إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بتحية للشاعر العناني تواصل ( أيام مجاز للشعر العربي )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بتحية للشاعر العناني تواصل ( أيام مجاز للشعر العربي )

    تواصل «أيام مجاز للشعر العربي» بتحية للشاعر العناني




    عمان - محمد جميل خضر

    في لفتة تحتوي على عديد المعاني ومفعمة بالقيمة، حملت الدورة الثانية من مهرجان أيام مجاز للشعر العربي الذي انطلقت فعالياته مساء السبت في محترف رمال للفنون، اسم الشاعر الزميل زياد العناني المتمسك بالأمل على سرير شفائه المنتظر من وعكة صحية ألمّت به.
    «استمرار غياب أو تغييب النقد المحايد والتناول الحقيقي لماهية المنجز الشعري الجديد»، كما في كلمة الشاعر خلدون عبد اللطيف أحد المسهمين والفاعلين في تنظيم أمسيات مجاز على هامش افتتاح الدورة الثانية من المهرجان، شكّل وأسباب أخرى، أحد الدوافع الرئيسية وراء تبني عدد من الشعراء الشباب وأصدقائهم ممن سبقهم زمنياً ولو بشكل نسبي، فكرة إقامة تلك الأيام التي يحتضنها للعام الثاني على التوالي محترف رمال في جبل اللويبدة.
    فتلك التناولات النقدية، لم تتجاوز، في سوادها الأعم، كما يرى عبد اللطيف، ومعه رفاقه في التجربة، «حدود المجاملات وكَيلَ المديح والإعجاب»، وهي المجاملات المدفوعةً، بحسبه، وحسبهم، «بارتجالات شخصية تحكمها شبكة العلاقات والمنفعة المتبادلة»، والمُتجرِّدةً، كما يرون، من «أدنى درجات الشفافية والمصداقية». كما لم تخرج تلك التناولات، ودائما بحسب عبد اللطيف، من عنق «انحيازها إِلى المقارنة بين السَّابق ممثلاً بالإرث الشعري والحالي ممثلاً بالتجريب والأصوات الجديدة الساعية غالباً للانقلاب على هيمنة القداسات والأبوَّات الشعرية، والكفر بأيِّ تأطيرات نظرية تحدد مفهوم الأشكال الشعرية الحديثة، وعلى رأسها قصيدة النثر».
    وسط هذه الأجواء، وتلك الرؤى، انطلقت فعاليات اليوم الأول من المهرجان، وبعد كلمة الشاعر خلدون عبد اللطيف، وبعد ترحيب مدير محترف رمال النحات عبد العزيز أبو غزالة بالحضور والمشاركين،
    وبعد مقدمة موسيقية أداها عزفاً عادل مصطفى وغسان أبو حلتم على آلتيّ البزق والكلارينيت، انطلقت قراءات اليوم الأول من المهرجان الذي تُختتم فعالياته في السابعة من مساء اليوم. وقرأ في الأمسية الأولى التي أدارها وقدّم الشعراء فيها الفنان والإعلامي رشيد ملحس، الشاعران: عضيب عضيبات وأنس الشوبكي بمرافقة موسيقية من قبل العازف غسان أبو حلتم على آلة الكلارينيت
    الشاعر عضيب عضيبات قرأ قصائد نوّع فيها بين عامود الشعر العربي ومرسله، منها قصيدة «أنا لو أنني» المتدفقة وجداً وحيرة مرسلة في الحب والمحبوبة على سجيتها:
    في قصيدة «قافية السفَر» يستعيد عضيبات علاقته العضوية الممتدة مع القصيدة الكلاسيكية، وزناً وإيقاعاً وقافية، وإن ظل متمسكاً في كل ذلك برغبته الجامحة أن يختلف ويدهش ويطوّر الدلالات:
    الشاعر أنس الشوبكي أصر أن يترك ظله في فضاءات محترف رمال، ويبقي أثراً ممتداً وراسخاً في وجدان ذائقة التلقي التي تمثلت بجمهور نوعي ومتنوّع وغير قليل، لم يغب عنه حتى والد أنس ووالدته، فقرأ «سأترك ظلي هناك»:
    «صامتاً قلقاً...
    مصاحبات غسان أبو حلتم الموسيقية للشعر على كلارينيته، حملت حساً شفيفاً، محملاً بنداءات بوح وتماه مع مفردات الوجود.
    أمسية اليوم الثاني أول من أمس الأحد التي قدمها الشاعر العراقي عبود الجابري، شارك فيها الشعراء:
    فوزي باكير، نور الشيخ قاسم وخالد شلبية، وصاحبهم فيها موسيقياً العازف عادل مصطفى على آلة البزق، وسبق القراءات تقديم عادل مصطفى والعازف غسان أبو حلتم مقطوعات موسيقية كل على آلته.
    عدم تخلص «التجربة النقدية» المحلية المعاصرة بعدُ، من أدران قراءة النصوص عبر منظار الهويات السياسية ومخلَّفات الأيديولوجيا، وعدم تجرؤها، كما ورد في كلمة الشاعر خلدون عبد اللطيف، على خوض أي «مغامرة جادة ومحسوبة لنبش التجارب الشعرية الجديدة، وتسليط الضوء عليها، على العكس من بعض التجارب الشعرية السابقة التي نالت نصيبها من زخم الاشتغال النقدي»، شكّل، كما يذهب القائمون على المهرجان، حافزاً لهم، لتبني مبادرتهم تلك، غير المحظية بدعم رسمي، والقائمة أساساً على الدافع الذاتي والحماس والطموح، حتى لا يظلون مكانهم لا يبرحونه، وحتى لا يظلون ممن ارتضى العيش في حراسة الظلَّ، سواء بسبب «تقصير المحيط النقدي والمؤسساتي تجاههم، أو بتَرَفُّعٍ مريرٍ من بعضهم، أَو كليهما معاً».
يعمل...
X