إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاتجاه الوطني في شعر فدوَى طوقان - سيدة رقية مهري نجاد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاتجاه الوطني في شعر فدوَى طوقان - سيدة رقية مهري نجاد


    فدوَى طوقان

    سيدة رقية مهري نجاد
    باحثة وناقدة إيرانية - دكتوراة في اللغة العربية وآدابها

    المقاومة في شعر فدوَى طوقان وميزاته

    الاتجاه الوطني

    عبرفيه الشعراء عن هويتهم الفلسطينية وعن مشاعرهم ازاء وطنهم وهذا الموقف لن ينفك عن الموقف القومِي والإنسانِي ابداً ويحتوي عليهما ايضاً «وذلك أن التشبت بالأرض هو حفاظ علي وجود انساني يظل مرتبطاً مهما تعددت صور النظر اليه، بوجود قومي، هو المعني الذي يشير اليه التشبث بالارض وهذه الافضاء مما هووطنِي إلي ما هو قومِي اعطي الشاعر الفلسطيني هوية واضحة في تناول الهموم الأساسية بصفتها مصيرة الذي يواجهه في حياته تحت الاحتلال وسلامه الذي يدافع به عن هذا المصير. [10].

    قبل أن نأتي بنماذج عن الاتجاه الوطني لابد من توضيح مفهوم الوطن ومعنا. عندالعرب بإيجاز كماجاء في المعاجم العربية «الوطن منزل اقامة الانسان ومقرُّهُ ولد به أولم يولد وفي الحديث «حب الوطن من الايمان» لفظة الوطن في العصر الحديث ذات مدلول اوسع واكثر شمولاً من مفهومها في القديم فالوطن في نظر القدما لايتعدي الحي الذي يسكنونه أو أرض العشيرة موطن القبيله، لكن مفهوم الوطن في عصرنا الحديث، اصبح اكثرا تساعاً وشمولا، بحيث تسْمل الوطن بأكمله الذي يسكنه اصحاب الاصل الواحد، لانه يدل علي مجموعة من المفاهيم المترابطة، المتعلقة بالشعب والسيادة والنظام وغيرها...»

    اتّجهت فدوَي القضيّة في ابعادها المختلفة من بيع الأراضي الي السماسرة اليهود، الي تغافل العرب في فلسطين عن الخطر المحدق بهم وانصرافهم الي الشاحنات الداخلية فيما بينهم وانغماسهم في ضروب اللهو والفساد وانفاقهم ثمن الاراضي علي نساء اليهود، الي القواء السياسة البريطانيّة وتحيّزها للصّهانية واضطهادها للعرب ولاسيّما الاحرار منهم والمخلصين والمفكرين والمناضلين الي الاحداث التي كانت تقع في فلسطين بين ثورة علي الحكم البرطاني وبين معركة يخوضها ضد العرب الصهيونيّة او علمية خدائية بها بعض الشباب من اجل وطنهم، الي غير ذلك من المحاقل والمناسبات والمؤتمرات التي كانت تتّصل بالقضيّة الفلسطينية من قريب أو بعيد وغايتها ان تخدم قضية بلادها بتجرد واخلاص وتفان فَنراها تقول:

    يا وطني، مالك يفني علي
مضك الجر الذي خانه
 جرحك، ما اعمق اغواره
اين الالي استصرختهم ضارعاً


    روح معني الموت، معني العدم
اساته في المازق المحترم
كم يتنزي تحت ناب الالم
تحسبهم دارك و المعتضم
 ويعقب هذا البغي نداء للاقداربان تكتسح المؤسسات البالية لعلّ املها تتقض (مما علاها من رماد القدم) كوني اتياً عارماً و اجرفي
كوني كما شئت لظي يغتلي
و اَلتسحي انقاض هذا الحمي
اَلتسحيها وانفضي امتي


    كل ضعيف الروح، واهي القدم
 أوعاصفاً يقذف حمر اللحم
من كل ركن خائز... منهدم
مما علاها من رماد القدم 
 ثم تنتهي القصيده باعلان الثقة بالامّة وبتحقيق النأرو نوال النصر ستنجلي الغمرة يا موطني
و الامل الظامي مهما ذوي


    ويمسح الفجر غواشي الظلم
لسوف يروي بلهيب ودم


    في الحقيقة سجلت فدوَى هي قصيدتها هذه النكبة والهزيمة العربية الاولي التي سيطرت علي البلاد العربية حيث تتعرض التخاذل والانانيّة والانهدامية التي سادت الجوّ العربي ابان المعركة: تنادي الشاعرة بلدها المحزون في طيّات القصيده فنجد غناءها الحزين والتزامها بقضية الوطن ومعاناتها الماساة واضطهاد السلطات المحتلة واملها الا خضر بانتهاء اليل وانحسار ظلامه عن فجر مشرق يبشر بالنصر والتحرّرو الانطلاق.

    في قصيدة (الفدائي والارض) سترد لنا فدوَي طوقان حكاية (الأم الفلسطينية وولدها المناضل) حينما يودّعان معاً. فالمجادلة الجارية بينهما هي احسن نموذج عن نظرة الشاعر الي الوطن

    يا ولدي
    يا كبدي
    من اجل هذا اليوم
    من اجله ولدتك
    من اجله ارضعك
    دمي و كل النّض
    و كل ما يمكنه ان تمنحه اموته
    يا ولدي، يا عرسة كريمة
    اقتلعت من ارضها الكريمة
    اذهب، فما اعزّ منك يا
    بنيّ اِلاّ الارض

    [11].

    فكما ترتسم الشاعرة، الوطن هو اعزّمن الولد فی سراي امّه واعزّ من الام في راي ولدها حتي يفدي اثنان انفسها لخلاص الوطن، والمشهور في شعر فلسطين انّ (الحبيبة) و(الارض) واحياناً (الامّ) و(الارض بينهما الوحدة والصلة حيث يتجلي الوطن في نظرة شاعر المقاومة احياناً علي شكل (الام) أو (المعشوقه) نري الشاعرة في هذه القصيدة هي ناطقة باسم الامّهات الاتي ترغبن الاولاد الي تحرير الوطن العزيز وهم اكبادهنّ الاعزّاء. [12].

    وتجد الاتجاه الشاعرة الي الوطن في قصيدة اُخري وهي (نداء الارض) (الي الوجه الذي ضاع في التيه)
    (بارض الوطن) (خمرة). هي ترفع صوتها في غصون القصيده من اجل الآلام التي انهالت علي الوطن المظلوم ومن انّه اصبح مكاناً لكل اجنبي يدخل فيه ويستفيد منه وتعتقد، لاحلاوة في الحياة كلّما سطير علي الوطن ظل العدو الاجنبي فيظنّ القاري طيلة القصيدة إنّ في الشاعر لم تتعجب منه حينما تقول:

    (آه يا حبّي الغريب
    آه يا حبي الغريب لماذا
    وطني اصبح باباً لسقر
    و لماذا شجر القفاح صار اليوم
    زقوماً، لماذا...)

    تستمه فدوَي القصيدة بشكواها من القضا والقدر وتغيير الامور التي اضرّت علي وطنها. وتسأل أيوجد من يحل المشاكل المعقدة واخيراً تشبه بلادها بكوز ينزف منه الدم لكثرا الشهداء الفدائيين في سبيله وتدعي بانّ حياتها وفي الواقع حياة كل مواطن، مدينة لهذه الدماء.

    (... و بلادِي كوز رمّان يفور الدم
    فيه و يغمغم
    و حياتِي تستمرّ
    و حياتِي تستمر)

    [13].
يعمل...
X