إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أصمعي القرن العشرين مدحة عـــكاش وشيخ الشعر والأدب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أصمعي القرن العشرين مدحة عـــكاش وشيخ الشعر والأدب

    أصمعي القرن العشرين
    مدحة عـــكاش وشيخ الشعر والأدب



    مدحة عـــكاش

    شيخ الشعر والأدب .. توقف القلب وبقيت مدرسة الثقافة‏‏
    أكثر من وداع .. وأكثر من رحيل ففي أقل من شهر ودعنا عمالقة كبار، بالأمس الطبيب الأديب جوزيف كلاس, ثم اللغوي الموسوعي د.عبد الكريم الأشتر, واليوم نودع صاحب أول جامع ثقافي الذي استحق بجدارة لقب «أصمعي القرن العشرين» فعلى مدى أكثر من نصف قرن من الزمن استطاع أن يستقطب كثيراً من الاقلام العربية والسورية التي جندها لخدمة قضايا الوطن والمثقف والقارىْ العربي‏‏
    ثقافة جامعة
    تحمل المرحوم الكثير من أجل أن تستمر «الثقافة» وكان صبوراً على المتاعب والنوائب,وتوج صبره بإصدارها كدورية شهرية تبحث في الأدب والعلم والاجتماع ،وتقف مقابل كبرى المجلات في القطر وخارجه،ففي عام (1958) كان التحول من صخب الطلاب في صفوف المدارس والجامعات إلى مكتب مستقل يأوي إليه الأدباء والمثقفون لإصدار «مجلة الثقافة»الشهرية التي تعنى بشؤون الأدب والثقافة والدراسات ، وتم إصدار أعداد خاصة منها بكبار الأدباء العرب والسوريين ومنهم «عمر أبو ريشة، ونزار قباني، وشكري فيصل ،وعبد الغني العطري، وعزيزة هارون ،وأحمد الصافي النجفي ، وبدوي الجبل ونديم محمد وآخرون.»‏‏
    وهكذا تحقق الحلم وبقيت الثقافة شامخة على مدى قرون،كما تحقق الهدف المنشود فكانت جامعة الأدباء العرب ،والسوريين خاصة الذين كانوا ينشرون أعمالهم خارج الوطن، أوفي مطبوعات متفرقة لندرة الجرائد المهتمة بالحركة الثقافية آنذاك،وبالتالي نشر نتاجاتهم في مطبوعة واحدة تعنى بالشؤون الثقافية،وليكون ثمة أدب وفعالية اجتماعية واعية ، ولتوقظ الفني والشاعرية السمحة والأدب الأصيل الكامن في كل خلجة نفس، ووراء كل خفقة قلب وهو ما بينّه الأديب عبد الله يوركي حلاق صاحب مجلة «الضاد الحلبية» بمقال افتتاحي كتبه وفيه بيان واضح لخطها ونهجها ،كيف لا وقد كان منشؤها يدعو في كل حرف وكلمة وبيت شعر إلى مقارعة الاستعمار،وقد شهد كل من كتب فيها أنها حملت همّ الفكر والثقافة، وسجل التلميذ الوفي لأستاذه شهادات من كتبوا فيها ضمن كتاب أصدره تحت عنوان (مدحة عكاش رائد أمة وأمل جيل) منهم من قضى نحبه ومنهم من لايزال على قيد الحياة .. اسكندر لوقا يقول :كان عبر إطلالته على ماينشر في الثقافة كالمنارة على شاطئ الأحلام التي تراود الباحثين عن الخلص في الكتابة .ولم يكن، في وقت من الأوقات ،إلا الجندي المجهول،ومجلة الثقافة هي الوجه الآخر لمدحة عكاش, كما هو نفسه الوجه الآخر للمجلة، ويصعب التفريق بينهما.‏‏
    أما نذير العظمة فيرى أن «شرف الشهادة يقتضي منه أن يعلن أن أول عمل شعري له يوم كان لايزال يحبو في أرض الشعر وهو «عتاب»دمشق عام(1952) وكان الشاعر عكاش طبعه على نفقته، ومن كتّابها الأديب عادل أبو شنب الذي سجل واقعة هذه المجلة متحدية الظروف وإن كان ابتعد عنها بعض الشيء إلاأنها كانت ولاتزال ينبوعا ًمن الينابيع التي شرب منها في سيرته الأدبية والصحفية خلال ستين سنة ، وقد توقفنا عند مجلة «الثقافة لأنها كانت تعني للأديب الراحل الحياة وصرح غير مرة أن توقفها يعني توقف قلبه، فهو لاينسى البيت الدمشقي الذي كان يجمعهم، ولاينسى الحوارات والمناقشات الأدبية التي كان يطرحها الحاضرون، وقد احتفل بالعيد الذهبي للمجلة منذ ثلاثة أعوام، حيث أصدر الراحل بالمناسبة عدداًًخاصا ًضم مجموعة كبيرة من الرسائل والقصائد،التي ألقاها الأدباء والمفكرون والشعراء.‏‏
    الراحل وجيل الشباب‏‏
    لم يقتصر اهتمام الراحل على الكبار من الأدباء والكتّاب بل لفت عنايته إلى الشباب أيضاً إذ غدت «جريدة الثقافة» موئلاً للأقلام الشابة،التي تحولت إلى أقلام بارزة وأعلام لهم مكانتهم ،ذلك أن رئيس تحريرها كان مؤمناً أن الإبداع الأدبي لاينضب، ولايزال موجوداً في شباب يواصلون مسيرة السابقين،ربما كان عددهم ليس كالسابق، لكنهم موجودون وهو واحد من الذين يحفزونهم وينشرون لهم، ويؤسفه انصراف الشباب العربي في الوقت الراهن إلى همومه الواسعة والكثيرة وعدم اهتمامه بالشعر، والأدب والثقافة ولديه أمل كبير بإعادة جذبه وربطه بثقافة أمته إذا انبرى الكتّاب والأدباء للكتابة عن هموم المواطن ومشكلاته.وقد طبع ونشر أكثر من 500ديوان وكتاب لأدباء شباب، كانوا يتطلعون إلى الشهرة ويبحثون عمن يفتح لهم الأبواب في دنيا الكتابة والنشر،ويأخذ بأيديهم ويمد لهم يد العون حتى أوصلهم إلى بر الأمان وقد صاروا اليوم من كبار الكتاب والشعراء.‏‏
    هكذا كانت مسيرة حياة الراحل «مدحة عكاش» وهو الذي قال في إحدى لقاءاته الصحفية أنه وبعد قرن من الزمن لم يصل الى حد الاكتفاء طالما أن المنية لم توافه بعد ...لكن هيهات والأقدار ليست بأيدينا فقد فقدنا واحداً من أعمدة الثقافة والأدب التي لاأخالها تعوض و العزاء بما تركه من إرث علّ الشباب الذي أمل به يكمل الدرب وإن أراه شائكاً.‏‏
    فادية مصارع‏‏
يعمل...
X