إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يحتفي نبع النساء في المغرب بقوة المرأة العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يحتفي نبع النساء في المغرب بقوة المرأة العربية

    يرفض الهيمنة الذكورية ويثير الجدل حول هجر الزوجات الفراش

    «نبع النساء» في المغرب يحتفي بقوة المرأة العربية
    • أبوظبي ـ أسامة عسل





    الجدل الذي أثارة فيلم (نبع النساء) للمخرج الروماني الفرنسي رادو ميهيليانو في مهرجان كان السينمائي الأخير، دفع كثيرين الى مشاهدته أول من أمس ضمن برنامج عروض السينما العالمية في «أبوظبي السينمائي»، حيث أكد على المساحة الكبيرة في حرية ومعالجة الأفلام المغربية خلال السنوات الأخيرة لقضايا لافتة للانتباه ترصد الواقع بصدق شديد وأحيانا تعريه.
    ومن هذا التوجه رآه بعض النقاد فيلما سينمائيا مهما يجب ألا تفوت مشاهدته، حيث يتناول برقة شديدة وتفاصيل مغزولة الهيمنة الذكورية التي تدفع النساء الى هجر رجالهن في الفراش وإعلان الإضراب ضد كسلهم، من أجل العمل على بناء قناة لنقل المياه، بدلا من تعب الزوجات في نقلها من أماكن بعيدة، وذلك في الوقت الذي يقضي فيه الرجال أغلب النهار على المقهى في شرب الشاي واجترار الأحاديث الخاوية في ظل الجفاف الذي يجتاح المنطقة وغياب زراعة الحقول.

    صياغة السيناريو
    فكرة العمل رائعة فنيا، رغم أن الحكاية ليس أصلها مغربياً أو حتى عربياً بل هي حكاية ذات أصول أناضولية تركية، وكان في الإمكان أن تتم صياغة السيناريو بطريقة الكوميديا السوداء، ليركز أكثر على العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة في المجتمعات الشرقية، لكن الإفراط في ثرثرات نسائية فرّغ المضمون في بعض المشاهد من محتواه، فأصاب الجمهور الملل في بعض مناطق الفيلم خصوصا أن اللهجة المغربية صعبة في فهمها ولا تزال تشكل حاجزا في توزيع أعمالها، وكسر هذا النمط أحيانا حديث الممثل الفلسطيني صالح بكري الذي قام بدور «سامي»، ومواطنته هيام عباس التي قامت بدور أمه، وكذلك الممثلة المغربية الفرنسية ليلى بختي التي أدت دور البطلة «ليلى» التي تثور على الأوضاع وتستقطب نساء القرية من أجل تحقيق الهدف المنشود.

    قرية وهمية
    ويتناول الفيلم الذي تجري أحداثه في قرية وهمية في شمال إفريقيا واختار المخرج إحدى القرى المغربية الصغيرة، حيث يقمن النساء بكافة الأعمال من الطبخ إلى الغسل إلى بقية الأمور المنزلية، ولكن كل ذلك أمر هين أمام نقل الماء من النبع الذي في قمة الجبل والذي يتطلب كثيرا من العناء والجهد والتعب.
    وتواصل النساء عملهن دونما رفض أو احتجاج من منطق العادات والتقاليد والدين ومبررات أخرى، وتتزايد معاناتهن مع صعوبات الطريق إلى النبع وسقوط العديد من النساء اللواتي فقدن حملهن، وهذا ما يجعل «ليلى» القادمة من خارج القرية لأن تبدأ بالرفض والاحتجاج، وقيادة ثورة في تلك القرية المعزولة من أجل أن يقوم الرجال بدورهم ويساعدون في جلب المياه أو إيصال الماء إلى القرية عن طريق قناة تحتاج إلى بذل الجهد، ويقف إلى جوارها زوجها المعلم في مدرسة القرية والذي يواجه هو الآخر شيئا من الرفض من قبل والدته احتجاجا منها على تأخر حمل زوجته، وتشرع ليلى باستقطاب عدد من السيدات ومن بينهن زوجة شقيق زوجها، وحينما تجد النسوة أن الأمور تسير في طريق مغلق يتم تصعيد الأمر حيث يرفضن النوم مع أزواجهن وهنا تبدأ المواجهات والتهديد والضرب والإذلال وكم آخر من الممارسات التي تسمع القرية أصواتها خلال الليل.

    وجوه تلمع
    هذا هو المحور الأساسي في الأحداث ولكن هناك وجوه تلمع في الفيلم من أبرزهن المرأة الكبيرة في السن (المغنية الشعبية الجزائرية باية بوزار الشهيرة باسم بيّونة) التي تقف إلى جوار ليلى وتواجه ابنها الذي ينضم إلى أحد التنظيمات الدينية، وأيضا شقيقة الزوج «لبنى» وتجسدها النجمة حفيظة حرزي، والتي تظل تعيش حالة من الحلم حيث تطلب من زوجة أخيها أن تكتب لها رسائل لأحد الشباب، وحينما لا يرد تبدأ ليلى بكتابة الأجوبة أيضاً، وتعمل على أن تعلمها القراءة والكتابة وهذا ما تستند إليه حينما تقرر الرحيل من القرية.

    ملاحظات فنية
    تبقى علامة الاستفهام فقط حول مشاركة هيام عباس التي لم يتم استثمار إمكاناتها بالشكل الأمثل، وكذلك معنى وجود الصحافي في الفيلم الذي نكتشف أنه متخصص في الحشرات الصغيرة وتزداد الغرابة حين نراه يشاهد خنفساء بعدسة مكبرة، وهو تنكر غريب يزيد من اللبس عند المتفرج حول ذلك الصحفي الذي ترك جريدته في المدينة وجاء إلى القرية المعزولة من أجل دراسة الحشرات، وبطبيعة الحال فإن الفيلم يعطينا تبريرا لهذا الحضور.
    أولا كونه ساهم في خروج الرجال من مأزقهم ولفت أنظار المسؤولين الى الوضع المزري لبعض القرى المحرومة من الماء والكهرباء والتي يستعين أهلها بأضواء البطاريات للأكل ليلا أو للقراءة، وثانيا ليزيد أوج حرارة مشاعر سامي وليلى باعتباره حبيبها الأول الآتي لاستعادة عشقه القديم للبطلة، التي صارت الآن متزوجة، وهذا أيضا خط درامي تمت معالجته بسطحية وكان يمكن أن يضيف للفيلم رونقا خاصا.
يعمل...
X