إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الملخّص عن الشاعر ( محمود حسن إسماعیل ) - أم البنين مرزي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الملخّص عن الشاعر ( محمود حسن إسماعیل ) - أم البنين مرزي




    بقلم أم البنين مرزي



    محمود حسن إسماعیل

    حیاته وأدبه

    أم البنين مرزي
    ناقدة أدبية إيرانية

    بحث مستخرج من رسالة الماجستیر بإشراف الأستاذ الدکتور یوسف هادی پور

    الملخّص

    یعد محمود حسن إسماعیل من کبار الشعراء المعاصرین المصریین.اتجه إلی النزعة الرومانسیة و الرمزیة فی أدبه وفی قول الشعر ، و لجأ إلی الطبیعة فی حیاته الشخصیة والأدبیة.إنه کبر فی أحضان الثقافة الإسلامیة من خلال رحلاته المتعددة إلی بلدان العالم الإسلامی ،و قد اکتسب ثقافة واسعة إثر هذه الرحلات و أتیح له من التجارب ما لم یتح لزملائه و اطلع علی تراث أمته وثقافة عصره. فقد کان وعاء طیباً لمفاهیم عصره بالذات و لما کان قبله من معارف وآداب وثقافات.وأما الملامح الواضحة فی کل دواوینه فهو تلک الروح المصریة الخالصة والتی تعددت صورها وإن کانت تنبثق من بوتقة واحدة والتی أعطت دواوین الشاعر هویة وطنیة وشعریة فی الوقت نفسه.المقال الذی بین أیدیکم یتناول حیاته من شتّی النواحی ثم ینتقل إلی معالجة أدبه لإیضاح خصائصه الشعریة وملامحها.
    حياته الشخصية:«ولد محمود حسن إسماعيل بقرية النخیلة في أبوتيج بمحافظة أسيوط في 2/7/1910م. و التي غذت حاسة الجمال و الانفعال داخله و تلقی تعلیمه الابتدائي و الثانوي بين مدارس أسيوط و القاهرة ، شبّ علی حفظ القرآن الكريم ،ثم انتقل من قريته إلی القاهرة و التحق بكلية دارالعلوم التي كانت حينذاك تسمی " دارالعلوم و الأدب " و تخرج منها عام 1936 م. حيث حصل علی الليسانس في العلوم العلیا. و قد اكتسب ثقافة واسعة و أتيح له من التجارب ما لم يتح لزملائه.كان محمود حسن إسماعيل مدرسة متيمزة من مدارس الشعر. تخرج منها العديد من الأسماء اللامعة في عالم الشعر، فعمل أول ما عمل محرراً بالمجمع اللغوي و لم يلبث أن انتقل مستشاراً ثقافياً بالإذاعة المصرية و عمل فيها عدة سنوات . سافر بعدها في أواخر السبعينات إلی الكويت بعد أن أحيل إلی التقاعد حيث عمل مدة سنتين أو ثلاثاً .إنه شاعر كبير متميز له لونه الشعري الخاص به، و قد أثار شعره الكثير من الجدل .» [1]فأشاد به بعض النقاد باعتباره شاعراً ذا أبعاد عميقة ، و هاجمه آخرون باعتباره شاعراً غامضاً بعيداً عن أرض الواقع. يجسد أخيلة مغرقة في رمزية و قد تشكل وجدان محمود حسن إسماعيل بكل صور الطبيعة الجميلة التي شاهدها في قريته النخیلة و بكل أحزان الفلاحين البسطاء ومعاناتهم، أولئك الذين نشأ بينهم و عاشرهم و تأثر بهم فتشرب كل هذه الصور التي عكسها في شعره طوال حياته.کما يقول الشاعر نفسه
    متحدثاً عن نشأته:« نشأت في قرية صغيرة في أعماق الصعيد اسمها ( النخیلة ) و لها من اسمها نصيب فيكثر فيها النخيل و البساتين المطلة علی حافة نهر النيل من الجانب الغربي. و لم أولد في بيت علم و لم أواجه في طفولتي مكتبة تشكل ثقافة مبكرة تعين علی أي معرفة ، و أول ما سمعت من اللغة العربية لغة القرآن ، و قد حفظته في سن التاسعة و أول ما سمعت من الشعر الأنغام الجنائزية التي كان يتصايح بها المنشدون أمام النعوش، و كنت أضيق بها و أفزع منها. و لهذا هربت إلی معیشة كاملة في الحقل، حيث سمعت من أنغام الطبيعة لغة الطيور ألتي كانت أول إيقاع موسيقي لم تتدخل فيه صنعة الإنسان، يحرك نفسي إلی الإصغاء لعالم الطبيعة، بكل ما فيه ،حتی الجذوع الصامتة و الليل الأخرس ، و الوجود المستعبدة البكماء التي تتحرك حولي تحت وطأة القهر و الرق و الحرمان و الطمأنينة الزائفة و بؤس العيش و ذلك في العشرينيات الأولی من هذا القرن و لم أكن في معظم الوقت مع أهلي في " الكوخ " بل كنت أعيش في " الغيط‌ " علی مشارف نهر النيل جنوب " أبوتيج " و قد طال مقامي كجزء من الطبيعة و أبذر الحب و أتابع البذرة منذ غرسها حتی الحصاد. و لا أزال أذكر الغناء البشري الذائب من حناجر الكادحين في مراسم الزرع و الحصاد و كانت كل هذه العوالم أشبه بمرجل انصهرت في داخله كل العناصر الترابية التي انفصلت عنها بإضاءة الشعر عندما بدأت أتنفس به، عقب فراقي لعالم القرية و الطبيعة إلی عالم المدينة .» [2]ثم يصف كيفية تعلمه في المدينة و يقول : «تعلمت في الخص و درست فيه و تقدمت إلی امتحان شهادة " البكالوريا " من الخارج ، و حصلت علیها – نظام دارالعلوم – ثم رحلت إلی القاهرة لأدخل دار العلوم. كنت أقرأ في " الخص " الصحف و خاصة " البلاغ الأسبوعي " و هوالملحق الأدبي الذي كانت تصدره أسبوعيا جريدة البلاغ.كانت هذه الصحف تأتي إلی " الباشا " صاحب الضيعة المجاورة لحقلنا، كان واحد يعمل عند الباشا اسمه " فريد " يذهب كل يوم إلی مكتب البريد لإحضار بريد الباشا و فيه الجرائد و المجلات ، و كان " فريد " يمر بي فأتصفح بعض ما يحمل ، آخذ منه البلاغ الاسبوعي لأقرأه في يوم أو يومين قبل أن يوصل إلی الباشا. لم تكن لدي في الخص أية كتب غير الكتب المدرسیة ،و لم أقرأ شعراً غیر المحفوظات المقررة ، و من هذه المحفوظات بدأ رفضي لكل مكرر و تعبير زائف .» [3]
يعمل...
X