إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التشكيلي ( سعد يكن ) تاريخ وتجربة في محاضرة بحلب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشكيلي ( سعد يكن ) تاريخ وتجربة في محاضرة بحلب

    التشكيلي ( ســعــد يــكــن ) تاريخ وتجربة في محاضرة بحلب

    تاريخ وتجربة التشكيلي سعد يكن في محاضرة بحلب

    أحمد بيطار- حلب
    اكتشف سورية


    «تاريخ وتجربة» كانت عنوان المحاضرة واللقاء الذي جمع التشكيلي سعد يكن بعدد من التشكيليين الشباب وطلاب مركز الفنون التشكيلية في محافظة حلب مساء يوم الأحد السادس عشر من شهر تشرين 2011 في صالة تشرين للفنون الجميلة التابعة لمديرية ثقافة حلب. وقد تضمن اللقاء عرضاً لتجربة التشكيلي سعد يكن التشكيلية إضافةً إلى تلقي الأسئلة من التشكيليين والطلاب الموجودين والإجابة عليه استقاءً من تجربته الفنية الغنية.

    بداية اللقاء كانت مع قول التشكيلي يكن بأن وجوده اليوم ليس بهدف التوعية بالفن التشكيلي بقدر ما هو التلاقي مع التشكيليين الشباب مضيفاً بأن التوعية لا تكون محصورة بعدد قليل ونخبوي إنما يجب أن تكون على مستوى مجتمع كامل ومن خلال مؤسسات المجتمع بكامله. ويضيف بأن عملية التوعية يجب أن تبدأ بالمدرسة ومن الصف الأول الابتدائي مروراً بباقي الصفوف الدراسية وذلك من أجل خلق جيل واعٍ بالفن التشكيلي حيث يضيف في تصريح لـ«اكتشف سورية»: «أعتبر وجودي اليوم خطوة مهمة خصوصاً وأنني متواجد أمام مهتمين ومحترفين للفن التشكيلي والذين جاؤوا اليوم لاهتمامهم بهذا الفن وذلك بخلاف المعارض والتي يكون فيها الجمهور عام وغير مختص. أنا أرى أن مهمة التوعية لا تقع على عاتق التشكيلي وإنما على عاتق المؤسسات الثقافية مثل مديرية الثقافة. تحدثت مع المتواجدين اليوم عن تجربتي حيث أكدت على فكرة العمل وأن تطور التشكيلي لا يتم إلا بالعمل والرسم والتجربة والتي تولد المعرفة والتطور التقني لتجربة التشكيلي الثقافية».

    ويتابع بأن من الأخطاء الشائعة التي نراها سائدة اليوم بين الناس «وضع الرأي الشخصي تجاه العمل بشكل يلغي قيمة العمل الفنية» حيث يشرح هذه النقطة بالقول بأن على الرأي الشخص ألا يلغي قيمة العمل وأن على المتابع إدراك قيمة العمل الفنية بغض النظر عن رأيه الشخصي في جماليتها حيث يضيف: «ثقافة تقدير قيمة العمل الفنية هي ثقافة مميزة بحد ذاتها حيث قد نجد الكثير من الأعمال التي لا نستسيغها من وجهة نظرنا إنما تملك قيمة فنية مرتفعة جداً. ما نعانيه هنا هو قيام الناقد بوضع رأيه الشخصي في العمل وتغييب القيمة الفنية. يعاني التشكيلييون في هذا الزمن من مشكلة "الثقافة البصرية" السائدة في مجتمعنا والتي تقوم بتبسيط الفن إلى أمور بسيطة مثل رسم تفاحة أو شجرة أو نهر وذلك بعيدا عن توصيل الحالة الإنسانية والمفهوم الجمالي. ليس التشكيلي مدرساً لمادة الرسم أو الفنون الجميلة حتى يرسم الزهور والمناظر الطبيعية، بل يجب أن يوصل نظرته للواقع من خلال تجربته الشخصية. أما التوعية فهي على عاتق المؤسسات وليس التشكيلي كما أسلفنا وتعتبر من مهام الدولة ومنابرها الثقافية. وأخيراً في هذا الصدد أود أن أقول بأنه ليس من المنطقي أن يكون التشكيلي مثقفاً ويرسم فقط وردة! لست متعصباً تجاه مدرسة معينة فنية مثل السريالية أو الواقعية، كما أنني لا أرسم المناظر الطبيعية. هذا الأمر لا يعني أن ما سبق ليس فنياً. كما قد لا أحب تشكيلياً معيناً، إنما لا أقلل من قيمه فنه أو أقول عنه أنه تافه. الرأي الشخصي يختلف عن التقييم الفني حيث قد لا تحب أعمال تشكيلي ما شخصياً إنما يجب عليك أن تدرك بأن لهذه الأعمال قيمة فنية لا يمكن نكرانها. وهناك العديد من النقاد الذين يقعون في مطب نكران قيمة اللوحة لعدم تقبلهم لها».

