إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحياة السياسية عند الشاعر ( محمود حسن إسماعیل ) - أم البنين مرزي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحياة السياسية عند الشاعر ( محمود حسن إسماعیل ) - أم البنين مرزي




    بقلم أم البنين مرزي



    محمود حسن إسماعیل

    حیاته وأدبه

    أم البنين مرزي
    ناقدة أدبية إيرانية

    بحث مستخرج من رسالة الماجستیر بإشراف الأستاذ الدکتور یوسف هادی پور



    حياته السياسية: غني عن البحث أن الباحث الأدبي إذا أراد أن يعالج أديباً أو شاعراً أو غیره فيجب علیه أن يتناول حياته في شتی المسائل خاصة في المسألة السياسية التي لها دور هام في نضوج فكرة الأديب أو الشاعر. لأن السياسة تؤثر علی جميع مراحل حياة كل شخص و لأجل هذا يجب علینا أن ننظر ماذا حدث للمصريين خلال خمسين عاماً ماضیاً. بعد مطالعة كتب التاريخ حول مصر يظهر لنا قد وقعت تغييرات عميقة خلال السنوات المنصرمة في المجتمع المصري و هذه التغييرات أثرت علی حياة الناس سياسية و اقتصادية و غیرهما. و بما أن شاعرنا محمود حسن إسماعيل كان عنصراً من المجتمع المصري و كان شاعراً ذا إحساس مرهف و عاش ككثير من الفلاحين في فقر وبؤس شديد.« هذا الشاعر الفلاح كان يحمل تراثه فوق ظهره ، و أرضه بين أحاسيسه.لأجل هذا لم يقبل أن يكون مستسلماً أمام أيادي الجور و قوی الشر،بل إن روح الثورة كانت تحرضه علی الحرية لكي يثبت وجوده لأنه إنسان مصري و قد سيطر علیه في هذه الفتره شعور جارف بضرورة استثمار الشخصية المصرية و توق إلی الحرية و تشبع مستغرق بروح الثورة فإنه قد شارك في قضايا المجتمع الأخری، و دفعه لذلك " فساد السياسة و تأزم الاقتصاد و اضطهاد الحرية، مما كان نتيجة مباشرة لتعدد العدوان علی الدستور و تكرر إغلاق البرلمان و تآمر قوی الشر علی كان ما حققه الشعب من مكاسب بثورة1919م ، و كانت الملكية الباغية و الاستعمار الطاغي، و الأقطاع المستغل أهم أطراف التآمر الذي وصل إلی ذروته في عهد إسماعيل صدقي 1930 م .» [9]«ولم يبك الشاعر الفلاح وحده محاولاً إثبات وجوده ، بل كان الشعور بالمجتمع الذي تكونت ملامحه وسط هذه الظروف السياسية و الاقتصادية والنفسیةوالاجتماعية و الفكريةمتبلوراً في مفهومه الشمولي عن الإنسان باعتباره الکائن الذي خلقت الطبیعة من أجله،وعلیه فلابد أن یمنح کل حقوقه المکفولة. و لهذا يناضل الإنسان الحر مع أعداء الطبيعة،و أن الصراع بين الحرية و الرق أمر مشهود دائماً و لأجل هذا يجسم محمود حسن إسماعيل أوضاعه السياسية كعهد الذئاب. لأن الغاصب يخاتل في عهده و يعمن في كيده و الحزبية تفُتّ في وحدة النضال و الشعب يتنزی علی الأصفاد، و يصلي سعیر الاستبداد و جاء عيد التضحية و الفداء،کما یقول: سبعون عاماً يدوخ الدهر في يدها
    و النيل يزأر في القضبان كالأسد
    و أنتم في خضم لاضفاف له
    من التنابذ و التفريق و اللدد
    و بينكم غاصبٌ ، يرجي المحال ، و لا
