إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوظائفُ والأسطورة في شعر السيّاب - الدكتور عبد الرضا علي : ناقد أدبي وكاتب عراقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوظائفُ والأسطورة في شعر السيّاب - الدكتور عبد الرضا علي : ناقد أدبي وكاتب عراقي

    الأسطورة في شعر السيّاب

    بقلم عبد الرضا علي



    الدكتور عبد الرضا: ناقد أدبي وكاتب عراقي
    الأسطورة في شعر السيّاب
    (إيجازٌ مركّز)
    ثالثاً – الوظائفُ:
    تعدّدتْ وظائفُ الأسطورةِ عندَ السيّاب تبعاً لتعدّدِ الدلالاتِ الأسطوريّةِ في شعرهِ، وكانت تلك الدلالاتُ أنواعاً من رؤى شعريّة أوجدتْها مواقفُ أو تجاربُ مكّنتهُ من صبِّ طاقاتِهِ الشعريّةِ فيها بانفعالٍ حيٍّ، وقد وجدنا أنَّ تلك الوظائف تنقسمُ إلى قسمينِ اثنينِ تتفرّعُ عنهما محاورُ عديدة، وهذانِ القسمانِ هما:
    1 – الوظائف الجماليّة
    2 – الوظائف السياسيّة
    أمّا محاور الوظائف الجماليّة فيمكنُ حصرُها بالآتي:
    التداعيات
    المناجاة "المونولوج الدراميّ"
    المحاورة "الديالوج"
    وخشية ً من الإطالةِ نوجزُ القولَ في التداعياتِ، فنقولُ : التداعي في القصيدةِ الحديثة ِالموظّفةِ للأسطورةِ مهمّة ٌ ليست سهلة ً على الإطلاق، إذ أنّ جماليّاتِ هذا التداعي لابدَّ أنْ تعتمدَ على مخزونٍ ثقافيٍّ واسع ٍ، وخيالٍ خصبٍ مولّدٍ ليأتيَ التداعي التصويريّ ُ غيرَ متكلّفٍ، أو قسريٍّ وهو يؤدّي وظيفتهُ في عمليّة ِالتوليدِ.
    إنَّ التداعيَ الذي نقصدُهُ هو عمليّة ُ التوليدِ الفنّيِّ الذي يتشكّلُ تباعاً من خلالِ ما يُشبهُ التداعي المعنويّ اللفظيّ للكلمةِ المفردة، غير أنّنا لا نقصدُ به تداعي الكلماتِ بقدرِ ما نقصدُ بهِ تداعياتِ الإيحاءِ في الصورِ الشعريّةِ المتواليةِ، ففي قصيدة " رؤيا عام 1956م" يقولُ:
    أيّها المنقضّ ُ من أولمب َفي صمتِ المساءْ
    رافعاً روحي لأطباقِ السماءْ
    رافعاً روحي "غنيميداً" جريحا
    صالباً عينيَّ " تموزاً" مسيحا
    أيُّها الصقرُ الإلهيّ ُ ترفّق ْ
    إنَّ روحي تتمزّق ْ
    إنّها عادتْ هشيماً يومَ أنْ أمسيتُ ريحا.
    فكأنّ الرؤيا التي تحطّ ُ على عينيّ بطلِ القصيدةِ صقرٌ من لهيبٍ، فتتولّدُ من هذا الصقرِ صورةُ الصقرِ الإلهيِّ الغريبِ الذي انقضَّ من جبلِ الأولمبِ في الأسطورةِ الإغريقيّةِ ليختطِفَ " غُنيميدَ" الشابَّ اليونانيِّ الجميلِ، ويحملُهُ إلى جبلِ الأولمبِ ليصبِحَ ساقياً للآلهةِ بعدَ أنْ وقعَ "زيوس" كبيرُ الآلهةِ في حبّهِ. غيرَ أنَّ هذهِ الرؤيا/ الصقرَ التي حملتِ السيّابَ جعلتْ منهُ هو الآخرَ غنيميداً جريحاً، إنّه الضحيّة ُ التي تحملُ العذابَ من أجلِ الآخرينَ ، وهنا تتولّدُ من صورةِ التضحيةِ هذهِ صورةُ صلبِ المسيحِ ِ التي تتداخلُ مع تضحيةِ " تموزَ" حينَ مزّقهُ خنزيرٌ بريٍّ بنابهِ فجعلهُ هشيماً.
    إنّ الجميعَ (السيّابَ، وغنيميدَ، وتمّوزَ، والمسيحَ ) عادوا أشلاءَ ممزّقة ً يومَ أنْ أمسوا ريحاً لا فائدةَ منها، وكذلكَ الحالُ في قصائدَ عديدةٍ، مثلِ " مرثيّة جيكور" و " الشاعر الرجيم" و "مرحى غيلان" .
يعمل...
X