إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

استلهام التراث والأسطورة والتاريخ بالظواهر الفنية في الشعر الحر - فراس حج محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استلهام التراث والأسطورة والتاريخ بالظواهر الفنية في الشعر الحر - فراس حج محمد





    الظواهر الفنية في الشعر الحر

    فراس حج محمد

    تعرض هذه الصفحات ملخصـــا لطبيعة الشعر الحر، وأهم الظواهر الفنية التي اعتمدها الشعراء في تركيب البناء الشعري، فألقت الضوء على مجموعة من هذه الظواهر: مثل الإبهام والغموض، والتكرار، والصورة الشعرية، بالإضافة إلى بعض القضايا المتعلقة باللغة الشعرية.
    وارتأيت أن أقف أولاً عند تحديد مفهوم الشعر الحر، متجاوزا الخلافات في هذا الجانب، متبنيا رأيا خاصا قد يتفق أو يختلف مع الآخرين.

    استلهام التراث والأسطورة والتاريخ

    الظواهر الفنية في الشعر الحر
    فراس حج محمد

    استلهام التراث والأسطورة والتاريخ

    ويستند الشعر الحر من جانب آخر على استلهام التراث والأسطورة في البناء الشعري، وترميز تلك العناصر، فتجد الشاعر في قصيدة ما يوظف بعض ما جاء في الإنجيل أو التوراة، أو يقتطع نصوصا منهما، وقد يوظف الشاعر النص القرآني بألفاظه وقصصه وتعابيره وشخصياته، كما يظهر عند الشاعر محمود درويش في قصيدته "حبر الغراب"10، فيوظف الشاعر في هذه القصيدة القصة القرآنية الواردة في سورة المائدة التي تصور الصراع بين ابني آدم " هابيل وقابيل"11، ويضمن الشاعر جزءا من الآية "31" في النص الشعري12:
    ويضيئك القرآنُ:
    {فبعث الله غرابا يبحث في الأرض
    ليريه كيف يواري سوءة أخيه، قال:
    يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب}
    ويضيئك القرآنُ،
    فابحث عن قيامتنا وحلق يا غرابُ!

    كما يوظف الشاعر الحديث الأسطورة القديمة عربية وإغريقية وسومرية وبابلية من مثل: العنقاء والغول والسندباد، وجلجامش وعشتار، وسيزيف، وغيرها، فقد وظف الشاعر محمود درويش – على سبيل المثال – الأسطورة كثيرا في ديوانه "سرير الغريبة" الذي حشد فيه الشاعر كثيرا من الأساطير المتعلقة بالحب13.

    ولم يكتف الشاعر الحديث بذلك، بل جعل من التاريخ وحوادثه وشخصياته مادة استلهمها الشاعر، فقد تجد في الشعر الحر إشارة لحرب جاهلية، أو لحرب إسلامية، أو حادثة اجتماعية، أو ظاهرة معينة، وقد اتكأ الشاعر الحديث على شخصيات التاريخ اتكاء واضحا، وأشير هنا إلى دراسة منشورة في مجلة "عالم المعرفة"، يبيّن فيها صاحبها كيفية توظيف الشخصيات التاريخية في الشعر الفلسطيني، فذكر من تلك الشخصيات: "التتار والخليفة والسجان والجلاد والروم وكسرى وقيصر"، وهي شخصيات تاريخية عامة، ويقف عند شخصية "الحسين بن علي، وصلاح الدين الأيوبي وعز الدين القسام"14، وعندما يوظف الشاعر هذه الشخصيات فإنه يتخذ منها أقنعة يختبئ وراءها في تقديم فكرة معينة15.

    وقد حازت أحداث الأندلس مساحة لا بأس بها في الأدب الحديث بشكل عام، والشعر بشكل خاص، حيث تشكل من حضورها ظاهرة في هذا الأدب، وقد سجلها كثير من الشعراء، فقد عرف عن نزار قباني أندلسياته، تلك القصائد التي تحدث فيها عن مجد العرب الضائع في الأندلس16، وقد خصص الشاعر محمود درويش ديوان "أحد عشر كوكبا" ليوثق العلاقة المأساوية بين الأندلس الضائعة وفلسطين التي أضحت أندلسَ ثانية في العصر الحديث17، ومن يتتبع هذا الموضوع يجده غزيرا في الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر الفلسطيني18.

يعمل...
X