إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصيدة (لا تكذبنَّا يا بصر لا تخدعينا يا فِكَر) شعرالشيخ عبد الحميد الزهراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة (لا تكذبنَّا يا بصر لا تخدعينا يا فِكَر) شعرالشيخ عبد الحميد الزهراوي

    قصيدة (لا تكذبنَّا يا بصر لا تخدعينا يا فِكَر)
    شعرالشيخ عبد الحميد الزهراوي

    جمعها وقدم لها: د .عبد الإله نبهان
    القصيدة رقم (1)

    من كتاب: (العلامة الشيخ عبد القادر القصاب) تأليف وجمع محمد وفا القصاب المطبعة العلمية بدمشق – ملتزم الطبع عبد الوكيل الدروبي ص 183-184.

    من شعر الشيخ السيد عبد الحميد الزهراوي
    من شعر الشيخ السيد عبد الحميد الزهراوي 1288-1334ه = 1871-1916م - جمعها وقدم لها: د .عبد الإله نبهان

    في أوائل حزيران من عام 1961 أقام المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية مهرجان الفكر والعقيدة لتكريم ذكرى الشهداء: عبد الحميد الزهراوي، رفيق رزق سلوم، عزة الجندي. وكان من ثمار هذا المهرجان وذكرياته كتاب جمع المحاضرات التي ألقيت، وكتاب آخر اشتمل على ما عُثر عليه من مقالات السيد الزهراوي، جمعها الدكتور جودت الركابي، والدكتور جميل سلطان، من إعداد جريدة الحضارة الأسبوعية التي كان يصدرها الزهراوي، ووسم الكتاب باسم: الإرث الفكري للمصلح الاجتماعي عبد الحميد الزهراوي، وقد فاتتهما المقالات التي اشتمل عليها المجلد الأول لأنهما لم يعثرا عليه(1). كما فاتتهما مقالات أخرى نشرت في مجلات ذلك العهد وصحفه(2) وقد جمع حفيده السيد خالد الزهراوي(3) قسماً كبيراً منها نأمل أن يتمم به عمل المجلس الأعلى.

