذلك منذ منتصف القرن الرابع عشر.
    من أقدم المتاحف في العالم في عصر النهضة متحف الاشموليان (Achmoleun Museum) في جامعة أكسفورد وهو أول مؤسسة متحفية كبيرة معدة خصيصاً لأغراض العرض، ومفتوحة للجمهور، وقد كانت نواة هذا المتحف عبارة عن مجموعة خاصة يملكها ايلي اشمول(E.Achmole) الذي أهداها إلى الجامعة عام 1671 تلا ذلك (1750) افتتاح متحف الفاتيكان الذي كان مفتوحاً للجمهور، وقد تميز بوجود فكرة تسجيل الأعمال، التي شملت القطع الهامة جداً للتأكيد على المحافظة عليها، وبذلك أكد على مفهومين هامين في علم المتاحف، وهما التسجيل واستقبال الجمهور.
    وفي عام (1753)م تم افتتاح المتحف البريطاني (British Museum) الذي ضم مجموعات لبعض اللوردات، أهديت للدولة، ومجموعات كانت نتيجة حفائر قام بها بريطانيون في الخارج، كقطع معبد (البارثنون) المرمرية من اكربول اثينا، وبذلك ضاق المتحف بمحتوياته، مما تطلب تشييد المبنى الحالي للمتحف البريطاني، الذي تميز باحتفاظه بطابعه الخاص كمؤسسة علمية تضم مجموعات أثرية من مختلف أقطار العالم، وتعود على مختلف العصور، ترفدها مكتبة ضخمة.
    تلا ذلك افتتاح متحف الارميتاج (Hermitage musem) في بطرسبرغ- لينيغراد عام 1779م، بناء على أوامر القيصر وزوجته كاترين الثانية، التي كانت تحاول الحصول على أية مجموعة أثرية أو فنية هامة فجعلت من المتحف وجهة للباحثين عن تطور الفن في العالم سواء في الرسم أم النحت كما ضم هذا المتحف مجموعات أثرية نادرة من كل مكان، وهو يحوي الحجر النادر للتعرفة الجمركية التدمرية.
    أما في فرنسا فقد فتح متحف اللوفر (musée de Louvre) للجمهور عام 1793م، بعد أن كان مخصصاً للآثار والقطع الفنية التي استولى عليها نابليون أثناء حروبه، وكان في العهد الملكي يسمى باسمه، حتى حدوث الثورة الفرنسية التي أعطته اسم القصر الذي عرض فيه (اللوفر) ونقلت أكثر الآثار الفنية من القصور الملكية إليه وفتح للجمهور, ويعتبر اللوفر أول متحف وطني في أوربة، ومن أغنى متاحفها، عرضت فيه عند افتتاحه اكثر من خمسمائة لوحة فنية، واقتصرت الأعمال المتحفية فيه على التسجيل والتصنيف.
    تلا ذلك ظهور عدد من المتاحف الأثرية، ومتاحف التقاليد الشعبية ففي فرنسا افتتح متحف (اللوكسمبورغ) منذ منتصف القرن التاسع عشر في قصر اللوكسمبورغ، ومتحف الفنون الزخرفية (كرنافاليه) carnavalet)) الذي ضم مجموعة أثرية تتعلق بباريس والمتحف الحربي في مبنى (الانفاليد) في باريس ......الخ.
    في إسبانيا أسس متحف برادو (Brado) عام 1809 والذي سعى ملوك أسبانيا لتزويده بلوحات فنية هامة من إيطاليا وفرنسا، كالملك فيليب الخامس وغيره.
    أما في الولايات المتحدة، فقد أنشأت متاحف في القرن التاسع عشر ففتح متحف الفنون الجميلة ببوسطن (Bostanmuseum of Fine Art) عام 1870م، تلاه افتتاح متحف الميتروبوليتان (Metropolitan museum) في نيويورك عام 1870، وفي عام 1873 تم افتتاح متحف العلوم والفنون في واشنطن ثم متحف التاريخ الطبيعي عام 1894م في فلادلفيا. وتتميز المتاحف الأمريكية ببناءها وعمارتها الجميلة.
    بالنسبة للبلاد العربية تعتبر مصر أولى الدول التي اهتمت بإنشاء المتاحف، فعندما استعرت حمى سرقة ونهب وتهريب الآثار المصرية أصدر محمد علي عام 1835م مرسوماً أمر فيه بإنشاء مصلحة للآثار ومتحف أشرف عليه الشيخ رفاعة الطهطاوي، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر أنشأت عدة متاحف في مصر منها: متحف دار الآثار العربية عام 1881م، ومتحف الفن القبطي عام 1893م، والمتحف اليوناني الروماني في عام 1891م.
    كما أسس متحف الباردو في تونس عام 1888م، ومتحف الآثار في الجزائر عام 1897م، ومتحف الآثار الكلاسيكية في طرابلس في ليبيا عام 1919م، والمتحف الوطني بدمشق عام 1919م تلاها إنشاء عدد كبير من المتاحف في الوطن العربي في أوسط القرن العشرين.
    وأخيراً لابد لنا من الإشارة إلى أن جميع المتاحف في الوطن العربي هي متاحف وطنية تحوي كنوز البلاد من آثار وتراث وتقاليد شعبية، وتختلف عن بقية متاحف العالم التي تسعى دوماً إلى الحصول على آثار من البلدان المختلفة وبطرق شتى مشروعة وغير مشروعة لإغناء متاحفها، كما وتمتاز المتاحف العربية بإشراف الدولة عليها فهي متاحف وطنية تدار بأيدي وطنية، بينما نجد في دول العالم الكثير من المتاحف ذات الملكية الخاصة، وتهدف جميع المتاحف في الوطن العربي لصيانة التراث الوطني من الضياع وهي دوماً في ازدياد مضطرد ونمو مستمر.
يعمل...
X