إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

للأطفال مسرحية ( لا لي ) عرض من بطولة الأشياء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للأطفال مسرحية ( لا لي ) عرض من بطولة الأشياء





















































    لا لي ... عرض مسرحي للأطفال من بطولة الأشياء

    دمشق - سانا

    سامر إسماعيل
    (إلى جميع الأطفال.. تعالوا إلى المسرح..أحبوه وصادقوه.. خذوا منه وأعطوه وستجدون عالما سحريا عجيبا كما حدث مع ريما) هكذا كتبت الفنانة ميادة إبراهيم مؤلفة ومخرجة عرض (لالي) على بروشور المسرحية التي افتتحت عروضها أمس على مسرح الحمراء بدمشق متخذة من الأشياء والجمادات شخصيات لدمى قامت بأنسنتها على الخشبة وبمشاركة تسعة ممثلين قاموا بأداء أدوار متنوعة في العرض.
    وقالت ميادة إبراهيم مخرجة العرض في حديث خاص لوكالة سانا انها في هذا العمل عمدت إلى أخذ مسرح الدمى إلى مساحات فسيحة منتقلة به من حيز المسارح الصغرى المخصصة لعروض العرائس عبر العمل مع الممثلين على الخروج من شخصية الدمية التي يشتغل عليها خلال لحظات موظفة درامياً يقوم الممثل بإظهارها حيث كان هناك تعويل على صعيد تطوير شخصية الطفلة الممثلة وعلاقتها بالأشياء على هيئة محكمة تقيمها هذه الطفلة مع أغراض غرفة نومها لتعترف بعدها الطفلة بمشكلتها مع أشيائها دون اللجوء إلى حل جميع المشاكل التي لا يمكن إغلاق باب المواجهة معها فمشاكل الأغراض لا تنتهي عند الطفل.
    وأوضحت إبراهيم أن ما يميز تجربة لالي هو الانعتاق من مناخ التسجيل نحو التمثيل الحي على الخشبة من قبل مجموع الممثلين ومحركي الدمى حيث يهدف العرض عموماً بحسب إبراهيم على تسليط الضوء على الخلل الذي يعاني منه الأهل في التعاطي مع أطفالهم إذ على المسرح أن يعيد فكرة جوهرية في عالم الطفولة ترتكز على مقولة ان الطفل كائن حساس يتعامل مع أغراضه وفق عالم شرطي للغاية مبني على التجريد ولذلك كان على النص اللجوء إلى منطق اللعب نفسه الذي يتبعه الطفل في علاقته مع أشيائه باتجاه تحريض وتفعيل ثقافة المسرح لدى الأجيال الناشئة من خلال إشراك الطفل في التمثيل على الخشبة.
    وأضافت مخرجة العرض انها لجأت في عملها إلى المباشرة الفنية التي لا تعتبرها خطأ فنيا بقدر ما تعتبرها شرطا فنيا ضروريا في حال عدم اللجوء إلى الالتفاف على الفكرة الجوهرية للعمل الفني وذلك كي لا تذهب نحو تخمة فكرية إضافية في مخاطبة الطفل وذلك بالاتكاء على صيغة زمنية قصيرة والابتعاد عن صيغة العروض الطويلة والمملة غالبا لجمهور الأطفال.
    بدورها قالت رنا صعب الممثلة في العرض ان ميزة هذا العمل هو الذهاب مباشرة نحو عمق تفكير الطفل وطريقة تعاطيه مع محيطه وفق عالمه المتخيل وهذا ما حاولت الاشتغال عليه عبر عملها على ميكانيزم دمى (المحسب والمذيعة ودفتر الرسم) مما أعطاها مساحات جديدة في عملها كمحركة عرائس وذلك بالابتعاد عن دمى الحيوانات والحشرات والشغل على دمى الأشياء وأنسنتها فالممثل في هذه النوعية من العروض يمثل ويحرك في آن معا ما يجعله في حالة تفاعل دائمة مع عناصر اللعبة المسرحية بحسب قولها.
    وأوضحت محركة الدمى رنا ريشة أنها في شغلها على الدمية اعتمدت على طريقة الطفل في تعامله مع أشيائه وأغراضه كالفرشاة والسرير وقالت.. عملت في هذا السياق على رسم شخصية الدمى التي جسدت هذه الأشياء على محاكاة علاقة الطفل مع محيطه المادي لإثراء هذا البعد الأدواتي المعرفي لدى المتفرج الصغير من خلال التنويع في مفردات عالم الأطفال دون اللجوء إلى أساليب التوبيخ بل بالاعتماد على العتب القريب من القلب ومن أسلوب اللعب ذاته الذي يركب الصغار عالمهم من تفاصيله اليومية وليس بأسلوب القسر أو الأمر المدرسي.
