إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بحمص حلقات العلوم الشرعية ( الكتّاب - العلوم الشرعية - التعليم النظامي ) بالقرن الماضي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحمص حلقات العلوم الشرعية ( الكتّاب - العلوم الشرعية - التعليم النظامي ) بالقرن الماضي

    نظرة على حلقات العلوم الشرعية
    بحمص في القرن الماضي

    في مطلع القرن العشرين كانت مؤسسات التعليم في حمص -
    بل في البلاد العربية والاسلامية كافة

    ثلاثا : الكتاتيب ، وحلقات العلوم الشرعية ومدارس التعليم العام النظامية التي بدأت بالانستار في أوائله .
    وكانت حلقات العلوم الشرعية المؤسسة التالية لمؤسسة ( الكتّاب ) ، فكان التلميذ اذا تخرج في الكتاب قارئا كاتبا حاسبا إنتقل الى الحياه العملية يلتمس أسباب الرزق على أن من أحب أن يستزيد من العلم أو أراد أهله له ذلك
    فالطريق مفتوح أمامه وما عليه ألا أن يقصد المساجد ، ويشهد حلقات الدروس التي تعقد وذلك يسير لمن أراد فهو لا يقتضيه التفرغ للعلم لأن حلقاته انما تعقد طرفي الليل ولا يكلفه نفقة لأن التدريس مجاني .ولا يتوجب عليه اثبات كفاءته بوثائق أو شهادات لأن الدروس مباحة لكل من يرغب في حضورها والكفاءة انما تثبت بعد شهودها ، فمن كان لدية استعداد لتفهمها والتدرج فيها يصبح بطبيعة الحال ملازما لها ويعد في جمله ( الطلبة ) يخضع للامتحانات المفروضة عليهم ويتمتع بالامتيازات الممنوحة لهم . ومن قصر فهمه وخذلته كفاءته انصرف عنها من تلقاء نفسه .
    وحلقات المساجد كانت تعقد صباحا اذ يدلف الشيخ الاستاذ والطلاب الى المسجد فيؤدون صلاة الصبح جماعة مع الاول ثم يشرعون بالدروس . وتعقد مساء ما بين صلاتي المغرب والعشاء قليلا ، وبعد الصلاة الاخيرة دائما .
    وهي تعقد في غرف ملحقة بالمسجد ، يختص كل شيخ بواحدة منها والغرف هذه تتقاوت في السعة وهي تفرش بالحصر والبسط ، وتمد في جوانبها حشايا تعلوها وسائد مسندة الى الجدران فاذا كان موعد الدرس تصدر الشيخ الغرفة وجلس التلاميذ على الحشايا من حوله . وبعد أن يسأل الشيخ تلاميذه عن أحوالهم ويتفقد الغائبين منهم يبدأ الدرس بنفس الصورة التي ألفها الصغير في دروس أبيه المنزلية فاذا انتهى الدرس أنفض التلاميذ ليخلفهم عند الشيخ فوج آخر وليتوزعوا هم على حلقات غيرها يستمعون فيها الى دروس في مواد شتى ... وهكذا حتى يتقدم الليل فيأوي الاساتذة والطلاب الى بيوتهم أو حتى يرتفع الضحة فينتشروا في الارض يبتغون من فضل الله .
    ولم يكن غريبا حين تمر في الاسواق نهارا أن ترى في بعض الحوانيت ( رفا ) تعلوه الكتب بجانب البضائع . وصاحب الحانوت منصرف وقت فراغه الى كتاب بين يديه يطالع دروسه ليحفظها اذا كان تلميذا أو ليحضّرها اذا كان أستاذا .
    وحلقات المساجد كانت ذات صبغة رسمية . ذلك أن التلاميذ كانوا يؤدون امتحانات رسمية تعقد تحت اشراف دوائر التجنيد . والناجحون فيها يؤجل سوقهم الى الخدمة العسكرية ثم يعفون منها نهائيا اذا توفرت فيهم شروط معينة .
    وكان جامع ( البازرباشي ) الذي لا يزال قائما في طليعة الجوامع التي تعقد فيها حلقات الدروس بل كان مدرسة تضم عددا ضخما من الحلقات التي نستطيع أن نسميها صفوفا فكان لذلك عرضه ( لـ كبسات) التفتيش المفاجئة من قبل ضباط دائرة التجنيد لتفقد دوام الطلبة .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    قصة مدينة حمص
    على جناح الذكرى : رضا صافي
يعمل...
X