إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المطرب الحمصي ( نجيب زين الدين ) مهوى الفؤاد الذي غنى دور : يا ليل الصب متى غده واحد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المطرب الحمصي ( نجيب زين الدين ) مهوى الفؤاد الذي غنى دور : يا ليل الصب متى غده واحد



    المطرب الحمصي ( نجيب زين الدين )
    مهوى الفؤاد الذي غنى دور :
    يا ليل الصب متى غده واحد

    نجيب زين الدين ... اروع من غنى ياليل الصب متى غده !
    يا ليل الصب متى غده واحد من الادوار الغنائية الخالدة
    التى تذكرنا بأصالة الطرب التي سادت فيه أصوات عبقرية ومواهب خالدة ارتفعت بأصواتها وبفنون الموسيقى والغناء الى عنان السماء على ضفاف نهر العاصي ولد نجيب زين الدين صاحب هذا الدور وصاحب الموهبة الغنائية الفذة التي قال عنها كل من استمع اليه أنها قمة من قمم الابداع الموسيقي الخلاق وملحمة من ملاحم الطرب العربي الاصيل وكان زين الدين فنانا عبقريا مرهف الحس رقيق الشعور يغني ليطرب الناس فإذا ما اشجى سامعيه ودللهم انعكس ذلك عليه ألهبه وسعّر طربه .
    اواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين شهدت مدينة حمص نشاطا فنيا رفيع المستوى وكان هناك فنانون كبار أمثال :
    (الشيخ نور عثمان وعبد الرحمن الزيات والشلبي والشاويش والبركومي وأمير البزق محمد عبد الكريم وعبد الكريم الوفائي وسعيد الرباط وسعيد البنك وعالم النغمة رفيق فاخوري)
    ومع هؤلاء نما الفن العربي الاصيل بمختلف قوالبه { الدور والقصيدة والموشح والموال والطقطوقة والليالي} وكذلك الانشاد الديني بتنوعه ومناسباته المحببة ، وتميزت هذه المدينة بلياليها التي تجمع رواد الفن والطرب ، وكان يقصدها الفنانون المصريون كما يقصدون حلب عاصمة الفن ويتعرف فيها نجيب زين الدين الى النوابغ من حفظة التراث فيأخذ منهم ما يساعده على النهوض بفنه والاتقاء به ، ويشاء القدر أن يزور حمص ذات يوم الفنان القدير العازف البارع محمد القضابي ويلتقي به نجيب ليقول له : " لقد اجتمعت فيك كل اصوات عبد الحي حلمي ويوسف المنيلاوي وعبده الحامولي " ويتكرر اللقاء يوميا حيث وجد فيه موهبة غنائية نادرة المثال فأخذه يلقنه اصول الفن واساليب الغناء ويحفظه ما لديه من التواشيح والادوار وهنا عرف نجيب أن العناية الالهية جعلت منه مطربا وان مهنة الغناء قدر عليه لا مفر منه في وقت كان الغناء يعتبر من الموبقات .
    نجيب في القاهرة :
    بعد سنوات من زيارة " محمد القضابي " الى حمص ذهب نجيب زين الدين الى مصر بدعوة من صديقه " جودت الجندي " وهناك بدأت حياة جديدة لهذا الفنان العبقري حيث تعرف على الشيخ " يوسف النيلاوي" و " سلامة حجازي " اللذين طلبا منه البقاء في القاهرة ، ولكنه بعد أن تعرف على الكثير من أهل الفن وعشاقه وأصبح نجما عاليا في سماء ليالي مصر الغنائية عاد الى " مهوى الفؤاد " جارة العاصي حمص ليعطر سهرات لياليها بصوته العذب الشجي وادائه الرائع الاصيل ، وكثيرا ما كان يبكي عندما تسيطر عليه حاله الوجد ويبلغ الطب مداه وهو الذي قضى عمره يقرأ القرآن الكريم أيام الجمعة في مسجد خالد بن الوليد
    أنا هويت :
    ورث نجيب زين الدين حلاوة الصوت عن والده الشيخ مصطفى زين الدين الذي هيأ لابنه الجو الملائم الذي ساعد على تنشئة نجيب ليصبح بلبل المدينة فكان حسن الصوت يجود في الطرب اذا رأى تقدير الناس لصوته ويتعكر أذا لم يجد الاصغاء وكان يحفظ الادوار والقصائد والموشحات ويتلاعب فيها فيضفي عليها روعة حتى لتخال عند سماعها انها من ابتكاره أو من الحانه ، أخد بعض الموشحات من الفنان الشيخ سيد الصفتي عندما حضر الى حمص عام 1921 ولما انتشرت أدوار الشيخ سيد درويش وقف نجيب امامها مذهولا من روعة الحانها ولم يغن للشيخ إلا لحنا واحدا هو " انا هويت "
    نجيب زين الدين...وثقيل الدم الذي شاركه الغناء
    في إحدى الليالي كان يغني في حفلة قصيدة أم كلثوم الشهيرة (وحقك أنت المنى وطلب). وكان بين الجمهور رجل ثقيل الدم أراد أن يظهر للجمهور أنه يحفظ الأغنية عن ظهر قلب. فما أن بدأ المطرب نجيب زين الدين إنشاد الشطر الأول من القصيدة (وحقك أنت المنى والطلب) حتى ردد الرجل بصوته الأجش (وأنت المراد وأنت الارب). فترك المطرب هذا الشطر, وانتقل الى الشطرالأول من البيت الثاني (ولي فيك يا هاجري صبوة), فردد الرجل الشطرالثاني (تحير في وصفها كل صب) فاشتد الغيظ بالمطرب لكنه تمالك نفسه وغنى (أبيت أسامر نجم السما). فوقف الرجل ثقيل الدم وسط الجمهور وردد (إذا لاح لي في الدجا أو غرب).‏
    فبدأ المطرب يرتجف وعبق وجهه. وأخذ يحدق في الرجل وعيناه تقدحان بالشرر. فاتجه فتوجه ثقيل الدم هذا الى المطرب, وسأله بسذاجة:‏
    - ليش هيك عم تعمل.. كلما قلت أنا شطرة بتتركها وبتغني اللي بعدها?‏
    فأجابه المطرب بغضب وهو يرتجف:‏
    - مالك دريان حضرتك أنو أنا وأنت تقاسمنا القصيدة? شطرة مني وشطرة منك.‏
    وضج الجمهور بالضحك. فخجل الرجل بعد أن أدرك ثقل دمه, ثم نهض وجلس في مكان بعيد. وأعاد نجيب زين الدين غناء القصيدة. وإنما هذه المرة لوحده دون أن يشارك الرجل.

