إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عوض ما فات من أوقات عمرك - حدد لكل عمل زمناً و وقتاً - إعداد المحامي :بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عوض ما فات من أوقات عمرك - حدد لكل عمل زمناً و وقتاً - إعداد المحامي :بسام المعراوي

    عوض ما فات من أوقات عمرك - حدد لكل عمل زمناً و وقتاً
    إعداد المحامي :بسام المعراوي
    قد يضيع الإنسان وقتا طويلا من حياته بلا فائدة، و قد يضيعه في أمور لا تدر عليه نفعا كثيرا، ساء كان النفع دنيويا أو أخرويا، و عندما يقف مع نفسه و يقول : لقد فاتني قطار العمر، أو لقد فاتني الوقت، أو أن الوقت غير مناسب، أو أنني كبرت و طعنت في السن، و لا فائدة ترجى مني، و قد يستشهد بأمثلة لإظهار ما يقول بأنه صحيح، كأن يقول :
    ( العلم في الصغر كالنقش على الحجر، و العلم في الكبر كالنقش على الماء ) و أنا لست صغيرا حتى أستوعب العلم، هذا إذا كان الموضوع، تعلم العلم .
    * * *
    و عن استثمار الوقت في إرادة التعليم تأتي قصة الشيخ السكاكي، فماذا كانت القصة ؟
    كان حداداً، فصنع قفلاً و مفتاحاً صغيراً في منتهى الدقة و الفن، ابتدعه ابتداعا، و ذهب به ليقدمه هدية إلى الملك، و في نفس الوقت كان أحد العلماء الكبار يدخل على الملك، فرأى السكاكي ( الحداد )، أن الملك انشغل بذلك العالم أكثر مما انشغل به، فقال – في نفسه –
    يبدو أن عمل هذا الحداد أفضل من عمل الحداد، فلماذا لا أتوجه الى المدرسة الدينية العلمية ؟و كان كبيرا في السن، أميا لا يعرف القراءة و الكتابة، فقرر أن يدرس و يتعلم، و في بداية تعلمه، اخبره أحد الأساتذة فأعطاه جملة ليحفظها .
    قال له : قال الشيخ : جلد الكلب يطهر بالدباغة .
    فذهب و هو يكرر الجملة ليحفظها .
    و لما جاء في اليوم التالي، ليقرأ لمعلمه المسألة التي تعلمها بالأمس فقال له : قال الكلب : جلد الشيخ يطهر بالدباغة، فانزعج الحاضرون منه و طردوه .
    فخرج عائد و هو يبكي حزنا و يقول : يبدو أنني لا أصلح للدراسة، و في طريقه وجد قطرات من الماء تتساقط على حجر، و قد شقت القطرات أخدوداً في تلك الصخرة، فقال، ان هذه القطرات البسيطة قد أثرت في الصخرة الصماء، و لا يؤثر العلم في ؟ هل أنا أقل احتمالا و تأثيرا و حفظا من هذه الصخرة ؟! فعاود الطريق و قرر مع نفسه أن يواصل الدراسة حتى أصبح من كبار العلماء .
    * * *
    و من هذه القصة نستنتج خطأ المقولة التي تقول :
    ( أن قطار العمر قد فات أن السهم قد مضى ) و بدلا من ذلك على المرء أن يعوض ما فاته من العمر، لأن ( المرء أبن ساعته ) كما قال الإمام علي عليه السلام و عليه أن يستفيد من ساعته، و ان لا يضيع الفرصة، و أن يأخذ العبرة مما مضى، ليعوض حاضراً، لا أن يكتفي بالتأسف و الندم على الماضي .
    يقول الإمام علي عليه السلام : (( لو اعتبرت فيما أضعت من ماضي عمرك لحفظت ما بقى )) ( غرر الحكم ) .
    المبادرة في اللحظة الراهنة، هو الأمر الكفيل باستثمار الوقت، أما الانشغال بالماضي، فهو مضيعة للوقت ليس إلا .
    يقول الإمام علي عليه السلام : (( الانشغال بالفائت يضيع الوقت ))، ( غرر الحكم ) .
    و من هنا كانت التوبة تعويضا للمؤمنين عما مضى، و فلسفتها أن الإنسان يندم على ما مضى، و يعوض حاضراً و مستقبلاً , و لو أن إنساناً قال : لقد عملت ذنوبا كثيرة فكيف يمكن أن أعوض ذلك ؟ يكون بذلك قد يئس، و نم أشد الذنوب اليأس من رحمة الله – عز و جل - .
    انه جل و علا فتح للناس باباً كبيرا سماه التوبة، فقال : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقطنوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ) ( الزمر /53) .
    و المهم للتائب أن يستغفر و يندم على ما فات و يصمم على التعويض بالعمل الصالح، و إلا فما فائدة التوبة من دون تعويض و إنجازات جديدة ؟
    يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم :
    (( من أحسن فيما بقي من عمره لم يؤخذ بما مضى من ذنبه، و من أساء في العشرة الأواخر من سني عمره فأنه يواخذ بالأول و الآخر، لأن أخر أعماله كانت سيئة فأحبطت الأولى، و بذلك يحصد سؤ العاقبة )).
    أما لو أن إنساناً كان مذنبا في قسم من حياته، و أحسن في الباقي منها، فأن سيئاته الماضية تمحي و تفتح له صفحة جديدة، ز هذا لا يعني أن يتكل المرء على جعل القسم الأول من حياته مخصصا لعمل السيئات، و القسم الباقي من عمره مخصصا للتوبة و فعل الحسنات .
    حدد لكل عمل زمناً و وقتاً
    و المقصود من هذه القاعدة أن لا يجعل المرء أعماله تتراكم عليه من دون أن يجعل لكل عمل وقتاً محدداً، و بالتحديد يضمن عدم تضيعه لأوقات عمره , و استثماره لها على الوجه الأمثل .
    فمثلاً : إذا أردت أن تقرأ كتاباً، حدد زمنا لقراءته، لأنك إن لم تحدد، فستنشغل بهذا الكتاب عدة ساعات , و هو يحتاج إلى أقل من ذلك , و على سبيل الفرض أن يكون هذا الكتاب من القطع المتوسطة و يتألف من مائة صفحة، فكم دقيقة يحتاج إلى قراءته ؟ ستجد انك تحتاج إلى ما بين 70 إلى 100 دقيقة تقريباً على حسب سرعتك في المطالعة، بينما لو تركت الأمر هكذا من دون أن تحدد وقتاً، فسيظل هذا الكتاب أكثر عندك . و هذا لا ينطبق على القراءة فقط، بل الأعمال كلها على هذه المشكلة، فكل عمل، حاول أن تحدد له – سلفاً – وقتاً محدداً ( مدة الاستغراق )، و ستجد انك تفيد من أوقاتك بصورة أفضل .
يعمل...
X