    يرجی له بوفاء العهد أي غد...
    عاهدتموه، و من يا قوم ضللكم "؟
    عهد الذئاب زمان كاذب الأمد!
    ذبيحة بخلافات يكاد لها
    حديد "داود" يلقي العهن في الزرد!
    فانقذوها بنور من تضافركم
    يدب فيها دبيب الروح في الجسد
    فإن فعلتم ... فعيد الدهر يرقبكم
    و إن تخاذلتم ... يا ضيعة البلد »
    [10]
    یدعو الشاعر شعبه إلی الاتحاد،لأن الوحدة طريق النجاة، و التقرق سبب الفشل ،و الحزبية لاتؤدي إلی تحريرالأرض.لأن المستعمر يشعل الخلافات الحزبية. فالشاعر يستنكر علی المصريين خلافهم في عيد الأضحی الذي يحمل رمزاً قديماً له أبعاده الدينية ، و ينعي علیهم كيف يتركون " حيلة الأحقاد " في جسد يهودي لاخلاف به في لجة الأبد. و لأجل الاتحاد يدعو الشاعر شعبه للكفاح ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم عام 1951 م. و يقول : لا تسل عنا و لا أين حمانا؟
    وحّد القيد علی الدرب خطانا!!
    كلما حلت بنا أصفاده
    فجّرت للبعث صبحاً و أذانا...
    هذه الأيام تتری حولنا
    كلما زمّت بنا زادت قوانا
    شابت الأغلال في أرواحنا
    و غدت في الشرق ريحاً و دخانا
    فامض لاتسأل علی الهول سوانا
    و اسأل التاريخ عنا و الزمانا.
    عربي ساجل الشمس الخطی
    و توارت و هو يجتاب الرعانا
    يلطم الأرض فما تدري له
    من بعيد الشأو ،‌أفقاً أومكانا
    تركت خيمته فوق الثری
    سيرة يروي بها النجم علانا
    همة الأبطال و البأس الذي
    كان للأبطال خمراً و دنانا
    ضاق أفق الشرق عن أعلامه
    فطوی الغرب و لم يغمد سنانا
    لم يزل " طارق " في أجناده
    يخطب الدهر و يسقيه البيانا
    ذاك أرض السين فاسأل نهرها
    كيف لبّاه سهولاً و جنانا
    و اسأل الحمراء عن تاريخها
    أو فدعها تتحدی الحدثانا ..
    لاذت الدنيا إلی أعتابها
    ثم دالت : رب ما أعلاك شأنا
    قلت للماضي : أفق ... فاندفعت
    ناره في الشرق روحاً و كيانا
    شنها حرباً علی أعدائه
    أينما ظِلِّهمو في الأرض كانا
    من شِعاب النيل هَبّت يقظةٌ
    نورها لم يبق لليل مكانا
    بارك الله خُطاها فغدت
    كالهوی المشبوب تجري في دمانا
    أيُ جُرح طاف بالشرق و لم
    تسكب النور علیه و الأمانا
    أي فجر لم يلح في أفقها
    لبني الشرق ضياء و أذانا
    أي هول مر بالشرق ، و لم
    تنفض التبريح عنه و الهوانا
    في فلسطين مضی أحرارها
    بدماهم يتحدون الزمانا
    عرب نحن !!‌و هذا شرعنا ....
    نحن لا نترك في الروع أخانا
    [11]
    فالشاعر بعواطفه الإنسانية يدعو أبناء شعبه إلی الوحدة، لأن الوحدة رمز الانتصار و يفتخر الشاعر بشجاعة أبطال شعبه العرب الذين يبذلون أموالهم و دمائهم للدفاع عن مجدهم و شرفهم لتسجيل الحرية. ينادي الشاعر شعبه العرب بهتاف حماسي إلی الاستيقاظ و الوعي و المقاومة أمام الأعداء المستكبرين لتثبيت العدالة و الاجتناب عن التفرق و التنابذ.
يعمل...
X