إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة عزازيل ترجمة مخطوطات (مذكرات راهب) رحل من مصر إلى أورشليم ثم إلى سوريا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة عزازيل ترجمة مخطوطات (مذكرات راهب) رحل من مصر إلى أورشليم ثم إلى سوريا


    هل كنت حاضرا يوم مقتل الفيلسوفه الوثنية هيباتيا؟عزازيل
    راهب رحل من مصر إلى أورشليم ثم إلى سوريا

    سمر يوسف
    عزازيل قصة تتحدث عن ترجمة مخطوطات (مذكرات راهب)

    , كتبت باللغة السريانية في الشمال الغربي من مدينة حلب السورية يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي, يسرد فيها الكاتب الصراعات والانشقاقات الكنسية, هذه الفترة الحرجة في تاريخ الكنيسة
    وعند قرائتها تشعر إنك تقرأ فلسفة اللاهوت .

    هيبا راهب رحل من مصر إلى أورشليم ثم إلى سوريا واصفاً ما جرى حوله وكيف غادر بلده أخميم قاصداً الإسكندرية من أجل أن يتلقى علوم الطب , إلى أن وصل سوريا يبدأ الكتابة وهو قلق ومتردد وعزازيل يشجعه (اسم الشيطان) يقول يا إلهي الرحمة والعفو يا أبانا في السموات إرحمني واعفي عني، فاني كما تعلم إنسان ضعيف يا إلهي الرحيم البدايات متداخلة وواصفا صومعته..
    ويتذكر الأسقف نسطور كيف كان لقاهم في أورشليم يوم أتاها نسطور للحج مع الوفد الإنطاكي وكان هيبا موجود في كنيسة القيامة يعالج المرضى وكيف كانوا الرهبان والكهنة طيبون وكان بدا ينظم التراتيل الكنسية بالسريانية إلى أن وصل نسطور مع تيودور حيث يقول:
    كان الأسقف تيودور متعبا ومبتهجا فأرسل نسطور لي طلبا كي يطمئن على صحة الأسقف تيودور وعند عودتي من عند الأسقف خرج معي نسطور فدعيته إلى صومعتي وسعدت بموافقته ولكني لم أكن اعلم إن تلك الجلسة ستحول حياتي معها وسألت نسطور:
    يا أبتي هل ترى الوثنية كلها شر قال الله لا يخلق الشر ولا يفعله ولا يرضى به الله خير ومحبه، وسألته حول طبيعة يسوع المسيح قال المسيح معجزه ربانيه إنسان ظهر لنا الله من خلاله، وجعله بشارة الخلاص وهو علامة العهد الجديد للإنسانية
    ومن ثم سألته عن اريوس أجابه نسطور أحدثك عن بدعة اريوس وحدثني عنها
    ثم سألني نسطور هل كنت حاضرا يا هيبا يوم مقتل الفيلسوفه الوثنية هيباتيا و كان سؤاله المفاجئ حيت أخدني نحو ماضي للواقعة الفاجعة التي أخرجتني من الاسكندريه

