إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إلى فضاء الإبداع التونسي ...هل يعود المسرح السياسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إلى فضاء الإبداع التونسي ...هل يعود المسرح السياسي

    هل يعود المسرح السياسي إلى فضاء الإبداع التونسي؟
    رجالات الفن الرابع يرفضون السطوة السياسية على الثقافة، ويصرون على مواصلة تحرير الفنون من القيود.
    ميدل ايست أونلاين
    تونس – عبداللطيف جابالله
    خمسون سنة من القمع ..خمسون سنة من الاصرار


    أعرب مسرحيون تونسيون عن رغبتهم في مواصلة كفاحهم من أجل عودة المسرح الجاد الى الساحة الابداعية، في ظل الحياة السياسية الجديدة، في حين استبعد آخرون عودة المسرح السياسي كما اسس له الألماني اروين بيسكاتور.
    وبعد الانتخابات التي اعتبرها المراقبون أهم فعل حر مارسه الشعب التونسي يتبادر إلى أذهان الفنانين عموما والمسرحيون خصوصا سؤال حول حرية الإبداع وحول عودة المسرح الملتزم برسالة سياسية تساهم في تنوير الرأي العام التونسي الذي غيّب عن الثقافة السياسية وهمش في ثقافته عموما.
    وقال الممثل والمخرج المسرحي سليم الصنهاجي "إن الظرف السياسي الحالي يسمح بعودة المسرح السياسي بقوة، لكن مع بعض التروي. وعلى المسرحيين أن يتعاملوا مع الوضع الراهن بحكمة، لان مهمة المسرحي في هذه المرحلة كشف الحقائق ونقلها في خطوة أولى".
    وأضاف سليم الصنهاجي"أن المسرح أقوى من كل القوى السياسية وكل القمع السياسي". وأكد انه يحترم الأحزاب والحركات السياسية التي فازت بمقاعد في المجلس التأسيسي ولن يختلف معها إذا لم تمس حريته وأكد انه حين تمس حريته فهو لن يتنازل عنها بل سيقاوم و"يرفع صوته لمن سيقمعه في وجه الذي سيحجز له غرفة في السجن" لأنه مستعد لحمل السلاح من اجل تواصل حرية الفن والمسرح".
    ويعتقد الصنهاجي "ان معظم المسرحيين الاحرار يؤمنون بحريتهم ملتزمون بمواقفهم في حرية التعبير وتجسيد أرائهم في مسرحيات جريئة في نقدها".
    وقال المخرج المسرحي منير العرقي" إن المسرح فعل ثوري ومشاكس لا يستطيع أن يستقيل من مهامه الحقيقية في توعية المجتمع، وحتى في العهد السابق كان المسرح موجودا رغم أنف النظام لكن لم يكن حاضرا بقوة نظرا للضغوطات التي كان يعيشها الفن بصفة عامة والثقافة أيضا".
    واضاف "الآن وبعد الثورة من المؤكد ان حضور المسرح سيكون أكثر طلاقة وجرأة في معالجة القضايا والهموم الراهنة بأكثر جدية في الطرح لأن مساحة الحرية التي حققها الشعب لنفسه وللفنان لن تسمح لهذا الأخير بالتراجع. الآن جاء دور الثقافة والفن فما حققته الثورة من حرية لن يسمح للمثقف بصفة عامة بعطلة أو استقالة من المجتمع لأن الجمعيات المدنية ستساهم في تحريك مجرى الحياة إلى ما هو أفضل".
    وقال مبدعو المسرح في بيان في ابريل/ نيسان"لم نصمت ولن نصمت من أجل حياة فوق الأرض لا تحت الطغاة (...) وحتى لا يصبح الفن والثقافة عرائس مزركشة ينفخ فيها لتنميق واجهات الأنظمة ولنقطع دابر السلوكيات المشينة و اللامسؤولة".
    وبعد الثورة وبعد الانتخابات لا يحق للفنان التراجع عن مشروعه الثقافي ولا يحق للسياسي التراجع عن مشروعه السياسي لأن الشعب لن يسمح بأي تهاون. وكما قال شكسبير"نكون أو لا نكون" ولا نكون هذه لا تتم إلا بالانسحاب من الحياة، قال الممثل على الخميري "ان الشعب التونسي الذي قام بالانتخابات صار مثلا يحتذي به في الديموقراطية ولن يتراجع عن مكتسباته، لذلك لا مجال في تراجع الممثل عن مكتسبات الشعب". ولم يتحدث رجالات السياسة ورؤساء الأحزاب عن الثقافة في برامجهم الانتخابية باستثناء حزب أو حزبين، اصبح مطروحا على المجلس التاسيسي والحكومة الجديدة النهوض بالقطاعين السياسي والاجتماعي وهذا سيساهم في وجود فن له رسالة انساني،قال علي الخميري "نأمل أن تكون لرجال السياسة لفتة خاصة للقطاعات الثقافية وخاصة منها المسرح لأن الجميع تحدث عن الخبز وملأ البطون ونسي الغذاء الروحي، وبالمناسبة أود ان ألفت نظر الاحزاب التي ستصوغ الدستور الى ضرورة اعطاء القطاع الثقافي حقه ومزيد تدعيم حرية التعبير". ويرى مسرحين اخرون ان مستقبل المسرح السياسي لن يتوضح قبل ان تتوضح الرؤية السياسية، قال المخرج والكاتب فتحي العكاري " إذا كان تعريفنا للمسرح السّياسي كما عرّفه وقنّنه إروين بيسكاتور، فإجابتي بالنفي. وإن كان تعريفنا بمعنى علاقة المسرح بالمواطنة فهذا أمر تقني جدا. إن مسرح الواقع قد قضي أمره، وبالتالي فإن المسرح الذي يجب أن يؤسس لهن هوالمسرح الذي لا يمكننا إيجاده وصناعته. إنه مسرح المستحيل الذي يتعدى ويتعالى عن القناعات والقيم الآنية ويصبو إلى المعرفة، وإدراك حدوده، كما قال آرتو "دائما أبدا، أبدا دائما".
يعمل...
X