    بدوره قال الممثل كامل نجمة إن الدمى التي تم الاشتغال عليها في هذا العمل كانت خاضعة مسبقاً لرؤية المخرجة ليتم بعد ذلك العمل على أنسنتها وتقريبها من النماذج التي يمكن من خلالها اللعب على قيم جمالية معينة في ذهن الطفل محاولاً عبرها الإطلالة على دنيا غرائبية تحقق الدهشة والتواصل مع جمهور الأطفال وذلك من خلال إدخال تفاصيل صغيرة على علاقة دمى الاشياء التي تم أنسنتها دون أن نضايق خط سير النص كعلاقة دميتي القلم والتلفزيون بدمية الطفلة (ريما).
    أما مصممة الدمى راوية طربيه فقالت.. قدمت تصاميم دون أن يكون هناك تعاون مشترك مع الممثلين أثناء تصنيع الدمية فالتعاون في هذا السياق للأسف مفقود وغالباً ما يعتمد مصمم الدمى على قراءة وتحليل النص للوصول إلى التصور النهائي لشكل والدمية وحركيتها ولذلك اشتغلت على تصميم دمى (لالي) بخيال الطفلة التي كنتها محاولةً تقريب مخيلتي الشخصية من مخيلة طفل هذه الأيام بالتوفيق بين الأشكال الكرتونية والعرائس المتحركة ليصار بعدها إلى التعديل على هيئات الدمى بالتوازي مع زمن البروفة والتدريبات اليومية للمثلين مع هذه الدمى.
    المسرحية التي اتكأت على مفهوم مخاطبة الطفل اعتماداً على علاقته بالأشياء لم تنجح في مسرحة الجمادات بسبب عدم وجود خلق فني جاد لأشكال الدمى التي جسدت كل من شخصيات (الدفتر.. المفتاح.. الكتاب.. القلم.. الدبدوب.. المنبه.. الحقيبة.. فرشاة الأسنان) حيث عانت شخصية الدمية في العرض من فقر شديد في إغناء مخيلة الطفل كمشاهد صغير متخذة من أقلام الرسوم المتحركة بعداً بائساً في البناء عليها ورسم الكاركترات الخاصة بكل شخصية لتبقى الدمية مجرد خردة جامدة غير متحركة في مواجهة جمهور من الأطفال المتعطشين لفن المسرح ورحابته.
    كما عانى النص الذي وضعته المخرجة إبراهيم من فقدان الصراع الدرامي مفتقراً لأدنى درجات التشويق والجذب لخيال الطفل وذلك بالإبقاء على حوار الطفلة ريما مع أشياء غرفة نومها على غرار درس إملاء منظور مبقية على النصيحة والوعظ كأداتين في مخاطبة الطفل بعيداً عن كتابة حوارات حيوية لممثلي الدمى الذين ظلوا في أماكنهم منذ بداية العرض وحتى نهايته ووفق حركية فقيرة للغاية حافظت فيها مخرجة العرض على مفهوم الجمادات المؤنسنة دون التحرك خارج الصورة التقليدية لأفلام كرتونية متلفزة أكثر منها مسرحية.
    أغنيات العرض التي قامت الطفلة ريما إبراهيم بأدائها لم تخرج هي الأخرى من وظيفتها التزيينية دون أن تكون هذه الأغنيات بمثابة جزء لا يتجزأ من الحوار أو الحبكة الدرامية فلا وجود أصلاً لهذه الحبكة بل هي لغط مستمر بين أشياء الطفلة التي حافظت على كليشيهات مسرحية بائدة من غير أن تكون هدف الصراع المتوقع بين جمادات الغرفة إذ أبقت المخرجة على نمطية ساذجة في مخاطبة خيال طفل اليوم متخلية عن أبسط مفردات مسرح الطفل المعاصر الذي يعتمد في مجمله على تحفيز المخيلة واستنفارها نحو قيم الجمال والخير والمحبة والتعاون وحب الآخر.
    وافتقد العرض الذي أنتجته مديرية المسارح والموسيقا (مسرح الطفل والعرائس) إلى عنصر المشاركة والتفاعل مع جمهور الأطفال في الصالة تاركا هؤلاء بعيدين عن فحوى الدراما المسرحية الطفلية ذات اللغة الاجتماعية التشاركية ليبقى درس الذهاب إلى المدرسة ونصائح تنظيف الاسنان وترتيب الحقيبة قبل بدء اليوم الدراسي بمثابة عظة افتقدت بدورها إلى أهم شروط مسرح الطفل القائم على الشراكة الفنية والاستنتاج معولاً على المباشرة في محاكاة الطفل بعيداً على تدريب المتفرج الصغير على التجريد وطرح الأسئلة على نفسه.
    يذكر أن عرض (لالي) من تمثيل كل من الفنانين كفاح الخوص.. اسامة تيناوي.. قصي قدسية.. كامل نجمة.. رنا ريشة.. ميريانا معلولي.. دانا مارديني.. ساري مصطفى.. ريما إبراهيم.. رنا صعب (كلمات أغاني) حازم إبراهيم (موسيقا) حسام الدين بريمو (ديكور ودمى) راوية طربيه، عمر أبو فخر، حسين طربيه (تصميم رقصات) معتز ملاطيه لي (إضاءة) نصر الله سفر (أزياء) وسام صبح (مساعد مخرج) ساري مصطفى (تصوير) غياث حبوب.

يعمل...
X