Announcement

Collapse
No announcement yet.

د. جميل حمداوي ( آليــــة التشكيـــل ) - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • د. جميل حمداوي ( آليــــة التشكيـــل ) - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

    د. جميل حمداوي ( آليــــة التشكيـــل )
    - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

     آليــــة التشكيـــل:
    تنتمي رواية:" ألواح خنساسا" لبنسامح درويش، وذلك على مستوى التشكيل الدلالي والذهني والإبداعي، إلى المدرسة التشكيلية السريالية؛ نظرا لوجود القبح والدناءة، والـتأرجح بين الشعور واللاشعور، والانتقال من الصحو إلى اليقظة، ومن الواقع إلى الحلم. كما أن الرواية تصوير لعوالم مجردة في غاية من الغرابة والتناقض والاختلاف والكراهية والبشاعة، وتهدف الرواية كذلك إلى الهروب من الواقع الغريب إلى عوالم تخييلية فانطاستيكية بشعة، وأحلام متحررة من كبت القهر والرعب والخوف. ويعني هذا أن الرواية تتكىء على اللاشعور السريالي، وقوة الأحلام الهائلة، ناهيك عن غموض لوحاتها، وتجريدها الفلسفي والميتافيزيقي والأسطوري، وتعبر هذه اللوحات عن حالة المبدع النفسية التي تعاني من التمزق والتشظي والتبعثر. وفي هذا الصدد، يقول الكاتب في آخر روايته:"توسدت ذراعي واستكنت أنظر شامتا إلى بقايا خنساسا على الأرض النتنة، حتى غفوت، وفي غفوتي تلك انحدرت الأحداث والوقائع حثيثة نحو قدرها الاعتباطي الذي نسميه النهاية؛ تعلقا بما يشع به مفهوم النهاية من معنى البداية.. وفي غفوتي تلك تلاشى سردي في رمال الروح؛ مثل نهر دافق يلقى حتفه غب الفيفاة..
    وفي غفوتي تلك تحللت الحقيقة في إنبيق الوهم.. وفي غفوتي تلك تبخر القبح، وهل من سماء الحلم نثيث الجمال.. وفي غفوتي تلك اندحرت كوابيس الكتابة.. وفي غفوتي تلك التحمت الحياة بالموت.. وفي غفوتي تلك تماهى الوعي باللاوعي..وفي غفوتي تلك لاح لي السكري بيدين اصطناعيتين تتحركان بمنتهى المهارة والدقة، ولاحت لي اللآلات الحديدية الصفراء الضخمة تتقدم في تؤدة هادرة مثل عناكب عملاقة نحو جدران المحطة الطرقية القديمة..
    وفي غفوتي تلك لاح لي هومي الحباك ينظر إلى العالم حواليه في حياد وبرودة كالمصاب بداء الزهايمر.."#
    وهكذا، يتجلى لنا البعد السريالي واضحا في هذه الرواية المرعبة بكوابيسها المخيفة التي تنقلنا من عالم اللاوعي إلى عالم الوعي، ومن عالم الأحلام إلى عالم الواقع، كأنني بالسارد في رحلة صوفية جوانية يهرب من ضغوطات الواقع ومكبوتاته للتحلق في عوالم شاعرية وشذرية لاشعورية، لسحق قوى القهر والمنع والكبت والحرمان. ومن ثم، فالرواية بمثابة لوحة تشكيلية سريالية تشهد على تحول فانطاستيكي ينطلق من عالم الغرابة نحو عالم الألفة.أي: إن الرواية في الحقيقة مغامرة سندبادية في عوالم الآلهة وأنصاف الآلهة.
Working...
X