    يذهب هنا هيبا بعيدا في ذاكرته عندما كان يسير في شوارع الاسكندريه حيث سمع صوت ينادي الحاكم يدعو العلماء والمتعلمين الى محاضرة أستاذة كل الأزمان فأكمل المسير إلى أن وصل البحر وهناك تعرف على اوكتافيا الوثنية خادمة الصقلي تاجر الحرير وجرى بينهم ما جرى، لكنها طردته يوم الثالث عندما عرفت انه راهب مسيحي..
    عاد إلى الاسكندريه وحضر محاضرة الفيلسوفة وأخذ يصف جمالها بدقه, إلى أن دخل الكنيسة المرقسيه بالاسكندرية يقول لما أخبرت الراهب في نيتي الخروج غداً يوم الأحد لذهاب لمحاضرة هيباتيا صاح فيّه:
    يا أخي هذا لا يجوز أبدا ونصحني الا اذكر اسمها مره ثانية, وأمضيت ليلة تنازعني فيها كل متناقضات الأفكار.. هل يبقي في الكنيسة ويعيش حياة الرهبان ويبتعد عن الدنيا، أم يخرج ويلحق بهيباتيا التي ....
    ويتساءل هيبا هل ينسى هيباتيا ويحصر همه فيما جاء من أجله: الرهبنة ودراسة الطب ثم العودة إلي بلاده الأولى يعالج الناس ..
    لكنه انخرط في الكنيسة وكان يتابع كل يوم احد عظة القس كيرلس واحد أيام الآحاد شن بابا كيرلس حمله عنيفه على الوثنيين الذين يستهزون في الكنيسة ويسخرون مما لا يعرفون وغضب المصلين وخرج الجميع في حالة هياج ولحقوا عربة هيباتيا ولا حارس معها
    والتفوا حولها وهم يصرخون بهتافهم متوعدين «الكافرة»، أطلت هيباتيا برأسها الملكي من شباك العربة.

    وكادت تقول شيئًا لولا أن بطرس زعق فيها: «يا عاهرة يا عدوة الرب»، وجذبها بطرس وألقاها علي الأرض قائلاً:
    باسم الرب سوف نطهر أرض الرب.....
    ويقول هيبا :
    كانت الذكريات التي اثارها سؤال نسطورعن مقتل هيباتيا هددت اركاني و لا يوجد في العالم أسمى من دفع الآلام عن إنسان لا يستطيع التعبير عن ألمه..

    وكتب قصيده عن مجيء يسوع المسيح لتخليص الإنسان التائه باحتماله الألم دفع عنا الآثام :
    بالتضحية افتدانا..
    بالمحبة نزل وبالمحبة علا وبالمحبة رسم الطريق ..
    فهدى الناس إلى السلام وأهدى المؤمنين المسرة ..
    اكتوى بنار الأرض لينزل لنا برد السماء ..
    أتاح روحه أضحية على الصليب ..
    ليكفر عن كفرنا ونخلص الى خلاصنا ..

    و يقول الان أتذكر أيام الصفا التي هدأت فيها روحي بين أحضان هذا الدير حيث نسيت عذاباتي الأولى وشكوكي وحيرتي الملازمة .....
    إلى أواخر العام التاسع والعشرين والأربعمائة للميلاد حيت كانت تأتينا أخبار غير مريحة من القسطنطينية بان الأسقف نسطور عقد مجمع محليا جرد فيه بعض القسوس من رتبهم الكنسية وحكم عليهم بطرد لأنهم لم يوافقوه على رأيه القائل إن العذراء مريم هي أم المسيح لم أكن أفهم ما يجري في عاصمة الامبرطوريه ولم اهتم بالتحقق من صحة هذه الأخبار المشوشه وفي غمرة تلك الأيام لمحت مارتا أول مره ولم يخطر بيبالي يوم رأيتها سوف أحترق بنارها .

    وبعد أسابيع استوقفني رئيس الدير الأسقف نسطور يريدك في أمر مهم سيلقاك في انطاكيه غداً بعد الغروب فتم اللقاء قائلا نسطور يا هيبا لقد أرسلت في طلبك لاستشيرك في امر مد نسطور يده نحو هيبا بلفافة من البردى مكتوب بعمودين متوازنين عليها الأول بالقبطية والآخر باليونانية كانت رسائل بابا كيرلس واللعنات الأثنا عشرة ضد المارق نسطور فأدرك أن الرعب آت ..........
    وقرأ هيبا الرسائل القبطية كانت تطابق مع اليونانية تم عاد الى الدير وبعد فتره سال هيبا الراهب الفريسي عن أخبار المجمع المقدس، قال الفريسي المجمع سيكون عاصفا وسوف يطيح بالسقف نسطور أزعجته عبارته كثيراً لهيبا لكن هذا ما حدث عندما وصل الامبرطور من القسطنطينية ومعه بابا روما غضبا مما جرى وقررا مع جمع من الاساقفه والقسوس عزل الا سقفين الكبيرين وحرمهما ..
    حيت ألقى كلمة رئيس الدير يقول فيها وليكن بيننا الطريق الذي بعون الرب اخترناه وليجمع بيننا أمر واحد هو محبة الرب وبشارة يسوع وتوقير العذراء المقدسة سواء كانت أم الله آم أم المسيح ونحن قد ودعنا صخب الدنيا نعرف العذراء بقلوبنا لا بأقوال اللاهوتيين ولا بمذاهبهم
    سوف نلتزم بقانون الإيمان الذي صاغوه في إفيسوس ونجمع الناس إليه في حظيرة الرب حتى لا نترك العوام للشيطان فيعبث بهم إذا تفرقوا..

