إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نهاية الفروسية والحروب المشرفة - أمين معلوف - رواية ( ليون الإفريقي ) - مهند النابلسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نهاية الفروسية والحروب المشرفة - أمين معلوف - رواية ( ليون الإفريقي ) - مهند النابلسي

    ليون الإفريقي

    الكاتب اللبناني المعاصرأمين معلوف


    بقلم :
    مهند النابلسي


    مهند النابلسي
    نهاية الفروسية والحروب المشرفة!ثم ينتقل ليرصد الصدى الأول لدخول البنادق في الحروب الحديثة فيقول في عام المرتزقة الألمان (1527): " أهذه هي الحرب في أيامنا؟ إن أشجع الفرسان قد يقتله من بعيد نافخ مزمار بهذه البنادق اللعينة ! إنها نهاية الفروسية والحروب المشرفة!" وماذا كان سيقول لو عاصر كافة صنوف الأسلحة العصرية من طائرات وصواريخ وقنابل ودبابات ومدافع وبنادق التي تحقق الدمار والموت للخصم بواسطة كبسة زر لا غير! ويصف القتل والتنكيل والاغتصاب قائلا:" واقسم بالله العظيم الذي جعلني أجوب الدنيا الواسعة، بالله الذي جعلني أعيش عذاب القاهرة كما عشت عذاب غرناطة، أنني لم أقارب هذا القدر من الوحشية،هذا القدر من الحقد، هذا القدر من الاندفاع الدموي وهذا القدر من المتعة بالذبح والتدمير والتدنيس، فهل اصدق إذا قلت أن راهبات قد اغتصبهن على مذابح الكنائس مرتزقة يضجون بالضحك قبل أن يخنقوهن! وان مخططات المكتبات قد غدت بالات كبيرة أقيمت للفرح وأخذ الجنود يرقصون حولها، ومن حسن حظ ليون انه لم يعهد المآسي والحروب وكافة صنوف التنكيل والتعذيب والاغتصاب التي مورست خلال الخمسة قرون الماضية، وكما قال البابا بندكتوس السادس عشر بأن الحضارة الغربية (بل والإنسانية ) قد ضلت طريقها وباتت تتخبط بسبب الابتعاد عن الله، كما استطرد بان العالم بجميع موارده غير قادر على إنارة طريق الإنسانية لتتمكن من توجيه مسيرتها! ولعل السبب يكمن في ممارسات الاستعمار الغربي المشينة وفي الرأسمالية المتوحشة والصهيونية الاستيطانية والإلحاد والكفر بالقيم الروحية، ثم في التعالي العرقي والعصبية الدينية والطائفية والاثنية وعدم التسامح وعدم تقبل الآخر، ولن ننسى هنا ممارسات طغاة العالم الثالث هم وعائلاتهم وعصاباتهم وحاشيتهم والمنتفعين الفاسدين! عالمنا وبعد مضي حوالي خمسة قرون ليس أحسن حالا بكثير ، وما زلنا كبشر بعيدين عن السلم والازدهار والتعايش المشترك، وكما قال الفيلسوف الفرنسي جارودي فنحن نعيش مرحلة " تعفن التاريخ "، وأقول أننا نشهد ربما الآن بداية عصر الديمقراطية وتحرر الشعوب وحقوق الإنسان (مع انطلاقة ثورات الربيع العربي)، وصحيح انه يتم ركوب موجات التحرر من قبل أمريكا والغرب وإسرائيل بمساعدة العملاء والانتهازيين وعاشقي السلطة والنفوذ، ولكن الشعوب الذكية ستعي ذلك في النهاية ولن تسمح بتضييع نضالها و ثوراتها واستبدال الحكام الطغاة بعملاء جدد فاسدين مدعين لا يهمهم إلى كراسي السلطة، وأتفاءل قائلا: ربما تكون الإنسانية أخيرا قد قاربت رحلتها الطويلة استعدادا للخروج من النفق المظلم باتجاه فجر إنساني مشرق جديد.
يعمل...
X