تويت
قصيدة «بغداد» أبكت سلطان
وردد: «سكان العراق أهلنا»
الرياض – محمد سعود
لقطة من «يوتيوب» تظهر الشاعر مشعل الحارثي وهو يلقي قصيدة أمام الأمير سلطان.
لم تقتصر المواقف الإنسانية لولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على أبناء بلاده فقط، إذ أجبرته قصيدة تتحدث عن مآسي الشعب العراقي على البكاء، والتأثر بما يعيشه العراقيون.
وهو ما يرويه الشاعر السعودي يوسف العصيمي لـ«الحياة»: «مهما قابلت من الأشخاص فلن أنسى إنسانية الأمير سلطان رحمه الله، فهو رجل وقف معي وقفة صادقة، وأوصاني بزيارته متى احتجت شيئاً».
وأضاف: «مع نهاية مشاركتي في النسخة الأولى من «شاعر المليون» قابلت الأمير سلطان، وألقيت أمامه قصيدة «بغداد»، التي تشرح الوضع السيء الذي يعيشه العراقيون هناك، وأثناء إلقائي للقصيدة لاحظت تأثره من كلماتها، إذ انهمرت دموعه وهو يكتشف تردي حال بلاد الرافدين، وأخذ يردد سكان العراق أهلنا، ولن نتخلى عنهم».
وتابع: «قال لي الأمير سلطان إذا احتجت شيئاً يا ولدي، نحن موجودون، ولن نتأخر في خدمتك، لأنك ابن هذا البلد، ومهما ابتعدت عنها فهي دارك وموطنك»، مشيراً إلى أن ولي العهد كان يسأله في كل مرة يقابله عن إنهاء إجراءات أوراق هويته الوطنية، حتى استلمها.
وذكر أنه قابل الأمير سلطان مرات عدة، «وفي كل لقاء يسألني عن حالي وحال أهلي، والابتسامة لا تفارق وجهه»، مؤكداً أن رحيله خسارة على العالم بأجمعه.
ولفت إلى أن ولي العهد رجل إنساني واجتماعي، فهو يتأثر بالحالات الإنسانية، ولا يتأخر عن الوقوف إلى جانبها، «لكن قدرنا أن نفقد شخصاً عزيزاً، وأباً للصغار وأخاً للكبار».
إنسانية الأمير سلطان لم تتجلَ لشاعر واحد فقط، إنما شملت شعراء كثر من السعودية والخليج، إذ استقبلت مجالسه مئات الشعراء، وحقق مطالبهم وحاجاتهم. ولم تمر مناسبة إلا وتنتشر قصائد المدح في الأمير سلطان، حتى أن عدداً من الشعراء خصص كل ما يكتب للأمير سلطان، إذ يعتبرون هذا الثناء عليه فخراً لهم. وهو ما يؤكده الشاعر عيضة السفياني: «الشعر في الأمـير سلطـان فخر للشاعر، كونه يكتــب فـــي رجل محبوب من الجميع، فهـــو من سكن القلوب بطيبته، ومـــن ساعد الفقراء في حاجتهــــم، ولا شيء يكفــي لـــوصفه إلا أن نقول إلى جنة الخلد يا أبا خالد».
ولفت الشاعر خالد العتيبي إلى أن شخصية الأمير سلطان تجبر الشعراء على مدحه، ونظم الأشعار فيه، لأنه صاحب المواقف النبيلة، ونصير المحتاجين، والمرضى، مشيراً إلى أن الشعر الذي يكتب في ولي العهد لا يوفيه حقه.
وأكـد الإعلامي والناقد علي المسعودي أن السعودية ليست وحدها من فقدت رجلاً بحجم الأمير سلطان، بل إن دول الخليج جميعها خسرته، «وبدا ذلك واضحاً من خلال إعلان الحداد في دول عدة، ما يدل على مواقف الراحل مع تلك البلدان».