    ولنا من بعد ذالك طريق الى الله لا يحده قانون مكتوب ولا كلمات مخصوصة للرهبنة سر يعلو فوق الألفاظ ويسمو عن اللغات ويدق عن التعبيرات ولسوف تظل الرهبنة والأديره منارة تهدي المؤمنين وسبيلا لمن وهبوا نفسهم مخلصين في محبتهم للرب وتعمقوا في إيمانهم بيسوع المسيح وفي تقديسهم للسيدة العذراء وهنا يرتاح هيبا ويقول وفي العصر دعيت عزازيل لانشغل بآرائه العجيبة عما أعانيه .
    ويكتب هيبا مقدمة قانون الإيمان يلي وصلهم من إفسوس مع توصيات مشدده مضى يومين يحاور عزازيل حتى يقنعه بأمور ويقنعني بأمور كنت متردد فيها وكان مما أقنعه عزازيل به أن يختلي بصومعته أربعين يوم يكتب ما رآه في حياته وها هي الأربعون يوم مضت
    وما ذكرت الا ما تذكرت أو رأيت في أعماق ذاتي وها هو الرق الأخير ما زال معظمه خاليا ولسوف اترك هذه المساحة بيضاء فربما يأتي بعدي من يملؤها ويقول في الفجر أصحو واضع الرقوق في الصندوق وادفن الصندوق عند بوابة الدير ولسوف ادفن معه خوفي الموروث وأوهامي القديمة كلها ثم ارحل مع شروق الشمس حرا

    نلاحظ كانت حياة هيبا كلها تساؤلات وتناقضات وقلق وخوف حيت كان يلازمه عزازيل ويحاوره ويملي على هيبا ماذا يعمل ويثني عليه على الكتابة يقول له اكتب يا هيبا لا تخشى شي فلن تزيد كتابتك سوءا ولا أظن احد سيقرأ ما تكتبه قبل مرور سنين
    سأله هيبا هل خلق الإنسان الله أم العكس ماذا تقصد يا هيبا الإنسان في كل عصر يخلق له إلهاً على هواه فإلهه دوما رؤاه وأحلامه المستحيلة ومناه..

    ماذا عساك يا إبليس يا أيها اللعين هل تريد أن تضللني عن إيماني بالمسيح أو لم تدرك إنني ما عدت مؤمنا مثلما كنت هل تغويني بالمفسدات أو لم تعرف ما جرى قديما مع اوكتافيا وما يجري اليوم مع مارتا أم تريد أن تاخدني الى سبل الهرطقة كف عن الكلام فأنت تعرف مكانك من الله فلا تذكره أنا مذكورا يا هيبا ما دام هو مذكور .
    وعزازيل كانت حججه قويه وغالبا ما كان يغلب الراهب الضعيف هيبا ويتحكم به...
    الرواية لاقت اعتراضا من قبل بعض أقباط مصر ورفعوا دعوة على الكاتب, كما أخدت القصة جائزة بوكر لعام 2008.
    *نقلا عن "موقع المملكة الأدبية
يعمل...
X