إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العودة إلى النضال الوطني عند ( بدوي الجبل ) وفترة المنفى ومحاولة اغتياله وتداعياتها والموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العودة إلى النضال الوطني عند ( بدوي الجبل ) وفترة المنفى ومحاولة اغتياله وتداعياتها والموت

    بدوي الجبل

    إكتشف سوريا



    سجنه الثاني
    حين اندلعت ثورة رشيد عالي الكيلاني في بغداد عام 1941، كانت لبدوي الجبل مشاركة فيها من الناحية الإعلامية، وبعد فشل هذه الثورة، عاد إلى اللاذقية، فاعتقله الفرنسيون، وزجوا به في قلعة كسب شمالي اللاذقية على الحدود السورية التركية، وأثناء اعتقاله هذا تُوُفِّيَ والده عام 1942، مما أثّر في نفسه أيّما تأثير. وحين وصلت القوات الإنكليزية والقوات الديغولية الفرنسية، نُقِلَ من معتقله إلى الإقامة الجبرية في منزله باللاذقية إلى أن أُطْلِقَ سراحه، وقد دامت فترة اعتقاله مدة ثمانية أشهر. وقد كانت قصيدته الأولى بعد إطلاق سراحه في ذكرى الزعيم التاريخي ابراهيم هنانو، وهي قصيدة «آلام».
    العودة إلى النضال الوطني
    يذكر أ.نبيل سليمان أن بدوي الجبل عاد إلى الحياة السياسية نائباً عن اللاذقية، في البرلمان الأول بعد إعلان الاستقلال عام 1943. وعندما صب الفرنسيون حممهم على دمشق عام 1945، تطوع بدوي الجبل مع نواب آخرين – منهم أكرم الحوراني – في الدرَك للدفاع عن البرلمان، كما ساهم في مقاومة العدوان الفرنسي على اللاذقية، وقرر الفرنسيون - فيما يروي رياض رويحه – اغتياله. لكن الأمواج هدأت به إلى أن أُعْلِنَ الاستقلال 17/4/1947، وعن هذا الحدث كتب قصيدته «جلونا الفاتحين»، ويذكر فيها بطلين من أبطال الاستقلال، وهما شكري القوتلي وسعد الله الجابري.
    إلا أن سورية بدأت تشهد فترة من الانقلابات، وكان بدوي الجبل ضد هذه الانقلابات التي كان أولها انقلاب حسني الزعيم عام 1949 ثم انقلاب سامي الحناوي ثم أديب الشيشكلي. وكان البدوي مع الشرعية الدستورية والحياة البرلمانية.
    وقد روى السيد أحمد الأحمد ابن الشاعر للأستاذ نبيل سليمان أنه إثر الانقلاب الذي قاده أديب الشيشكلي، شارك الشاعر في مؤتمر في حمص ضم ممثلين عن مختلف الأحزاب في تلك الفترة، وقد طالب المؤتمر بالانتخابات الحرة، فبدأت الاعتقالات، وقد طُلِبَ من محافظ اللاذقية آنذاك الأستاذ سعيد السيد اعتقال البدوي، لكن هذا الرجل بدلاً من اعتقاله، حمله بسيارته الحكومية إلى الحدود اللبنانية، فهرب البدوي إلى لبنان، وقد نقل عن الأستاذ سعيد قوله: «لا أريد أن يسجل علي التاريخ لعنة من لعناته باعتقالي مناضلاً كبيراًً».
    أقام البدوي في لبنان حتى الإطاحة بالشيشكلي، وأثناء ذلك شارك في حفل تتويج الملك فيصل الثاني بقصيدة «يا وحشة الثأر». وكانت الحكومة العراقية تسعى لاستقطاب الزعماء السوريين، فمنحت بدوي الجبل وسام الاستحقاق، لكنه رفض الوسام، وعاد إلى سورية نهاية عهد الشيشكلي عام 1954.
    يذكر د.شاهر امرير: «عُيِّنَ البدوي وزيراً بعد الشيشكلي في الوزارة التي لم تدم طويلاً، وتعرّض للاضطهاد من المكتب الثاني ذائع الصيت، بدعوى الاشتراك بمؤامرة عراقية ضد سورية، فهرب إلى لبنان مرة أخرى، وأفاد الأستاذ أحمد البدوي أن أخاه منيراً قد اعتُقِلَ من قبل المكتب الثاني (عبد الحميد السراج)، وعُذِّبَ بدعوى المؤامرة التي كان أحد عناصرها المقدم محمد معروف، وهو أحد أقربائهم، ولا علاقة للبدوي بها، وقد تشرّد البدوي بسببها ستة أعوام منذ 1956 حتى 1964.