    ويضيف بأنه في حالة المجتمعات التي فيها الجمهور غير واعٍ فإن الأمر يشكل كارثة! مضيفاً بأن الآراء البصرية المتولدة ستؤدي إلى التقليل من قيمة اللوحة الجمالية. وهنا يطلب التشكيلي يكن من التشكيليين ألا يصابوا بالإحباط وأن يضحوا قليلاً ريثما يمتلك الجمهور الحس الجمالي والنقدي الكبير حيث يضيف: «لا أنكر أنني عندما أسافر إلى خارج سورية أحس باحترام أكبر لي ولفني. الكثير من التشكيليين عندما يرسمون فإنهم يفكرون باللوحة من ناحية، ويفكرون بمبيع اللوحة من ناحية ثانية وثالثة وحتى رابعة. للتشكيلي الحق في التفكير بمبيع اللوحة - ولكل تشكيلي ظروفه - ولكن يجب ألا يكون هم التشكيلي هو فقط بيع اللوحة والعامل المرجح في رسمه للوحة وتقديمه لمعرضه الفني الشخصي. ارتباط الجمال بقيمة اللوحة هو مفهوم سطحي للغاية. بالنظر إلى الموسيقى مثلاً فإننا نجد تنوعاً موسيقياً كبيراً يبدأ من الموسيقى الكلاسيكية وينتهي بالدبكة! كلها موسيقى، ولكن تقديرنا لكل نوع منها - واستجابتنا لها - مختلفة بين شخص وآخر ويختلف إعجابنا بين نوع وآخر ومن شخص لآخر، وكذلك حال المدارس الفنية التشكيلية المتنوعة واللوحات التي تقدم فيها».


    التجربة أساس نجاح التشكيلي

    ويرى التشكيلي «سعد يكن» أن الموهبة تشكل 10% فقط من النجاح في حين يمثل العمل الجاد والمتواصل نسبة 90% الباقية حيث يعطي مثالاً عن نفسه ويقول: «في العام 1976 وعندما كنت في الخامسة والعشرين من عمري، كان لدي 20 ألف سكتش و4000 مسودة لوحة خاصة بي. كلما كانت التجربة الشخصية الخاصة بالتشكيلي غنية، كان له رأي غني. ومن أجل أن يستمر الفن وتستمر اللوحة يجب أن ترتبط بالإنسان حيث نرى أن اللوحات الموجودة في القرن الرابع عشر هي غير تلك الموجود في القرن الحادي والعشرين، كل مرحلة لها متطلباتها وهنا يأتي دور الاحتكاك والذي هو عامل مهم لدى التشكيلي حيث يساهم الاطلاع الذي يقوم به على تطوير لوحته وتطور الفن بشكل عام. العالم بحاجة إلى رؤية التشكلي ونظرته الشخصية حيث نلاحظ أن الرسم الجيد لا يعني فناً جيداً حيث نرى العديد من التشكليين الموجودين في طرقات مدن مثل باريس يقومون برسم لوحات البورتريه بشكل يكاد يجعل اللوحة تنطق من فرط إتقانها، إلا أن الناس لا تراهم تشكليين مهمين لأن الفن هو موقف التشكيلي الشخصي من العالم - وذلك بشرط أن يكون قد تمكن من أدواته-. هذا التمكن يؤدي لأن تعرض لوحاتك من الولايات المتحدة إلى اليابان إلى غيرها من الأماكن. إن التمرين هو ما يوصل التشكيلي إلى النجاح والشهرة إنما يجب عليه في البداية أن يتعلم الرسم ويتمكن من أدواته ومن ثم يختار المدارس التي يريد الانتماء لها والرسم فيها».