    عرف السيد عبد الحميد الزهراوي بمقدرته على قرض الشعر وارتجاله واستخدامه في المحاورة والمراسلة. ويبدو أن شعره قد ضاع في جملة ما ضاع من آثاره في حملة التفتيش والإتلاف التي شنها الأتراك على بيته بعد القبض عليه، ويظهر من عبارة صديقه الشيخ أحمد نبهان(4): "وله شعر لطيف في كل باب من أبواب الشعر ومقطعات ومساجلات مع بعض أصحابه، ومراسلات كلها رقائق(5)" أقول: يظهر من هذه العبارة أن شعره ليس بالقليل، وقد أشار جامعا كتاب (الإرث الفكري) إلى شعره بقولهما: "ويقال أنه كان يقرض الشعر وليس في أيدينا شيء منه أصلاً(6)".
    وقد ساقت المصادفات إلي شيئاً من شعر الشيخ، وجدت قصيدتين بخطه، وقصيدة ثالثة عبارة عن رسالة شعرية طبعت في كتاب محدود التداول، كما وجدت حوارية شعرية بينه وبين شيخه مصطفى الترك(7). وحفظت هذه الأوراق ثم خطر لي أن أتصفحها فوجدت القصيدتين قد اهترأت أوراقهما، وتآكلت، فرأيت أن تصويرهما ونشرهما خير من خزنهما وربما يكون ذلك أجدى للدرس والتاريخ والذكرى من إهمالهما.
    القصيدة الأولى:
    عثرت عليها عندما كنت أفتش أوراقاً قديمة خلفها الشيخ أحمد نبهان وقد كتب في أعلى الورقة: "من نظم المرحوم عبد الحميد أفندي الزهراوي وهذا خطه" ولما رجعت إلى الترجمة التي كتبها الشيخ أحمد نبهان لصديقه الزهراوي ونشرها في المجلد الحادي والعشرين من مجلة المنار، وجدته قد نشر هذه القصيدة بعد الترجمة، ولكن مجلدات المنار الآن بحكم النادر والمفقود، وقد عز على ناشري مقالات الزهراوي العثور عليها، ولذلك لا يعد نشرها الآن تكراراً بقدر ما هو إحياء لقصيدة هي بحكم المفقودة، وهي أجود ما عثرنا عليه من شعره على الرغم من طابعها الفلسفي الفكري، لأنها عبارة عن خلاصة تأملات الشيخ في الكون والإنسان وأسرارهما، وفيها تظهر غلبة الطابع الفلسفي والمنطقي على الشيخ ولا شك أنه نظمها في أواخر حياته وقمة نضجه، وقد قدمها الشيخ أحمد نبهان لقراء المنار بقوله: من ألطف شعره القصيدة العصماء في موضوعها وحسن أسلوبها ودقة معناها، وقد أثبتها برمتها ليقف المطالع لها على رسوخ قدمه رحمه الله تعالى وبعد أفكاره وحسن يقينه واعتقاده(8).
    القصيدة الثانية:
    وهي عبارة عن سبعة أبيات وجدتها بين أوراق الشيخ أحمد نبهان، وقد كتبت بخط جميل يغلب على ظني أنه خط الزهراوي، والقصيدة تصور ثقة الشيخ المطلقة بربه، فهو لا يعبأ بالمصائب ولا الخطوب، وهو مؤمن راسخ الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره وعدالته، وبعجز الإنسان عن إدراك حكمة الخالق، فللرب سر غامض وجليل. وهذه الأبيات لم تنشر قبل الآن.
    القصيدة الثالثة:
    ليست لهذه القصيدة قيمة القصيدتين السابقتين لأنها رد على رسالة شعرية عادية، وهي تمثل نمط المراسلات الشعرية في ذلك العهد. وقد عثرت عليها في كتاب عنوانه: (العلامة الشيخ عبد القادر القصاب)(9) وفيه قسم لمراسلات الشيخ الشعرية، ومنها مراسلة بينه وبين الزهراوي، فأثبت القصيدتين معاً.
    المحاورة الشعرية:
    أما الحوار الشعري الذي أشرت إليه بين الزهراوي والترك فقد كتب بقلم الرصاص، ومحا الزمن أو كاد كثيراً من كلماته، وأرجو أن أدفعه للنشر عندما أتمكن من قراءته.
    وختاماً فإنني أرجو أن يجمع هذه القصائد الثلاث قد قدمت نموذجاً من شعر الشيخ الشهيد الذي ذهبت به بلايا الغدر وكوارث الاستبداد، كما أطاح بصاحبه جور الترك وعسف أحكامهم. وسأكتفي بإيراد القصائد ولن أثقل على القارئ بترجمة الزهراوي الذي كتب عنه الكثير مكتفياً بالإحالة إلى أهم المراجع وأقرَّبها(10).
    القصيدة رقم (1)
    لا تكذبنَّا يا بصر لا تخدعينا يا فِكَر
    إن الحدائق تحت طي النشر فوق المنتظر
    لكن برؤيتها دعا وى الناس تعيي من حصر
    وسوى سراب لم يروا والآل كم غرّ النظر
    أنى التصور يا حجا للسر في هذي الصور
    الكون مبني على ال حركات كلٌ في قدر
    مجموع ذرّ يقتضي كلٌ لها ضمّ الأخر
    والأرض تجمعنا فنحسب أنها إحدى الكبر
    والشمس تعربنا لنا فنظننا المعنى الأغر
    صور تغيِّر لا تعي صفة لها غير الغير
    ويجل مصدر أمرها عن أن تحيط به الفكر
    هو مصدر بوجوده تقضي اشتقاقات الأثر
    وتحيرت في ذاته وصفاته فطنٌ غرر
    والخبرة المثلى التبا عد عن دعاوٍ للخُبر
    كم مدع لمعارف علياء عرّف بالنكر
    ما أنت يا إنسان هل تدري دماغك لم شعر
    فأنت تدرك من جمي ع الكون عنه قد صدر
    لم ذي الدعاوى يا فتى أ أحاط منك به البصر
    أ أحاط منك به الحجا خبراً كما هو فانسبر
    أعرفت من قبل المؤث رِ كل تفصيل الأثر
    أعرفت هذاك الفضا ء وما به من كل ذرّ
    دع عنك دعوى واستمع قولاً مفيداً مختصر
    الناس عُثرٌ في الغرو رِ ولاجئون إلى الغَرر
    ويرى بنو الإنسان أنَّ همو خلاصة ما فطر
    دعوى بها يسلون ما يلقون من تعب وضرّ
    فهمو رهان الكدح ما داموا وتلك هي السير
    ذو الحال نائب من مضى والعمر جملته خبر
    سيان ذي الأنعام في حاج الحياة وذا البشر
    فتسلّ مهما استطعت أن فكرت فيما قد حضر
    واعبر على المقياس من ماض إلى ما ينتظر
    واعلم بأن المفلحي ن بذي الحياة أولو العبر
    والكون ظرف ظواهر والسر فيه ما ظهر

