إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( الهجاء -الرثاء - المدح ) أغراض ابن الرومي الشعرية - بقلم مزكان حسين بور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( الهجاء -الرثاء - المدح ) أغراض ابن الرومي الشعرية - بقلم مزكان حسين بور




    ناقدة وكاتبة إيرانية

    ابن الرومي: حياته الشخصية والأدبیة

    أغراض ابن الرومي الشعرية

    الهجاء: ابن الرومي لم يجعل غرض الهجو مستقلاً عن أغراض الأخری،فلجأ إلی السخرية، أيضاً هو ينتقل من الهجو إلی ابراز الوصف والشکوی والاستخفاف. لنيل غايته من غرض الهجاء. کما «لابن الرومي شهرة في الهجاء لاتتقدمها شهرة دعبل وبشار. و يفوقهما بما انتاز من دقة التصوير، فإن هجاؤه لا يقتصر علی القذف والطعن و السخر بل يتعداه إلی وصف أخلاق المهجو و تصوير أشکاله حتی يبرزه مُثلة شوها مضحکة. و بواعث الهجاء عند الشاعر کثيرة،فمنها أنَّه کان محروماً يستجدي فلا يعطی إلاَّ القليل، فيغضب ويهجو من يمنعون صلتهم عنه. ومنها أنَّه کان يحسد ذوي نعمة الَّذين يتمتعون بملاذ الحياة دونه فيهجوهم. ومنها أن الناس کانوا يعلمون ضيق أخلاقه،و غرابة أطوارة، فيبعثون به و يضايقونه،ويعيبون شعره و ينتقدونه،فيثور ثائرة و يهجوهم،ومنها إنَّه کان شديد الطيرة يتوهم النحس في الأشخاص و الأسماء و العاهات و العيوب،فهجا کل شيء يتطير منه. ومنها إنَّه کان منهوماً لا يصبر عن الطعام، فإذا جاء رمضان تضايق من الصوم فهجاه. ومنها إنَّه کان يتشع للعلويين مع ولائه في بني العباس،فهجاء العباسيين والفحش فيهم لما رأي ما أصاب من التنکيل». [39]

    الرثاء :يستخدم الرثاء آلة للتکسب،کما قلت مراثيه ، و ليس له منها ما يستحق الذکر اِلاَّ ما قاله في أولاده وزوجة و أمه و أخيه. وما أحسنه ما قيل في رثاء بستان المغنية وکان يهواها، وفي أبي الحسين يحيی بن عمر الطالبي لأنَّه کان يتشيع للعلويين،أيضاً قاله في رثائه وبکائه علی البصرة لما دخلها الزنج سنة (257 ﻫ) وأحرقوها کان ابن الرومي في رثائه شديد التأثير في نفوس الحاضرين و القارئين أيضاً کان ابن الرومي قوي العاطفه و دقيق الإحساس في رثائه. [40]
    المدح: ابن الرومي لم يمدح من يکثر له العطاء، لأن العصر العباسي،لم يغرق الأموال علی المتکسبين کما فعل العصر الَّذي سبقه،من جهة أخری وکان المادح يرضی بالقليل الذي يعطی،وکان شاعرنا يلحظ بهذا الانحطاط التکسبي في العصر العباسي. [41]کما شاعرنا عاصر تسعة من الخلفاء العباسيين. لقد مدح ألواناً من الناس في عصره،فمدح الوزراء و الکتاب والقواد والتجار وأصحاب الجاه و النفوذ. فإنَّ مدائحه للخلفاء نادرة،ومدح المعتمد مدحاً مباشراً ومن ممدوحي ابن الرومي آل طاهر،آل وهب،آل نوبخت،وبنو مدبر. [42] ابن الرومي في مدحه کان يبتعد عن موضوع المدح ويملأ القصيدة بالحکمة والشکوی وذم الزمان ومدحه خالياً من الصدق و العاطفة. يقول عاصم جنيدي في کتاب کتبه حول ابن الرومي وحياته وفنه :کأنه في المدح يغرّد خارج سربه. و لهذه الأسباب لم يکسب بمدائحه ما يؤمل فيه، فکان يبدو عليه، وهو يمدحهم أنه يضمر لهم "فلسانه أطول من عقله" لأجل ذلک لم ينجح بمدائحه. [43]
يعمل...
X