إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان ( شربل فارس ) شاعر تشكيلي لبناني ( لوحتي هي أنا )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان ( شربل فارس ) شاعر تشكيلي لبناني ( لوحتي هي أنا )



    الفنان التشكيلي اللبناني
    شربل فارس
    لوحتي هي أنا


    01-29-1433 11:43
    حسن شامي " فنون الخليج "

    الفنان التشكيلي اللبناني شربل فارس يفضل أن يقدم نفسه على أنه نحات ثم رسام، وقد اختار ما يشبّك ما بين اللوحة والأخرى والمنحوتة والثانية، بخيط متين من الاهتمام بما يحيطه من قضايا عامة وشؤون خاصة، يجمعها الحرص على تطلعات الفرد نحو الأفضل. وفقا لما نشر بصحيفة القبس

    منذ نحو ثلاثين عاما، وشربل يعمل بكد على بلورة مشروعه الفني في ميدان التشكيل، وهو يعرض أعماله من نحت ورسم، في لبنان وخارجه. وطوال هذه الأعوام، أنجز الكثير، خصوصا في مجال النحت، وهو ما ظهر واضحا في معرضه الأخير «الراقصة والحصان»، مع نحو مائة عمل من لوحة ومنحوتة، الذي احتضنته إحدى قاعات قصر الأونيسكو في بيروت ما بين2 و 9 ديسمبر، وشهد إقبالا من الجمهور ليستقطب اهتماما خاصا من النقاد الذين نظروا بعين التقدير إلى المعرض وأثنوا على صاحبه.
    لكن المعرض بقي جزءا من ثلاثية لم تكتمل، تضم مشهدية راقصة وقراءات شعرية، تحدث عنها شربل كما عن موضوع معرضه ومسائل أخرى، في هذا الحوار معه:

    • لماذا جعلت «الراقصة والحصان» عنوانا لمعرضك؟
    ــــ عمليا، معرض الراقصة والحصان تكون كفكرة عام 2000. وهي بدأت بالحصان. وحركة الحصان لطالما استرعت اعجابي منذ الطفولة، فانا تربيت وفي بيتنا حصان كان يملكه والدي ويوليه عناية خاصة. وقد تحول الحصان الى نوستالجيا لدي بعد أن انقطعت صلتي المباشرة مع حضوره.
    تلك النوستالجيا حضرت مجددا في السنوات الأخيرة لكن لتعبر عما في داخلي من تطلعات، وعما تخزن لدي من تجارب وما حملته من احلام. وقد ساهم في تحريك الرغبة بتجسيد ذلك تشكيلا قصيدة محمود درويش «لماذا تكرت الحصان وحيدا». وعندما انطلقت حركة الانتفاضات الشعبية في الدول العربية، تشكل الدافع لإقامة هذا المعرض، بعد أن تيقنت من أن الحصان وحيد فعلا، لكنه ينطلق من وحدته هذه إلى حريته.
    في البداية وحين كنت أحاور حضور الحصان في الذاكرة والرمز، رحت اصوغ الفكرة نحتا. وكنت بذلك كمن يحتفظ بخصوصية هذه النوستالجيا، باعتبار النحت عملا فرديا. لكني سرعان ما وجدت نفسي ساعيا في نقل المنحوتة إلى لوحة أرسمها، وما إن بدأت ذلك حتى وجدت الحصان الذي ترسمه ريشتي يفرض حريته على اللوحة، فصار كأنه يتحرك فيها، منطلقا وحيدا، هو من يحرك الألوان ويحرر الخيوط ويحدد المساحات، بل ويجعلها أوسع مدى وأكثر رحابة.

    لا فارس ولا لجام

    كان الحصان في لوحتي يتشكل وحيدا بلا فارس ولا لجام، بل من غير أن تكون له صهوة يمتطيها أحد.
    إنه حر يملك كل مقومات حريته، وقد حول وحدته إلى سبيل لممارسة حريته، علما بأني بدأت أعالج فكرة أن الحصان تُرك وحيدا، وتخلى عنه فارسه، فإذا بي أكتشف مجالات انطلاقه عندما يتحرك وحيدا،
    هكذا صار الحصان في لوحتي مشرئب العنق دائما يتطلع إلى الأعالي، وكأنه لا يرضى حدودا أرضية لحركته، يناجي الشمس أو القمر بل يناجي الضوء. ثم جاء التحوير الذي أدخلته في رسم جسد الحصان، فوجدته كأنه يرقص رقصته الخاصة، وقلت في نفسي إذاً لا بد من راقصة تلتقط هذه الحركية وتؤديها بجسدها كما تستوعبها.
    الراقصة حضرت غالبا في ثنائية اللوحة والمنحوتة، إلا أنها تحركت لوحدها أحيانا في فضاءاتهما، كما تحرك الحصان وحيدا. والعلاقة هنا بين الحركة ومفهوم الحرية علاقة تبادلية، تجد لها تجسيدا في الانتفاضات الشعبية العربية ومسارها الحالي.