    انتحار معنوي :
    كان نجيب زين الدين وفيا لمبادئه ، إنساناً حُرا بكل معنى الكلمة وليس أدل على ذلك من تلك القصة التى حصلت معه وكانت بمثابه " الانتحار المعنوي " ولكنها سجلت انتصارا باهرا على الشهوات فعندما اندلعت نيران الحرب العالمية الاولى في ارجاء البلاد تعرف زين الدين على القائد العسكري للمنطقة وتولدت بينهما صداقة لم تدم طويلا حيث شعر نجيب ان القائد التركي يريد ان يستغله للغناء والتوريح عن القوات التركية التي كانت تحتل سورية الامر الذي رفضه نجيب واعلنه صراحة للقائد التركي الذي غضب واصدر الاوامر بنفيه الى حلب واحكم عليه الحصاء بعد ان فرض عليه الحلة العسكرية ، وهنا اعتقد نجيب زين الدين ان صوته هو سبب بلائه وخطر على باله خاطر رهيب وهو التخلص من صوته بأن يشرب مشروبا خطيرا أقرب الى السم لإتلاف حباله الصوتيه وبعد ان اختفى صوته وضاعت حلاوته أعفاه طبيب الجيش من التجنيد وعاد الى حمص خالى الوفاض بعد ان ضاع كل شيء أدرك نجيب زين الدين فظاعة فعلته كما ادرك ان صوته لم يكن ملكا له وحده وانما هو ملك التاريخ والفن ليصبح مريض النفس الحساسه بالذنب وللأسف ، حتى أصيب في عام 1946 بمرض خطير توفي على اثره بعد ثلاثة ايام ليختفي من على مسرح الحياة فنان اصيل عاشت مدينة حمص على غنائه عشرات السنسن وبموته مات الطرب وشيع الناس في تشيعيه ايام الغناء الزاهرة وساعات الطرب الاصيل .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
    المصدر : ذكرياتي في الحياة والفن ، احمد الجندي باريس /2001
    كتاب اعلام ومعالم من حمص
    قصة مدينة حمص
يعمل...
X