    فترة المنفى
    أقام بدوي الجبل بادئ الأمر في بيروت خمس سنوات تقريباً، كان يشارك أثناءها في ندوة الخميس التي تنظمها مجلة «شعر»، ويروي د. شاهر امرير أن البدوي عاد إلى سورية أواخر عهد الانفصال (28/ايلول/1961)، وخرج بعد ثورة آذار (8/3/1963)، متنقلاً بين العديد من المدن الأوروبية، حتى استقر في جنيف، عاد بعدها إلى سورية بعد عفو صدر عام 1964.
    ويذكر أ.نبيل سليمان أنه خلال إقامة البدوي في فيينا كتب قصيدته «البلبل الغريب» التي أثارت شفيق جبري الملقب بشاعر الشام، فكتب قصيدة «بلابل الدوح» فحياها البدوي بقصيدة «حنين الغريب». وكانت جنيف قد صارت مقامه، وسمى نفسه فيها بالأشعث الجوّاب واتخذه عنواناً لقصيدة من قصائده الصوفية.
    محاولة اغتياله
    يذكر أ.نبيل سليمان أنه عقب هزيمة 1967 كتب بدوي الجبل قصيدته «من وحي الهزيمة» فذاعت ذيوع قصيدة «إني لأشمت بالجبار»، وقد أساءت القصيدة التي وُصِفَت بـ«العاصفة» لمن أساءت من النظام الحاكم آنذاك، فتعرّض في 27/4/1968، وهو يمارس رياضته الصباحية إلى اعتداء جسدي، واختُطِفَ حتى 30/4/1968 حيث رُمِيَ في إحدى مشافي دمشق، فاقد الوعي، بعد أن أنقذه من الموت إنذارٌ صارمٌ للمختطفين، وجّهه وزير الدفاع آنئذ اللواء حافظ الأسد، فيما أشارت الأصابع إلى تدبير بعض الجهات للاعتداء.
    بعد خمسة أيام من الغيبوبة، نجا الشاعر من الاعتداء الذي تعددت رواياته. ويذكر أ.نبيل سليمان أن السفير المصري في دمشق نقل له رغبة جمال عبد الناصر في استضافته في القاهرة، إلا أن الشاعر رد بأنه لا يقبل أن يقول التاريخ أنه هجاه ثم لجأ إليه. وفيما بعد، قيل أن مدبر الاغتيال قد انتحر.
    تداعيات محاولة الاغتيال
    يذكر أ.أكرم زعيتر أن الحادث قد أثر في بنية الشاعر، وتوافدت عليه الأمراض يبلّ منها حيناً، ويعاوده السقم حيناً، يعتمر بيروت يوماً، ويصطاف في بلودان أياماً، ثم بدا مرضه عياءً فلزم بيته بدمشق ولم ينقطع إخوانه عن عيادته.
    وفاته
    يقول أ.هاني الخيّر: «ظهر الثلاثاء الواقع في 18/8/1981 توقف قلب الشاعر الكبير بدوي الجبل إلى الأبد عن عمر يناهز الـ 78 سنة».
    «ها هو اليوم يعود إلى قريته الوديعة ليُدْفَن بجوار مقام والده، وعلى الطريق الطويل الموصل إلى قرية السلاطة خرج الرجال، والشيوخ، والنساء، والأطفال، لاستقبال جثمان بدوي الجبل، القادم من دمشق التي أحبته حتى الموت، ولم ينس الأهالي أن يرشوا على التابوت الزهور البرية، والرياحين».
    أبناؤه
    كان البدوي قد تزوج من زلفا، وأنجبت له ثلاثة أبناء وبنتاً أسماها جهينة، وتوفاها الله وهي عذراء في مقتبل العمر، وذلك في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي ،1950 حين كانت في الجامعة السورية.
    أما أبناؤه الشباب فهم الأستاذ أحمد والأستاذ عدنان والأستاذ منير. إلا أن نكد الدهر تواصل على بدوي الجبل، ففُجِعَ بابنه عدنان الذي تُوُفِّيَ عام 1967 عن اثنتين وثلاثين سنة. أما نجله منير فقد تُوُفِّيَ فيما بعد.
يعمل...
X