    جدل فني

    • لكن عددا غير قليل من لوحات المعرض والمنحوتات يعود تاريخها إلى ما قبل السنة الحالية وانطلاق الثورات العربية؟
    ــــ صحيح. وقد قلت لنفسي عندما بدأت هذه الثورات الحمد لله، فلم أكن أود أن اكون الوحيد، لا أنا ولا حصاني وراقصتي، في التحرك بحثا عن السبيل إلى الحرية.
    • ثمة جدل في مضمون الفكرة وخطوط تجسيدها في اللوحة والمنحوتات. هل قادت هذه الجدلية العمل، أم أنها نمت أثناءه؟
    ــــ الجدل الذي يتجسد في الحوارية بين الراقصة والحصان كان ينمو أثناء العمل. ربما كان كامنا في جنين فكرة المعرض ــ إذا جاز التعبير ــ لكنه لم يبرز وينمُ إلا في خلال العمل.
    الحركة الثلاثية
    أكرر أنني لم أتقصد أن «أشتغل جدلا» بل أن الجدل صار في العمل نفسه. كذلك حال الفكرة التي اعتمدت بداية على حركية الراقصة والحصان، ثم تطورت إلى ثلاثية باعتماد الدائرة، ومن هنا أسميت معرضي بأنه مثلث الزوايا:

    الربيع العربي
    • إلى أين توصلك هذه الحوارية الثلاثية؟ وكيف تتقاطع مع الحدث العربي اليوم؟

    ــــ قلت في كلمتي عند افتتاح المعرض إن الراقصة والحصان والدائرة في لوحتي «هم» أنا، بل وكنت، انا، مَن يضع يدا على قلبه وأخرى على بطنه كما الراقصة التي هي امرأة أولا وأخيرا، تضع يدا على قلبها خوفا على أبنائها الذين ولدوا، وعلى بطنها تريد حماية الجنين الذي في الداخل.
    أما الربيع العربي فهو يحضرني ومعه الخوف على مساره. وبهذا الهاجس حضر في اللوحات، ومنها واحدة رسمت فيها سلما صاعدا وآخر في حركة نزول، كتعبير عن تواتر احتمالي النجاح والانتكاس في مسار الحلم العربي بالانعتاق.

    الفكرة المحورية
    الحرية هي الفكرة المحورية في أعمال المعرض، من لوحات ومنحوتات، والأعمال التي سبقت تاريخ الربيع العربي تبدو شديدة الارتباط بمعانيه. لا يعني ذلك أن أدعي أنني كنت أترقب حدوث ما حدث، ولكني أستطيع القول أن جدلية الحرية المعبّر عنها بالراقصة والحصان لا بد أن تصل إلى المكان الذي تصله الانتفاضات العربية.

    الرسم شعراً
    • قلت في كلمتك الافتتاحية للمعرض انه جرى تحضيره كي يترافق مع مشهدية راقصة وديوان شعر، لكن ضعف الإمكانات المادية حال دون تنفيذ مشروعك هذا. ما الذي أردته من وراء ذلك أساسا؟
    ــــ أريد الحديث هنا عن المعرض والمشهدية الراقصة، لأنهما يكملان بعضهما. أما الديوان فله قصة أخرى، حيث كل لوحة كانت تلد موضوعا لقصيدة، بحيث أصبح لكل لوحة قراءتها الشعرية بشاعرية راسمها.
    لكن ما بين المعرض والمشهدية الراقصة تقوم علاقة وثيقة مباشرة، لأن اللوحات الراقصة كانت ستكمل اللوحات المرسومة، التي هي لوحات تجسد رقص الراقصة ورقص الحصان. هذا علما أن الفكرة تعتمل في رأسي منذ أوائل معارضي، وهاجسها سؤال يقول: لماذا لا نجمع الفنون معا في مكان واحد؟ وقد اختمرت ومعها أصبح الجواب ممكنا بفضل ما توفره التقنيات الحديثة من إمكانات العرض بالديجيتال، على أن يتم استخدام هذه التقنيات بطريقة لا تُفقد العمل الفني هويته الأساسية.

    المشهدية الراقصة
    أما ما كنت خططت له بشأن المشهدية الراقصة، فهو باختصار كالتالي: ثلاث راقصات يتحركن على خشبة المسرح ومن خلفهن جدارية بيضاء تمر عليها مشاهد من الحروب اللبنانية في الربع الأخير من القرن الماضي، والحروب الإسرائيلية على لبنان. على أن يتغير إيقاع الرقص، سرعة وبطئاً وتعبيراً، وفقا لتسلسل الأحداث وعمق تأثيرها، بحيث تكون كل راقصة على المسرح معنية بتوصيل المشهد المرتبط بهذا الحدث أو ذاك. وفي النهاية يتعبن من أداء هذه المهمة ويسقطن أرضا،
    بعد أن تكون الجدارية تمزقت إلى قطع ثلاث، لكن لينهض من بين الجمهور فنانون تشكيليون، يتولون إعادة تجميع مشهدية الجدارية. وهذه حركة رمزية تعني أن على الفن أن يقوم بدوره في توحيد الوطن.
    وتلي المشهدية جولة على المعرض ترافقها قراءة في ديوان الشعر الذي ترتبط قصائده باللوحات المعروضة. وهكذا نقدم عملا متكاملا في مناسبة واحدة. لكن، وللأسف لم يتسن لهذا المشروع أن يبصر النور متكاملا لعدم وجود جهة تمول الانتاج
يعمل...
X