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الحواشي:

    (1)-كان هذا المجلد- فيما علمت –لدى المرحوم عبد الحميد الحراكي، وهو الآن بحوزة الأستاذ بشير الزهراوي.

    (2)-على سبيل المثال لا الحصر مقالاته التي نشرت في المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا في القاهرة. ومقالاته في مجلة الإنسانية التي كانت تصدر في حماة.

    (3)-خالد عبد الظاهر الزهراوي، شاعر مبدع،، ومثقف لامع من مواليد حمص سنة 1929 وهو حفيد الشيخ الزهراوي من جهة ابنته، لأن الشهيد الزهراوي لم يخلف سوى بنتين.

    (4)-أحمد بن عمر نبهان: كان من علماء حمص البارزين ووجوههاً في آخر العهد العثماني ولد عام 1852 في حمص وتوفي فيها حوالي عام 1941.

    (5)-المنار: المجلد 21 ص 212.

    (6)-الإرث الفكري: المقدمة د.

    (7)-مصطفى أحمد الترك من أصل تركي كان شاعراً على طريقة المتصوفة، وكان معلم الشيخ الزهراوي في طفولته. ولم أعثر على تاريخ ولادته ولا وفاته.

    (8)-المنار، المجلد 21 ص 212.

    (9)-نشر الكتاب في دمشق وهو من تأليف وجمع محمد وفا القصاب.
    (10)-انظر ما كتب عن الزهراوي في المجلد 19 من المنار وهو كثير. وما كتب عنه في المجلد 21 من المنار أيضاً، وانظر مقدمة الإرث الفكري، وكتاب مهرجان الفكر والعقيدة ففيه محاضرات هامة عنه وخاصة محاضرة الأمير مصطفى الشهابي: وانظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 5: 104 وقد سرد كثيراً من المراجع عن الزهراوي والأعلام للزركلي 3: 288 وفيه أن ولادته سنة 1272ه ومن مراجع الزركلي تاريخ الصحافة العربية لدى طرازي 3: 28 ومنتخبات التواريخ دمشق 926 وإيضاحات المسائل السياسية ص115 وهو كتاب أصدرته الدولة العثمانية وضمنته وقائع المحاكمات وحيثيات الأحكام التي أصدرتها بحق شهداء أيار. كما كتب عنه الذين كتبوا عن تاريخ الفكر السياسي والنضال القومي الحديث كالأستاذ منير مشابك موسى والبرت حوراني وغيرهما، كما نشرت مجلة التراث العربي مقالة عنه كتبها الأستاذ راتب الحلاق
    المصدر:[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
    رحم الله الشيخ عبد الحميد الزهرواي فقد كان يشبه الشيخ محمد رشيد رضا شكلاً، ويشبه العلماء في الصلاح والورع والدين والتقى، فقد كان عالماً عاملاًَ رحمه الله، ورحم الله شهداء أيار، الذين أعدمهم صاحب الرأي الأفين جمال ـ مجازاً ـ باشا السفاح المشهور بالداغستاني وبالكبير، ومن أراد الاستزادة عن شهداء أيار فليقرأ كتاب الأستاذ أدهم آل الجندي عنهم شهداء الحرب الكبرى.

يعمل...
X