تويت
من أعمال التشكيلي الإماراتي علي حسن
الفنان التشكيلي علي حسن يكتب بمعاجين النور
عدنان بشير معيتيق
خلطة النور ومعاجينها الملونة، اكتشاف النار المتقدة, تتبع كل ما يحدث... في الداخل العميق, بحس صوفي نقي, الحرص على التواصل مع الأخر بروح مرحة وخبرة عميقة في التشكيل...
كل هذا يبدد العتمة ويكشف الستار بكل خفة عن عالم الفنان علي حسن بتكويناته المتنوعة وتجاربه المختلفة لبقايا أشياء تستدعي حروف وألوان تتوسطها الشدة وتشد من أزرها النون, تلامس أسطح خشنه بمواد مختلفة وكولاج وأحيانا أخرى أسطح ناعمة بأحبار ملونة , تسرد نصوص موسومة بنور منتشر في أرجائها.
مخيلة الفنان هي مرتع الروح ربما تضيق وتنحسر في دائرة ضيقة جدا لتكون تقريرية ساذجة أو تتسع لتشمل الكون كله وتصبح خلاقة مبدعة وكما قال اينشتين "الخيال أهم من العلم في الأبحاث العلمية" وذلك لان الاكتشافات العظيمة في التاريخ اعتمدت على الحدس نتيجة قوة المخيلة وليس على العلم بالشيء.
والفنان علي حسن يسلك هذا الطريق بالاعتماد على مخيلة خصبة و خبرة كبير في التعامل مع الأطياف وحروف النور بكل صورها المنعكسة منذ الطفولة الناصعة في مرايا الروح واعتماده على تحفيز مخيلة مقابلة تنظر بكل تأني لأعماله الفنية بعد ترك اثر عابر على سطوحها يشد هذا العابر ويجبره على التأني أكثر وكتابة قصة تبدءا ولا تنتهي بانتهاء المعرض الفني الخاص بأعمال الفنان.
كشط، مسح وتلوين زوايا معتمة في الداخل العميق، من المترسب والزوائد والعالقة من معايشتنا لليومي الرديء منه والجميل في تاريخ الإنسان ,كي تتضح أشيائها الأجمل كما لم تشاهدها أبصارنا من قبل..بورتريه يختبئ، نخلة وحيدة، لون اخضر تقطعت به السبل في مربع رمادي، النون، الكاف، أحبار تصنع واحة الضوء، نصوص مهترئة، أنفاس متقطعة وكلمات، لون أزرق، هرم، أقواس، الشدة!!
السرد بالنصوص المكتوبة, النسخ الحر, تعويذات متناثرة على سطح اللوحة تلملم أطرافها وتشير إلى منفذ الضوء المنبعث والتركيز على السطح للغوص في الداخل أو الاستعداد إلى ولوجه بعد معرفة ما يحيط به, فمجموعة النون عالم مكتظ من الكائنات الحية تتنفس, ترقص وتحنو على بعضها البعض في علاقة صحية يسودها الوئام الدائم.
الحرية في استخدام الأدوات وعدم الاكتراث إلى ما سوف ينتجه هذا الفعل، خلط الخامات والمعاجين وابتكار أسطح تتكلم بلغة الحرف دون الحاجة إلى رسم هذا الحرف وقواعده الصارمة أو هذا ما أصبح الفنان قادر عليه في مراحله الراهنة, دون الاستعانة بالتخطيطات الغرافيكية والاختباء وراء مهارات استعراضية زائفة كما هو سائد على الساحات التشكيلية العربية للكثير من مستخدمي الحرف والكتابة في الأعمال الفنية, صدق في الحاجة التعبيرية لجماليات أصيله تتفق مع ذائقة معاصرة جدا تلبي حاجة المثقف المطلع على ما تم إنتاجه في مجال فن الرسم ويخدم الحياة اليومية في تأتيت الفراغ والديكورات المعاصرة وترقية الذائقة البصرية والتدريب على التخيل وتوسيع المدارك والتربية البصرية المهمة في حياة كل الشعوب.
له العديد من الأعمال المقتناة في الكثير من دول العالم ومنها : متحف مقاطعة لوس انجلوس أمريكا – المتحف البريطاني – متحف الشارقة – متحف الفن العربي الحديث الدوحة – مركز أبحاث الفنون الإسلامية اسطنبول – متحف فن الجرافك الحديث القاهرة – المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة. وتحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير في الكثير من المشاركات الدولية والمحلية.
ولد الفنان علي حسن في الدوحة – قطر- تخرّج من كلية الآداب قسم تاريخ – تلقى الكثير من الدورات التدريبية في مجال الفنون في العديد من الدول وترئس الكثير من الأنشطة والورش الفنية وله الكثير من المعارض الفردية والجماعية والمشاركات في الداخل والخارج.