إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في حمص الشيخ طراد الملحم حاميها ولاغياً دفع غرامه ( 3333 ) ليرة عثمانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في حمص الشيخ طراد الملحم حاميها ولاغياً دفع غرامه ( 3333 ) ليرة عثمانية

    في حمص الشيخ طراد الملحم حاميها
    ولاغياً دفع غرامه ( 3333 ) ليرة عثمانية
    الشيخ طراد الملحم يحمي حمص
    في احدى الامسيات والناس في الطرقات هنا وهناك بدأ الناس يتناقلون خبرا كان من شأنه أن يرسم الابتسامات فورا على الوجوه ( قتل المتصرف ) وأخذ الناس يهنؤون بعضهم بعضا وهم يتساءلون من القاتل ؟ من ذا الذي انتقم من ذلك المجرم الذي عاث في البلد فسادا وكان أقسى على الناس من أسياده المستعمرين ! ولم تمض ساعة حتى انقلب الفرح الى حزن فالمتصرف لم يمت ومازال حيا ! وكل ما في الامر انه اصيب بضربتين من سكين حادة وأن طائرة ستحمله الى حلب لاسعافه وتضميد جراحه .. وبات الناس يتساءلون ويتمنون أن تكون القاضية لتخليص المدينة من شره ومن دسائسه وتوجيهاته الخبيثة . ولا ابالغ اذا قلت ان المدينة لم تذق طعم النوم طوال تلك اليلة وكلهم ينتظرون الصباح حتى يقفوا على التطورات . وفي ضحى اليوم الثاني أذيع الخبر ؟! أن المتصرف قد مات وأن جثمانه سيشيع بعد ظهر ذلك اليوم ليدفن في لبنان .
    وعم الفرح أبناء المدينة لأن المتصرف كان عونا كبيرا للمستعمر وعدوا للمواطنين وكان الموحه والمرشد الى تعذيب الناس واضطهادهم وفرض الغرامات عليهم مالية وحربية ، وفتح باب السجن لمن يتأخر عن الدفع . لقد كان أكثر من الفرنسيين ظلما وأحقدهم على الشعب . لذلك جن الفرنسيون لموته فقد فقدوا أخلص شخص لهم وأكثرهم عونا في ترسيخ أقدامهم ودعاماتهم الاستعمارية .
    لذلك شغلت أسلاك البرق والهاتف بين حمص ودمشق وحمص وبيروت تنقل الأنباء والقرارات وفي اليوم التالي أذيع قرار السلطة بفرض غرامة مالية على مدينة حمص مقدارها 3333 ليرة عثمانية وغرامه حربية على أن تجمع خلال 3 أيام .
    هذا وتوالت الاجتماعات لدى الفرنسيين ومخابراتهم وعملائهم وجاء مستشار طرابلس ومستشار حماه واتصلوا معا ببيروت وكانت النتيجة أن اذيع أنه تقرر ضرب حمص بالمدافع والطائرات اذا لم يسلم القاتل خلال 3 أيام .وشعر الحمصيون بنوايا الفرنسيين وأنهم كما ضربو مدينة دمشق عام 1925 م فهدموا بيوتها فوق رؤوس سكانها بدون رحمة ولا شفقة سيسلطون مدافعهم على مدينتهم ويقومون بتمثيل الدور نفسه ويرتكبون الجريمة ذاتها .
    ولذلك فقد استعدوا لمحاربة الفرنسيين بكل سلاح يملكونه للدفاع عن مدينتهم وأول شيء خطر على بالهم ترحيل نسائهم وأطفالهم وشيوخهم الى خارج المدينة . وأخذت العربات تحمل النساء والاطفال والشيوخ الى القرى التابعة لحمص والى مدينتي طرابلس وحماه خلال الليل والنهار حسب مواعيد القطارات .
    وبلغ ذلك الى الشيخ طراد الملحم شيخ عشيرة الحسنة أو بالاحرى شيخ عشائر حمص فتحرك فيه الدم العربي الصافي وأخذته النخوة واستفذ وجدانه وثار غضبه وهو زعيم عشائر حمص ورائدها ، فأسرع الخطى الى المدينة ودخل على المستشار يسأله عن مدى جدية الامر وكان جواب المستشار حاسما بأنه يجب تسليم القاتل تفاديا لضرب المدينة ، وهنا لجأ الشيخ طراد الملحم للتهديد متوعدا المستشاء بأنه سيستدعي جميع العشائر القاطنة قرب حمص للدفاع عنها ، ونصح بإلغاء القرار وتطمين الناس حتى يعيدوا نسائهم وأطفالهم وشيوخهم الذين أبعدوا عن المدينة . وعلى الاثر استدعى المستشار كبار الضباط ومستشاري حماه وطرابلس لقد كان الفرنسيون يخشون قبائل الصحراء ويحسبون كل حساب خاصة وأن المحذر هو الشيخ طراد الملحم وله دالية على كل عشائر سورية .
    فاتصل المستشاء ببيروت وعرض الامر على المفوضية العليا واقترح إلغاء القرار بضرب المدينة . وباليوم التالي استدعى الشيخ طراد الملحم الة مقر المستشارية وأبلغ أن المفوضيه العليا والقيادة وافقتا على إلغاء قرار الضرب ويمكنه أن يطمئن الناس والعشائر في حمص فخرج على الاثر المنادي ينادي في شوارع حمص وأزقتها برفع الضرب عن المدينة وأخذت الاسر تعود آمنه مطمئنة .
    ليس هذا الموقف الوحيد الذي اتخذه الشيخ طراد الملحم من العدو الفرنسي فله العديد من المواقف .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
    خاص قصة حمص ـ المصدر : كتاب صفحات من تاريخ حمص ـ تأليف د. ايلي منيف شهلا
يعمل...
X