    تحولات الفن المعاصر في سورية

    ويرى التشكيلي سعد يكن بأن تاريخ الفن في سورية شهد عدة تحولات خلال السنوات الماضية بدءا من ستينات القرن الماضي وحتى أيامنا هذه يعددها بالقول: «أواخر الستينات وبداية السبعينات شهدنا النهضة الماركسية والتي نادت بدعم العمال ورسم المعامل والتواصل مع العمال ضمن أماكن عملهم. بعدها انتقلنا إلى مفهوم "الفن الموجه تجاه الجمهور" حيث بتنا نرى اللوحات التي تخاطب الجمهور التي تتوجه لهم وتتأثر بهم. وبعدها انتقلنا إلى مفهوم "التراث والمعاصرة" والذي انتقل للتركيز على التراث وأهميته في وجداننا وحياتنا. بعدها وصلنا إلى مفهوم "العولمة" بكل أفكارها الواردة لنا من الخارج ومفاهيمها الجديدة علينا. وأخيراً نحن حالياً مع فكرة "الآخر" وفكرة الحوار معه وتقبله وقبوله».
    ويضيف بأنه في كل المحاور السابقة، كان لنظرة التشكيلي الداخلية دوراً في تجسيد الموضوع بغض النظر عن العوامل الأخرى الموجودة فيه حيث يشرح هذه النقطة أكثر بالقول: «لدينا حالياً الأزمة التي نمر فيها في سورية. تؤثر هذه الأزمة على الشتيكيلي - حاله حال كل الناس- وذلك لأنه بشر قابل للتأثر أيضا. إذا قام التشكيلي هنا بتجسيد مفهوم الأزمة بشكل واقعي دون وضع نظرته الخاصة عليه، سنرى هنا لوحات أقرب إلى المفهوم الإعلام أو حتى فن الكاريكاتير، وبالتالي على التشكيلي هنا الرجوع قليلاً إلى الوراء والتفكير بأثر هذه الأزمة عليه هو بشكل شخصي واكتشاف علاقته مع المجتمع والعالم وعمقها وتقديم اللوحة كما يراها مهما كان نوع المدرسة التي ينتمي إليها».

    أما عنه هو شخصياً، فيقول بأنه قبل العمل على أي محور أو مفهوم جديد، فإنه يعمل فيه دراسة وبحثاً وقراءة واطلاعاً وذلك قبل الشروع بالعمل حيث يضيف: «عندما قررت العمل على موضوع "الأيقونات"، درست المسيحية بشكل كبير وزرت الكنائس وقرأت الإنجيل واطلعت على فن الأيقونة منذ تاريخها وحتى اليوم. أما عندما بدأت العمل على مفهوم "ألف ليلة وليلة" غصت في عالم الأساطير والميثولوجيا وتعمقت فيهما لدرجة كبيرة. حالياً أعمل على مشروع "الآخر" والذي سيرى النور قريباً في معرض فني. وقد بدأت فكرة العمل من سؤال سألني إياه أحد الأطفال حيث كان السؤال: "من هو الآخر؟" وقتها قمت بأخذه إلى المرآة وقلت له "من هنا يمكنك أن تبدأ بالتعرف على الآخر". الآخر هو وجوهنا المتعددة الخاصة بنا، وهو أول من نراه عندما نفتح باب المنزل، أو عندما نصعد في سيارة الأجرة إلى أي مكان نذهب إليه. وهنا يجب علينا قبول الآخر والانسجام معه والتواصل معه في كل المجالات، وهو ما سأعرضه في معرضي القادم ضمن لوحاتي».
    ويختم بالقول بأنه رغم عرض لوحاته في كل أصقاع الدنيا ودعوة الكثيرين له للعيش خارج سورية، فإنه كان يرفض ويقول بأنه لا يستطيع العيش خارج مدينة حلب ولا يعشق مدينة سواها.

    يذكر بأن التشكيلي سعد يكن هو من مواليد حلب، درس الفنون التشكيلية فيها ومن ثم انتقل إلى
    العاصمة دمشق. له العديد من المعارض الداخلية والخارجية كما عمل محكما فنياَ ضمن عدد من المعارض العالمية ويعتبر من أبرز التشكيليين السوريين بشهادة الكثير من النقاد ممن عاصره.
يعمل...
X